arabic.china.org.cn | 06. 11. 2019

قصة صمود مطعم بهونغ كونغ أمام مضايقة وتنمر المتطرفين

6 نوفمبر 2019 / شبكة الصين / كمديرة مشروع عائلي صغير، عانت كيت لي هوي وو بعد أن عبرت عن مناهضتها لأعمال العنف في هونغ كونغ في مظاهرة مؤيدة للشرطة في أواخر يونيو الماضي.

وأصبحت مالكة مطعم "نغان لونغ كافي"، الواقع في لاي يوي مان عند المدخل الشرقي لميناء فيكتوريا، هدفا للمضايقات إما عن طريق مكالمات هاتفية بغيضة أو الشكاوى والتقييمات السيئة عبر الإنترنت ضد مطعمها والمستهدفة لشخصها أيضا. وصدرت معظم التقييمات السيئة من المتظاهرين المناهضين للحكومة الذين شعروا بالاستياء على إثر دعمها الصريح لقوات الشرطة بالمدينة.

وكنتيجة لذلك، انخفض نشاطها بأكثر من النصف خلال الأسابيع الثلاثة التي أعقبت الجهر بآرائها إزاء المظاهرات، حين دعا المتظاهرون المناهضون للحكومة إلى مقاطعة مطعمها. وأمام كثافة هذه الموجة التشويهية، فقدت كيت بعض العملاء المخلصين.

وانهمرت فجأة من كل حدب وصوب شكاوى مختلقة تتعلق بسلامة الغذاء والصرف الصحي، الأمر الذي دفع بأعوان إدارة الصحة والبيئة وإدارة الأعمال إلى إجراء زيارات تفقدية للمطعم.

وقالت كيت "أشار كثيرون بضرورة تجنب أصحاب الأعمال الخوض في النزاعات السياسية. وأعرف أن المحتجين كانوا سيتركوني وشأني إن بقيت صامتة، ولكني قلت لنفسي، إنه موقف مبدأ قبل كل شيء".

وأضافت كيت إنها أرادت القيام بما تراه صحيحا لمؤازرة أفراد الشرطة الذين قدموا الكثير من التضحيات في مواجهة أخطار تهدد سلامتهم وسلامة المواطنين الجسدية فضلا عن الاتهامات المغلوطة التي تطالهم، وذلك خاصة بعد أن غدت الشرطة هدفا لأعمال العنف والتشهير الالكتروني.

وكانت الأم العزباء البالغة من العمر 51 سنة قد تكفلت منذ سنوات بأعمال العائلة بعد وفاة والدها وشقيقها الأصغر. فأخذت على عاتقها مسؤولية الطبخ، أمانة الصندوق وأعمال النظافة.

إلا أن أكثر ما أثار دهشتها مؤخرا هو وصول إيرادات المطعم إلى مستويات قياسية وقد بلغت أوجها في شهر أغسطس الماضي. إذ شهد محلها دعما كثيفا من أعوان الشرطة المتقاعدين وخارج الخدمة لإجازة عمل أو نحوه، إضافة إلى المشرعين والمدرسين وغيرهم من سكان هونغ كونغ الوطنيين. كما شهد مطعمها وفود زوار من البر الرئيسي الصيني جاؤوا لتقديم الدعم.

غير أن دعمها للشرطة أدى إلى توتر في علاقاتها الأسرية، فأبناؤها لا يشاطرونها موقفها السياسي.

وقالت كيت "يسألني الناس عما إذا كنت خائفة. في الحقيقة أخبرتهم أنني كذلك. فمن ذا الذي لا يخشى التعرض للهجوم أو تدمير أعماله؟".

ووصل صدى قصة المطعم إلى وسائل التواصل الاجتماعي التي تفاعلت مع الأمر بإيجابية. فمطعمها، المدرج بالدليل الالكتروني للمطاعم في البر الرئيسي، أصبح قِبْلَة العديد من الوافدين من الشمال. كما بدأ بعضٌ من جيرانها بمد يد العون لمساعدتها في أعمال المطعم المزدهرة هذه الفترة.

ومن بين المتطوعين، نجد الطالبة وانغ من البر الرئيسي والمتواجدة في هونغ كونغ في إطار برنامج التبادل الطلابي. وقدمت وانغ إلى مطعم كيت صباح يوم 26 أكتوبر كمتطوعة. وعن ذلك قالت الفتاة البالغة من العمر 22 سنة: "أريد أن أفعل شيئًا ذا نفع لأنها )كيت( تدافع عن المدينة التي أحبها".

من جانبه، قال عون الشرطة المتقاعد ذي الـ55 سنة والملقب بـ"آي بي"، مستشهداً بالصعوبات التي واجهت كيت وبالانتقام المغرض الذي تعرضت له، قال إنه سعيد برؤية الأشخاص يدافعون عن الشرطة في وقت صعب.

وبالعودة إلى كيت، قالت "أدركت، بعد أن تحدث كثير من الناس عني، أني لا أسير وحيدة". وأضافت أنها تشعر بالأسى لاستمرار المطاعم الصغيرة الأخرى في المعاناة بسبب الانخفاض الحاد في الأعمال جراء تواصل الاضطرابات.

وقالت المشرعة إليزابيث كوات بيفان، التي تناولت بدورها العشاء في المطعم يوم 26 أكتوبر المنقضي، إن المدينة تعيش وضعا رهيبا لأن العديد من المطاعم التي أعلنت عن صريح دعمها للشرطة قد تعرضت للتخريب.

وفي حالة مشابهة، حضرت ليلي وونغ نفس التجمع المؤيد للشرطة صحبة ابنيها ونشرت الصور على الإنترنت في أواخر يونيو. وشهد مطعم الوجبات الخفيفة للأم العزباء في تاي بو الواقع بالأقاليم الجديدة ازدهارا ملحوظا بعد استهدافه من قبل المتظاهرين المتطرفين الذين تقدموا بشكاوى ضده إلى الدوائر الحكومية. كما تلقت ليلي مكالمات هاتفية بغيضة في وقت متأخر من الليل.

وقالت وونغ "ما زلت أرحب بجميع الأشخاص، بغض النظر عن آرائهم سياسية "، مضيفة "ستعود هونغ كونغ إلى سالف عهدها - مدينة سلام ومنفتحة على الجميع".

أما آني كووك، التي عملت مضيفة طيران لمدة 15 سنة، فقد عبرت علانية على صفحات التواصل الاجتماعية عن مناهضتها لأعمال العنف في منتصف أغسطس إثر اقتحام مجموعة من المتطرفين ومثيري الشغب مطار هونغ كونغ الدولي وتسببهم في إزعاج آلاف المسافرين.

وعلى الفور تم استهداف كووك ومتجر المواد الغذائية التابع لها في شام شوي بو، كولون، من قبل المتطرفين الذين شنوا حملة تنمر عبر الانترنت مختلقين شكاوى لا صحة لها. الأمر الذي تسبب في تراجع عملها بمقدار الثلث في غضون بضعة أيام.

غير أن ما لحق بأعمالها من ضرر لم يثن عزيمتها، بل زادها قناعة بأن مستقبل هونغ كونغ يحتاج وقفة مزيد من المواطنين في وجه الترهيب والعنف. 


   يمكنكم مشاركتنا بتعليقاتكم عبر فيسبوك و تويتر
 
انقلها الى... :

مقالات ذات صلة

China Internet Information Center E-mail: webmaster@china.org.cn Tel: 86-10-88828000
京ICP证 040089号 京公网安备110108006329号