صنعاء أول سبتمبر 2019 (شينخوا) انتشلت فرق الانقاذ في اليمن اليوم (الاحد) 86 جثة إثر قصف للتحالف العربي طال الليلة الماضية مرفقا تعليميا يتخذه الحوثيون معتقلا في مدينة ذمار ( نحو 100 كلم جنوب صنعاء).

وقال المتحدث باسم الهلال الأحمر اليمني في ذمار الدكتور بشير الضوراني لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن الفرق تمكنت منذ الليلة الماضية وحتى مساء اليوم من استخراج 86 جثة من تحت الانقاض.

وأضاف، لا يزال العشرات تحت الانقاض، وهناك احتمالية ضئيلة للغاية بإمكانية العثور على أحياء.

وأوضح أن فرق الانقاذ توقفت مساء اليوم عن عمليات البحث عن مفقودين نتيجة التحليق الجوي للطيران الحربي في سماء المدينة، ونتيجة الصعوبات الكبيرة التي تواجه عمل الفرق.

وبحسب الضوراني، فان المبنى الذي تعرض للقصف مشيد بأسس تسليح قوية، وأن الإمكانيات المتاحة غير قادرة على رفع الانقاض.

وأشار إلى أن العمل في الليل بحاجة إلى امكانيات خاصة، لا توجد لديهم.. لافتا إلى أن الفرق ستباشر عملها صباح يوم غد، لاستخراج باقي الجثث.

وفي وقت سابق اليوم ، قال متحدث الهلال الأحمر اليمني في ذمار إنه " تم انتشال 66 جثة، بعضها ممزقة، واسعاف 45 مصابا".

وأعلنت جماعة الحوثي عبر وزارة الصحة، التابع لها وغير المعترف بها، في وقت سابق اليوم انه تم انتشال 60 جثة لقتلى و50 جريحا في حصيلة غير نهائية".

وأوضح البيان، " أن طيران التحالف العربي الذي تقوده السعودية استهدف بسبع غارات و14 صاروخا 3 من المباني في كلية المجتمع بذمار ".

وقال رئيس اللجنة الوطنية لشؤون الأسرى (تتبع الحوثيين) عبد القادر المرتضى، لوكالة أنباء (شينخوا) إن السجن الذي تعرض للقصف يضم 170 شخصا.

وأضاف " جميع النزلاء أسرى حرب ومعتقلين في قضايا أمنية واستخباراتية على ذمة الحرب".

وبحسب المرتضى ، فان النزلاء " أغلبهم من أبناء محافظتي تعز وأب، ومعظمهم ضمن كشوفات اتفاق السويد".

وكانت الأمم المتحدة قد رعت في ديسمبر الماضي اتفاقا في السويد قضت إحدى مساراته بالإفراج عن جميع الأسرى والمعتقلين بين الحكومة والحوثيين، وتعثر تنفيذ الاتفاق حتى اليوم.

وأشار المرتضى، إلى أن المبنى الذي تعرض للقصف الجوي " واضح ومعروف انه سجن والصليب الأحمر الدولي قد قام بزيارته عدة مرات".

من جانبه قال رئيس بعثة اللجنة الدولية للصليب الاحمر في اليمن فرانز راوخنشتاين، إن "الموقع الذي تعرض للقصف في ذمار هو مركز احتجاز كنا نقوم بزيارته في اليمن بشكل منتظم".

وأشار إلى أنه تم إرسال فريق من اللجنة يحمل إمدادات طبية عاجلة، يمكنها علاج ما يصل إلى 100 شخص مصاب بجروح خطيرة، و 200 كيس من الجثث".

وحملت رابطة أمهات المختطفين، جماعة الحوثي والتحالف العربي المسؤولية.

وذكر بيان للرابطة، منظمة مدنية، أنها " تدين بأشد العبارات وتستنكر استهداف طيران التحالف لسجن كلية المجتمع بمحافظة ذمار وقتله لعشرات المختطفين والمخفيين قسراً بعدد من الغارات".

وأضاف البيان تعرض المبنى للقصف "رغم معرفة الصليب الأحمر بمكان السجن واحتوائه على مختطفين ومخفيين قسرا تم تجميعهم من قبل جماعة الحوثي المسلحة من عدد من محافظات الجمهورية دون رادع قانوني أو إنساني.

وطالب البيان "بفتح تحقيق دولي وعاجل ومحاسبة مرتكبي الجريمة".

وحملت الرابطة "التحالف العربي والمجتمع الدولي والأمم المتحدة وجماعة الحوثي ماحدث لأبنائنا من قتل مباشر ومتعمد للعشرات منهم، كما نحمل جماعة الحوثي المسلحة اختطاف واخفاء العشرات من أبنائنا داخل سجن كلية المجتمع بذمار الذي حوله الحوثيون من مكان تعليمي واكاديمي إلى سجن".

وقال الصحفي اليمني فؤاد النهاري، عقب عودته من مكان القصف إن ما حدث "مأساة حقيقية".

وأوضح النهاري لوكالة أنباء ((شينخوا)) عدت للتو من زيارة للمبنى المقصوف، وشاهدت عشرات الجثث ، والعشرات لا يزالون تحت الأنقاض".

وأضاف "القصف دمر المبنى كليا على رؤوس العشرات ".

واعتبر النهاري ما حدث" مأساة حقيقية.. وكارثة إنسانية وانتهاك صارخ للقانون الإنساني الدولي".

وأشار إلى أن المبنى معروف للجميع انه معتقل تابع لسلطة الأمر الواقع بصنعاء، ويقع على الشارع الرئيسي بمدينة ذمار .

ولفت النهاري، إلى أن معلوماته الخاصة تشير إلى أن "كثير من المعتقلين هم من قيادات وشباب حزب الإصلاح"، حزب إسلامي معارض للحوثيين.

وفي مايو 2015، تعرض مبنى يتخذه الحوثيون في ذمار معتقلا للقصف من قبل التحالف أسفر عن مقتل العشرات بينهم صحفيان وقيادي حزبي في حزب الاصلاح.

وفي ديسمبر 2017، قتل نحو 31 معتقلا إثر غارات جوية للتحالف العربي طالت سجن الشرطة العسكرية في صنعاء.