arabic.china.org.cn | 15. 09. 2019

جامعة بكين تحتضن ورشة عمل بعنوان "الكتابة التاريخية والأدبية في التراث العربي"

إعداد وتصوير: حسام المغربي وياسمين تشانغ


15 سبتمبر 2019 / شبكة الصين / انطلقت أمس السبت في كلية اللغات الأجنبية بجامعة بكين ورشة عمل حول التراث العربي برعاية معهد دراسات المناطق وقسم اللغة العربية في كلية اللغات الأجنبية بجامعة بكين. 

وتتناول النسخة الثانية لورشة العمل ـ التي تنعقد تحت عنوان "الكتابة التاريخية والأدبية في التراث العربي" لمدة يومين ـ بالدراسة والتحليل ونقاش الموضوع بحضور مجموعة من الباحثين والمثقفين والكتاب والمهتمين من الجانبين الصيني والعربي. وتهدف إلى بناء منصة شاملة لتبادل الخبرات بين المتحدثين باللغتين الصينية والعربية، والتعريف بحضارة العرب وثقافتهم الأدبية.

وتتطرق الأستاذ الدكتور لين فنغ مين، رئيس قسم اللغة العربية بكلية اللغات الأجنبية في جامعة بكين، خلال كلمة الافتتاح لورشة العمل، إلى أن تنظيم الدورة الثانية يأتي استكمالا لجهود بناء منصة متكاملة لتبادل الخبرات بين الجانبين الصيني والعربي، وإحياء دور طريق الحرير. مشيرا إلى دور الخبراء الأجانب في تعزيز التواصل بين الصين ودول العالم.

وأكد الدكتور لين على أن تنظيم مثل هذه المنتديات وورش العمل يساعد الباحثين الصينيين في التعرف عن قرب على الثقافة العربية وذلك من خلال مشاركة باحثين متخصصين من الدول العربية، وفي الوقت نفسه توفر بيئة خصبة للجانب العربي في التعرف على الثقافة والأدب الصيني، الأمر الذي يصب في صالح تعزيز الحوار بين الحضارات وتعميق التفاعل والتنمية المشتركة في جميع المجالات.

واشتملت الورشة ست جلسات تحدث خلالها 18 محاضرا عربيا وصينيا حول عدد من المحاور منها "الأدب والهوية" و"التاريخ والثقافة" و"الشعر والنثر". 

وافتتحت الدكتورة تشانغ هونغ يي، الأستاذة بجامعة الدراسات الدولية ببكين، أولى جلسات اليوم الأول بورقة عمل تحت عنوان "شعراء الصعاليك ولامية العرب"، وقالت إن ظاهرة الصعلكة فريدة في الثقافة العربية، وفي العصر الجاهلي تردد بكثرة مصطلح "صعلوك" وكان يدور حول من ارتكبوا الجرائر فطردتهم القبيلة، وإما من أبناء الحبش السود، وإما بسبب الفقر الشديد.

وأشارت الدكتورة تشانغ إلى أن خلال ترجمتها لقصيدة "لامية العرب" لصاحبها ثابت بن أَواس الأزدي (الشنفرى) حرصت على اختيار الأسلوب المناسب في اللغة الصينية حتى يتمكّن القارئ من فهم أبعاد وثقافة تلك الفترة. موضّحة أنه تمت ترجمة تلك القصيدة إلى عدة لغات واحتلت قديما وحديثا مساحة واسعة على خريطة الشعر العربي القديم، فكانت محل اهتمام الكثير من الشراح والمعرّبين والأدباء العرب والمستشرقين. وترى أن هذا الاهتمام لم يكن نتيجةً للمنهج الذي سار عليه الشنفرى فحسب، أو للتشبيهات البليغة التي أتى بها ودلّت على صدقه وواقعيته، أو للتعبيرات المجازية التي وردت في اللامية، وإنما كان بسبب البناء اللغوي الفريد والمعجم الشعري الذي اتكأ عليه.

وأكد الدكتور حمود يونس الأستاذ بقسم اللغة العربية بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة دمشق، في ورقته التي جاءت بعنوان "الحداثة في شعر أبي تمام" أنه للحداثة جذور في تاريخ الأدب العربي القديم، حيث أبو العلاء المعري الذي تجاوز زمنه في منهجه وتناوله للغة.

وأعتبر يونس الأستاذ حاليا بقسم اللغة العربية بكلية اللغات الأجنبية في جامعة بكين، أن من تجليات الحداثة في شعر أبي تمام هي الإغراب في المعاني وخروجها عما ألفه الشعراء العرب القدماء في بناء معانيهم، والإسراف في استخدام البديع من الجناس والطباق، والمباعدة بين طرفي الصورة الفنية من حيث المشبه والمشبه به في الاستعارة والتشبيه ونحو ذلك.

وفي ختام كل جلسة خصص وقت لفتح المجال لمداخلات وتساؤلات الحضور التي تنوعت في طرحها للرؤية حول تاريخ الأدب العربي، مع اتفاق الحضور على أهمية عقد المزيد من ورش العمل لتعزيز الحوار.


1   2   3   4   5   6   >  


   يمكنكم مشاركتنا بتعليقاتكم عبر فيسبوك و تويتر
 
انقلها الى... :

مقالات ذات صلة

China Internet Information Center E-mail: webmaster@china.org.cn Tel: 86-10-88828000
京ICP证 040089号 京公网安备110108006329号