بكين 11 أكتوبر 2019 (شينخوا) قدمت دولة الإمارات العربية المتحدة جناحها "تخضير الصحراء" في معرض بكين الدولي للبستنة 2019، هدية لجمهورية الصين الشعبية، وذلك خلال حفل اختتام المعرض الذي عقد مؤخرا في بكين.

وتعليقا على هذا الحدث، قال علي عبيد الظاهري، سفير الإمارات لدى الصين: "نحن واثقون من أن تقنيات بلدنا الرائدة في مجال الزراعة المستدامة في بيئة صحراوية، والتي عرضها جناح الإمارات على مدى الشهور الماضية ستقدم إضافة قيمة للأمة الصينية ولأراضيها الصحراوية الشاسعة المشابهة لطبيعة الإمارات، مثل صحراء غوبي التي تشبه البيئة الصعبة التي يعالجها هذا الجناح، والذي نأمل أن تقدم محتوياته مزيداً من الإلهام والفائدة للشعب الصيني الصديق".

وأضاف الظاهري أن التطور الذي يشهده القطاع الزراعي في الإمارات يعود للأسس التي وضعها الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، الذي وضع الزراعة أولوية لاستراتيجيات الدولة، وأوصى القيادة الإماراتية بالمتابعة على ذات النهج في تعزيز دور هذا القطاع من خلال البحوث العلمية، الأمر الذي أوصل القطاع إلى تطوير آليات زراعية مبتكرة كالزراعة المالحة وفي الظروف الجافة، إضافة إلى إجراء اختبارات ميدانية على المحاصيل ومختلف الأصناف، وتطوير تقنيات الري ومنهجيات الزراعة، وهي من مجالات التعاون والشراكة بين الحكومتين الصينية والإماراتية، كزراعة الأرز بالمياه المالحة في الإمارات، لتلبية احتياجات الأمن الغذائي للإمارات.

وركزت الإمارات من خلال جناح "تخضير الصحراء" على تسليط الضوء على إنجازاتها في تحويل الصحراء إلى مساحات خضراء باستخدام التقنيات المتقدمة، وعلى التزامها الدائم في تبني التنمية الخضراء المستدامة، حيث تولي قيادة الإمارات أهمية كبيرة لبناء الأمن الغذائي للسكان الذين تشهد معدلات نموهم ازديادا متسارعا، وهو ما انعكس إيجابيا على ارتقاء البلاد مكانة بحثية رائدة في مجال الزراعة الملحية والجافة.

وأوضح الظاهري أن الإمارات تحتل الآن مركزا رياديا في مجال الزراعة الملحية، حيث تستخدم فيها أنظمة الري الحديثة والمنازل الشبكية للحصول على بيئة يمكن التحكم بها وقادرة على تحسين جودة المنتجات الزراعية بشكل أفضل من البيئة المفتوحة، كما يشهد القطاع تحولاً نحو الزراعة العضوية، ما أدى إلى نجاح الاستثمارات الزراعية، وتحويل مساحات شاسعة من صحراء الإمارات إلى مساحات خضراء، بما في ذلك المناطق المخصصة لزراعة النخيل.

يذكر أن جناح الإمارات امتد على مساحة 1850 متراً مربعاً، وتم تصميمه بناء على عدد من المفاهيم الأساسية التي تمثل طبيعة الإمارات كأشجار النخيل والزراعة التقليدية، بالإضافة إلى إنجازاتها وابتكاراتها في مجال الزراعة المستدامة، كما وفر الجناح رحلات للزوار عبر قسم المنتزه، الذي ضم الوديان والأفلاج التي تحاكي المشهد البيئي الحقيقي للإمارات، كما عكس القسم الثقافي فيه تقاليد وتراث الإمارات وشعبها.