طرابلس 16 أغسطس 2019 (شينخوا) تشهد المطارات غرب ليبيا خلال الأيام الماضية، تصاعدا غير مسبوق في أعمال استهدافها سواء عبر الغارات الجوية أو القصف الصاروخي، الأمر الذي جعل الأمم المتحدة تحذر من استمرار استهدافها، كونها عمليات ترقى إلى مستوى "جريمة حرب" يعاقب عليها القانون الدولي.

ومع استمرار إغلاق وفتح المطارات خاصة مطار معيتيقة الدولي بطرابلس وبداية شن هجمات تستهدف مطار زوارة الدولي غرب العاصمة، يواجه آلاف المسافرين خطر العزلة عبر الرحلات الجوية المدنية، خاصة مع تضرر المطارات في كل مرة تتعرض فيها للاستهداف.

بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، حذرت من استمرار استهداف المطارات المدنية، مؤكدة بأنها ترقى إلى جرائم حرب يعاقب عليها القانون الدولي.

وأوضحت البعثة الأممية في بيان تحصلت وكالة أنباء ((شينخوا)) نسخة منه اليوم (الجمعة)، "نشجب الهجمات الممنهجة والمتزايدة باطراد على المطارات غرب ليبيا، بما في ذلك مطاري زوارة ومعيتيقة، فقد عرّضت هذه الهجمات حياة الآلاف من المسافرين المدنيين للخطر، بمن فيهم موظفو الأمم المتحدة والعاملون في المجال الإنساني".

ويعدّ مطار معيتيقة هو المطار الوحيد العامل في منطقة طرابلس الكبرى والمتاح للاستخدام من قبل مئات الآلاف من المدنيين كما ويستخدم أيضاً لتقديم المساعدات الإنسانية.

وذكرت البعثة الأممية بالهجمة الأخيرة التي تعرض لها مطاري معيتيقة وزوارة، وقالت بهذا الشأن "آخر هذه الهجمات المشينة ضد أهداف مدنية القصف العشوائي الذي تعرض له مطار معيتيقة بالأمس، والذي أفيد تسببه في مقتل أحد العاملين في المطار وإصابة آخر بجروح، كما تسبب في أضرار مادية أسفرت عن إغلاق المطار".

وتابعت،"أدى ذلك إلى تعطيل حاد في عمليات المطار وترك مئات الركاب عالقين، وخلال الليل كانت هناك غارة جوية أعلن عنها الجيش الوطني على مطار زوارة، وهو منشأة مدنية، مما تسبب في إلحاق أضرار بالبنية التحتية للمطار".

وشددت بعثة الأمم المتحدة على "وجوب إيقاف هذه الهجمات على الفور(...)، مرة أخرى المطارات التي يستخدمها المدنيون ليست أهدافاً عسكرية".

كما ذكرت أطراف النزاع بأنه يتوجب أخذ جميع الاحتياطات الممكنة لحماية السكان المدنيين وفقاً للقانون الدولي لحقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي، كما تذكر بأن عدم القيام بذلك قد يشكل جريمة حرب، وفقا للبيان.

وأعلنت قوات "الجيش الوطني" الذي يقوده المشير خليفة حفتر اليوم (الجمعة)، بأنها استهدفت مطار زوارة الدولي غرب العاصمة طرابلس، والذي يستخدم الطائرات التركية "المسيرة".

وأوضح اللواء أحمد المسماري، المتحدث باسم القيادة العامة في بيان، بأن "سلاح الجو يقوم بإعادة الزيارة لمطار زوارة بضرب أحد المخازن التي تأوي الطائرات التركية المسيرة، كما تم ضرب "مخازن تستخدم لإيواء الطائرات المسيرة وذخيرتها".

وأضاف المسماري، "أي مكان يتعامل مع أي جهة أجنبية يعتبر هدف مشروع للقوات الجوية".

ويعد استهداف مخازن للطائرات التركية بمطار زوارة (120 كلم) غرب طرابلس الثاني خلال 24 ساعة.

عمران الناجح طيار مدني متقاعد، يرى أن استمرار استهداف المطارات في ليبيا خاصة مطار العاصمة الوحيد، له تبعات كبيرة على مستوى الأمن والسلامة والشركات الناقلة وغيرها من الأمور.

وقال في حديثه لـ((شينخوا))، "المطارات تتأثر بحالة الأمن والسلامة، وكلما تضررت بفعل أعمال مسلحة أحجمت الشركات الأجنبية عن العودة لتسيير رحلاتها إلى ليبيا، إضافة إلى خسارة الشركات الوطنية الناقلة مبالغ ضخمة، جراء التأخر في عمليات التشغيل للرحلات المجدولة".

وأضاف الناجح،" مطار معيتيقة تعرض لأكثر من 15 هجمة مختلفة منذ قرابة خمسة أشهر، ومطار زوارة الدولي تم تجهيزه قبل فترة وجيزة ليكون دوليا، لكن بعد الهجمات الحالية ستتغير الأمور كثيرا".

وأشار الطيار السابق، إلى أهمية تجنيب المطارات وعدم استهدافها لأغراض عسكرية، وضغط المجتمع الدولي على عدم التعرض لها، لأن تدميرها يعني عزلة أكثر من 3 ملايين شخص قرابة نصف سكان ليبيا عن العالم، بحسب وصفه.

المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني، أدان استمرار قصف مطاري (زوارة ومعييتقة) من قبل طيران حفتر، مطالبا الأمم المتحدة التدخل لوقف هذه الاعتداءات.

وأكد بيان المكتب الإعلامي للمجلس الرئاسي نشر عبر صفحته الرسمية في (الفيسبوك)، بأن ما وصفها بـ"الأعمال الإرهابية المتكررة، هدفها زعزعة أمن واستقرار العاصمة" مشيرا إلى "عدم لمس ما تقوم به بعثة الأمم المتحدة ومجلس الأمن لحماية المدنيين وممتلكاتهم".

وطالب الرئاسي "الأمم المتحدة ضرورة الإيفاء بالتزاماتها وتسمية الأمور بمسمياتها، بدل من موقف الحياد والمجاملة السياسية، خاصة باعتراف المعتدي "حفتر"بانتهاكاته".

هذا وأعلنت قوات "الجيش الوطني" في الثالث من يوليو الماضي، تدمير غرفة تحكم الطائرات المسيرة في مطار معيتيقة بطرابلس.

لترد قوات حكومة الوفاق الوطني نهاية يوليو الماضي، بإعلان تدميرها لطائرات مسيرة لقوات حفتر في قاعدة "الجفرة" الجوية جنوب شرق طرابلس.

وتشن قوات "الجيش الوطني" التي يقودها حفتر هجوما منذ مطلع ابريل الماضي للسيطرة على طرابلس مقر حكومة الوفاق والتي أعلنت من جانبها إطلاق عملية (بركان الغضب) لصد الهجوم.

وتسببت المعارك منذ اندلاعها في مقتل 1093 شخصا وإصابة نحو 6 آلاف آخرين إضافة إلى نزوح قرابة 120 ألف شخص من مواقع الاشتباكات، بحسب الأمم المتحدة.