الصفحة الأولى | حجم الخط  

تحقيق: محاولات لإعادة إحياء صناعة الفخار المتعثرة في جنوب لبنان

arabic.china.org.cn / 09:16:14 2019-08-11

حاصبيا ، جنوب لبنان 8 أغسطس 2019 (شينخوا) يجمع المواطن الخمسيني وسيم خليل داخل معمله المتواضع المخصص لصناعة الفخار في بلدته (راشيا الفخار) أكثر من 20 شابا وشابة تتراوح أعمارهم بين 10 و15 سنة.

ويرأس خليل منذ عدة أعوام التعاونية الحرفية لإنتاج وتسويق الخزف وصناعة الفخار، كما يجتهد في تعليم هذه الصناعة للجيل الصاعد في بلدته كمحاولة جادة لإحياء هذه الحرفة المتعثرة والمهددة بالانقراض.

وأكد خليل لوكالة أنباء ((شينخوا)) بينما كان منهمكا في صناعة أبريق من الفخار بواسطة آلة "الدولاب اليدوية القديمة" ،أن هناك محاولات جادة لإعادة الروح إلى هذه الصناعة الحرفية التي كانت حتى مطلع السبعينيات تستقطب اهتمام فئة كبيرة من أبناء بلدتنا "راشيا الفخار" والقرى المحيطة في القطاع الشرقي من جنوب لبنان.

وأضاف خليل "بدأنا منذ فترة بإجراء دورات تعليم مجانية حول صناعة الفخار لأطفال بلدتنا والقرى المجاورة، ولمسنا من الجيل الجديد الاهتمام بهذه الحرفة ".

وقال " تستمر عادة دورة تعليم أطفالنا صناعة الفخار لفترة شهرين خلال فصل الصيف وتشمل كافة المراحل التي تمر بها هذه الصناعة الحرفية،ابتداء من تحضير العجينة حتى التلوين ، وقد نجحنا إلى حد ما في مهمتنا، واتضح ذلك من خلال مساهمة الأطفال في إنجاز جانب من الأعمال في الفاخورة".

وبينما كان يقوم بتلوين إناء فخاري بواسطة ريشة رقيقة أوضح الطفل عادل الراسي"9 أعوام" لوكالة أنباء (شينخوا) "لقد اكتسبنا مهنة راقية خلال دورة تعليم صناعة الفخار التي تميز منطقتنا".

من جهته أشاد الطفل جان أبو حجيلي "12عاما" بحرفة الفخار، مشيرا إلى أهمية الحفاظ عليها وتطويرها مستقبلا.

أما الطفل جورج اللحام "11عاما: فقال " أتابع بكل جدية وثبات دورة تعليم صناعة الفخار حتى أحقق التميز في هذه الحرفة التراثية،على أن يكون هدفي عندما أكبر إقامة فاخورة بآلات حديثة بدلا من المعدات اليدوية القديمة".

وأوضح رئيس بلدية (راشيا الفخار) لوكالة أنباء (شينخوا) رشيد يوسف أنه "حتى مطلع السبعينيات كانت بلدتنا تزدهر بانتاج الفخار وكان عدد العاملين بها خلال تلك الفترة 80 شخصا في خمسة أفران كبيرة الحجم".

وأضاف "اتخذنا في المجلس البلدي عدة قرارات لدعم وتطوير صناعة الفخار من أجل الحفاظ على هذا التراث وتطويره".

وقال "تحظى هذه الصناعة باهتمام فئة كبيرة من المواطنين ويتجلى ذلك بارتفاع عدد السياح المحليين والأجانب الذين يقصدون معامل الفخار في البلدة"، مشيرا إلى أن عناصر من قوات الأمم المتحدة العاملة في جنوب لبنان (يونيفيل) تحمل منتجات الصناعات الفخارية كهدايا قيمة لذويهم قبيل سفرهم عائدين إلى بلادهم".

بدوره قال أحد كبار معلمي الفخار جهاد أسبر (56عاما) لوكالة أنباء (شينخوا) "الحروب الإسرائيلية على جنوب لبنان منذ أوائل السبعينيات أدت إلى تدمير أفران الفخار بشكل شبه تام ، وفي العام 2000 بعد تحرير الجنوب من الاحتلال نشط العديد من المواطنين وعملوا على إعادة ترميم 3 أفران على نفقتهم الخاصة".

وأضاف " تلقينا دعما لهذه الصناعة من وحدة التعاون المدني العسكري التابع لقوات اليونيفيل التي قامت بتشييد مبنى للعاملين في صناعة الفخار،كما قدمت الكتيبة الهندية في اليونيفيل فرنا كهربائيا لشي الفخار مع بعض المعدات الحديثة مما ساهم في تطوير هذه الصناعة".

من جانبه اعتبر أديب الغريب أن "صناعة الفخار تتطلب الدقة والذوق" مشيرا إلى أن "انتاج "راشيا الفخار" في الستينيات كان اكثر من ألف طن تتوزع بين "أباريق" و"جرار" وما شابه ذلك من أواني منزلية، لكن لإنتاج تراجع اليوم ولم يتجاوز 120 طنا".

وطالب الغريب الوزارات المعنية خاصة وزارة الصناعة بـ"دعم القطاع وإعادة تجديده وتحديثه لتحقيق المنافسة من خلال جودة الانتاج وطرق الزخرفة والإبداع"./نهاية الخبر/

   يمكنكم مشاركتنا بتعليقاتكم عبر فيسبوك و تويتر
تحميل تطبيق شبكة الصين

 
انقلها الى... :
China Internet Information Center E-mail: webmaster@china.org.cn Tel: 86-10-88828000
京ICP证 040089号 京公网安备110108006329号