حسام المغربي ـ شانغهاي

6 نوفمبر 2019 / شبكة الصين / انطلقت في بلدية شانغهاي شرقي الصين أعمال الدورة الثانية لمعرض الصين الدولي للاستيراد أمس الثلاثاء، تحت شعار "عصر جديد ـ مستقبل مشترك"، بحضور شخصيات رسمية محلية ودولية.

المعرض الذي افتتحه الرئيس الصيني شي جين بينغ، يوفّر منصة هامة لدخول السوق الصينية، ويعزز الحوار والعمل المشترك لدفع حركة التجارة العالمية، وطرح الحلول الممكنة للتحديات التجارية في ظل التداعيات العالمية للحمائية التجارية.

وحضر قادة أجانب معرض الاستيراد الدولي الصيني الثاني تلبية لدعوة من الرئيس الصيني شي جين بينغ، حيث شارك قادة أربع دول في حفل الافتتاح كما سيحضرون الفعاليات ذات الصلة للمعرض. ومن بين القادة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ورئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس، ورئيس الوزراء الجامايكي أندرو هولنس، ورئيسة الوزراء الصربية آنا برنابيك.

فما أهداف هذا الحدث الكبير؟

يقول خبراء اقتصاد ورجال أعمال أجانب إنه مع صعود الأحادية والحمائية التجارية، فإن هذا المعرض الذي يواصل فتح السوق الصينية أمام العالم سيساعد على تعزيز حركة التجارة الدولية في اتجاه أكثر توازنا، كما سيجلب معه فرصا تجارية ضخمة للشركات الأجنبية ما يضخ زخما جديدا في الاقتصاد العالمي.

وبحسب تصريحات الرئيس الصيني شي جين بينغ التي جاءت في افتتاح المعرض، فإن هدف النسخة الثانية من الحدث هو الدفع لتحقيق مزيد من تسهيل وصول الاستثمار الأجنبي للسوق وتقليص القائمة السلبية، والعمل على مواصلة تحسين بيئة الأعمال لجعلها أكثر توجها نحو السوق واعتمادا على القانون ودولية. 

وفي ظل تباطؤ النمو الاقتصادي العالمي الحالي، يرى البنك الدولي أن النمو الاقتصادي العالمي لهذا العام من المتوقع أن يكون أقل من التقدير السابق البالغ 2.6%. ويرى مراقبون أن ظهور الحمائية التجارية كان له تأثير سلبي على التوقعات الاقتصادية العالمية، آملون في أن تتيح الدورة الثانية للمعرض فرصا جديدة لتنمية الاقتصاد العالمي على أساس الإنجازات الكبيرة التي حققتها الدورة الأولى، وتصميم الصين على موازنة التجارة الدولية من خلال فتح سوقها أمام المصدّرين من جميع أنحاء العالم.

وعززت الصين موقعها، كثاني أكبر لاعب في الاقتصاد العالمي بعد الولايات المتحدة، بمتوسط ناتج إجمالي محلي تجاوز 45.09 تريليون يوان (حوالي 6.56 تريليون دولار أمريكي) في النصف الأول من 2019، ونجحت في الحفاظ على وضعها كثاني أكبر مستورد للسلع عالميا، لتقدّم إسهاما متزايدا في ازدهار التجارة الدولية ودعما قويا لإعادة توازن الاقتصاد العالمي.

وكانت الحكومة الصينية قد توقعت العام الماضي أن تضيف نحو 24 تريليون دولار إلى سلة وارداتها خلال السنوات الخمس عشرة المقبلة.

وتعهد الرئيس شي بأن الصين ستتبنى خمسة تدابير لتعزيز الانفتاح على مستوى أعلى "مواصلة توسيع انفتاح السوق" و"مواصلة تحسين إطار الانفتاح" و"مواصلة تحسين بيئة الأعمال" و"مواصلة تعميق التعاون الثنائي ومتعدد الأطراف" و"مواصلة البناء المشترك للحزام والطريق". متوقعا أن تشهد الصين آفاق تنمية اقتصادية أكثر إشراقا، وستوفر للدول الأخرى المزيد من الفرص من حيث السوق والاستثمار والنمو. 

وأشار عطوفة فريدون حرتوقة، الأمين العام لهيئة الاستثمار الأردنية، إلى أن معرض الصين الدولي للاستيراد هو خطوة جادة من قبل الصين لخلق حالة من التوازن لحركة التجارة العالمية، حيث سيكون لجهود الصين زيادة وارداتها تأثير كبير على نمو الطلب العالمي عبر تدابير اقتصادية أكثر انفتاحا تشجّع وتسهّل حركة التجارة عبر الحدود.

وتدافع الصين عن عقيدة "عالم متعدد الأقطاب" في علاقاتها الخارجية لتحقيق تعاون متكافئ وذي منفعة متبادلة بين جميع الدول، والنهوض بالعولمة الاقتصادية ومعارضة الأحادية من أجل تهيئة ظروف مواتية لبناء مجتمع مشترك المصير.

ولخص حرتوقة، أهدف وآثار معرض الصين الدولي للاستيراد (CIIE-2)، في أن العالم سيشهد انفتاحا للسوق الصينية بشكل أكبر أمام الواردات من دول العالم، ما سيعزز جهود الشركات الأجنبية في تطوير نفسها وتوسيع رؤيتها ووضع الابتكار هدفا أساسيا لدخول السوق الصينية.

وأضاف أن النسخة الثانية للمعرض تظهر الثقة التي تتمتع بها الصين في اقتصادها على الرغم من الحرب التجارية التي تشنها الولايات المتحدة. 

وتتواصل أعمال معرض الصين الدولي الثاني للاستيراد لستة أيام، ويشارك في هذا الحدث العالمي الذي يمثل علامة مهمة في نمط الاقتصاد الصيني الجديد، 150 دولة ومنطقة ومنظمة دولية، وأكثر من 3000 شركة منها أكثر من 250 شركة مدرجة على قائمة أفضل 500 شركة في العالم، من الدول الأعضاء في مجموعة العشرين وبريكس ومنظمة شانغهاي للتعاون، بالإضافة إلى نحو 60 دولة على طول الحزام والطريق و40 دولة من أقل دول العالم نموا، على مساحة عرض تبلغ 300 ألف متر مربع، مع توقعات باستقبال أكثر من 400 ألف من المشترين الصينيين والأجانب القادمين لاستكشاف صفقات الأعمال. وقد خصص المعرض جناحا للسلع الاستهلاكية الجديدة، وأسس منطقة خارجية للسيارات ذاتية القيادة.