بقلم د.أُنـــس الزليطني

2 أكتوبر 2019 / شبكة الصين / شهدت بكين العاصمة الصينية احتفالات تاريخية وغير مسبوقة في العيد الوطني الصيني الـ70، حيث تابع العالم هذه الاحتفالات باهتمام، وعرضت أهم وكالات الأنباء والقنوات الإخبارية تغطية خاصة للاحتفالات الصينية التي أبهرت كل العالم وفاقت كل التوقعات.

احتشد مئات الآلاف من الناس والجيوش في حفل ضخم لم تشهد الصين له مثيلا من قبل في ساحة بها رمزية انطلاق أوّل لبنة للصين الحديثة ألا وهي ساحة "تيان آن مان" وسط بكين. تضمن العرض الضخم 15 ألف جندي وعددا كبيرا من الدبابات ومجموعة كبيرة من الأسلحة المتطورة، والصواريخ عابرة القارات.

ما ميز الاحتفالات بالعيد الوطني الصيني السبعين هو مشاركة كل فئات المجتمع والقوميات في العروض، كما أن العروض الاحتفالية جسدت أيضا وبوضوح تاريخ الصين الحديثة وقدمت لوحات لافتة لأهم "أبطال الأمة"، وهو تذكير بالماضي المجيد مرورا إلى الحاضر ثم تليها لوحات تجسد مستقبل الصين المشرق بجيل شاب وتقنيات حديثة ومتطورة.

ما عرضته الصين في احتفالات العيد الوطني السبعين ليس وليد اللحظة، بل هو نتيجة لمجهودات الشعب والحكومة الصينية على مدى السبعين عاما الماضية، انطلاقا من انشاء الدولة في 1949 مرورا بمرحلة الاصلاح والانفتاح في 1978، وصولا إلى العصر الجديد بحوكمة ورؤى جديدة منذ 2012، حيث حققت الصين خلال هذه المراحل إنجازات عظيمة تسعى بها الدولة إلى تحقيق الهدف المنشود المتمثل في توفير "حياة رغيدة" للمجتمع كله، وهو ما أكده الرئيس الصيني، شي جين بينغ، خلال الكلمة التي ألقاها في مستهل الاحتفالات، حيث أكد أن "الشعب الصيني قد نهض" وأن المجهودات المبذولة من الشعب والحكومة غيرت "مصير الصين المأساوي التي كانت فقيرة وضعيفة"، لتمضي الصين الآن إلى "تحقيق إعادة النهوض الوطني" والسير على "الطريق الجليل لتحقيق نهضة الأمة العظيمة".

إن هذه الانجازات التي تعيشها الصين الاشتراكية الحديثة اليوم، هي عصارة مجهودات كثيرة ومتنوعة من داخل الصين بتنوع قومياتها ومن خارجها بالتعاون المثمر مع بقية دول العالم، حيث تعهد الرئيس الصيني في كلمته بأن "الصين ستبقى على طريق التنمية السلمية، واتباع إستراتيجية الانفتاح متبادلة المنفعة"، كما ستواصل الصين العمل مع بقية شعوب العالم من أجل تحقيق "البناء المشترك لمجتمع ذي مستقبل مشترك للبشرية"، وهو ما يجعل الصين تلعب دورا مهما على الصعيد العالمي ويجعل القاطرة الصينية تحتضن وتشارك المنفعة مع بقية دول العالم. كما أكد الرئيس الصيني خلال كلمته على التمسك بمبادئ "إعادة التوحيد السلمي ودولة واحدة ونظامان"، وفي ذلك تذكير من القيادة الصينية إلى كل أجزاء الصين وكل دول العالم بأن الصين تتمسك أكثر بمبادئها التي توحد كل أراضيها، بل وأنه "لا يمكن لأية قوة أن تهز وضع الصين" أو أن تقف أمام تطور وتماسك هذا البلد. وفي ذلك صدّ واضح لكل قوة خارجية تحاول التدخل في الأمور الصينية الداخية وأن كل تدخل سيكون مصيره الفشل المحتم.