الصفحة الأولى | حجم الخط  

تقرير إخباري : طرفا النزاع في ليبيا يوافقان على "هدنة إنسانية" مع حلول عيد الأضحى

arabic.china.org.cn / 05:15:53 2019-08-11

طرابلس 10 أغسطس 2019 (شينخوا) وافق طرفا النزاع (قوات حفتر وقوات حكومة الوفاق) على "هدنة إنسانية" دعت إليها الأمم المتحدة بمناسبة حلول عيد الأضحى، في تطور يعكس وصول الحل العسكري إلى الجمود الميداني وعدم قدرة أي طرف على حسم الصراع لصالحه.

ومع دخول المعارك الشهر الخامس جنوب وحول العاصمة طرابلس، نجحت البعثة الأممية في إقناع طرفي النزاع قبول الدخول في الهدنة لثلاثة أيام، وهي المرة الأولى التي يوافقا فيها على تنفيذ هدنة على الرغم من مرات عديدة دعا فيها المجتمع الدولي لهدنة مماثلة خلال الأشهر الماضية.

ورحبت بعثة الأمم المتحدة للدعم في بيان وصل وكالة أنباء (شينخوا) نسخة منه مساء اليوم (السبت)، "بقبول مبدأ الهدنة الانسانية بمناسبة عيد الاضحى المبارك من قبل الأطراف المعنية"، داعية " لاحترامها الحرفي حرصا على حرمة العيد ومصلحة الليبيين".

وأكدت بأنها "تبقى البعثة بتصرف مختلف الاطراف لتأمين حسن تطبيق الهدنة".

وأوضح ميلود الحاج الأستاذ الجامعي الليبي، بأن "نجاح الأمم المتحدة في إجبار طرفي القتال على الدخول في هدنة يعد تطورا لافتا، حيث يبعث بأمل أن الحل السياسي ربما يفرض صوته من جديد في المستقبل القريب".

وأضاف الحاج، "باعتقادي لن ينجح أي من الطرفين في حسم الصراع لصالحه، وبالتالي يجب البحث عن بدائل تعيدهما للحوار مجددا، والهدنة الحالية هي طريق يحمل في طياته الكثير من الاستعداد نحو الحل السلمي للأزمة ".

وأشار الأستاذ الجامعي، بأن قبول قوات حفتر بالهدنة قطع الطريق أمام الأصوات التي تريد استمرار الحرب بأي شكل من الأشكال.

وعبرت بعثة الأمم المتحدة عن أسفها لعدم موافقة "الجيش الوطني" على ال"هدنة إنسانية" .

قبل أن يفاجئ اللواء أحمد المسماري، المتحدث باسم قوات "الجيش الوطني" الذي يقوده المشير خليفة حفتر بإعلان موافقة الجيش على "الهدنة الإنسانية" .

وأوضح اللواء أحمد المسماري في مؤتمر صحفي، "يعلن القائد العام للقوات المسلحة وقف جميع العمليات الحربية التي يخوضها الجيش في ضواحي طرابلس، بداية من تاريخ اليوم السبت وحتى تاريخ الإثنين المقبل".

وأضاف المسماري، "يحذر القائد العام بأن رد القوات المسلحة سيكون فوريا وقاسيا في جميع الجبهات، ضد أي عمليات أو تحركات من أي طرف مهما كان نوعها، والتي تمثل خرقا لهذه الهدنة ، مشيرا إلى أن "القوات المسلحة بجميع صنوفها في حالة استعداد تام للرد المناسب على كل من تسول له نفسه استغلال هذه الهدنة، لتحقيق أي مكسب ميداني أو إلحاق الضرر بقوتنا المسلحة".

وقد دعت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا الخميس الماضي، الأطراف المتنازعة جنوب طرابلس إلى قبول "هدنة إنسانية" تبدأ مع صباح اليوم الأول من عيد الأضحى.

وتتواصل المعارك جنوب العاصمة طرابلس بين قوات "الجيش الوطني" وقوات موالية لحكومة الوفاق المدعومة من الأمم المتحدة، منذ إعلان المشير خليفة حفتر، في الرابع من أبريل الماضي عن عملية عسكرية لـ"تحرير طرابلس" قابلتها حكومة الوفاق بعملية "بركان الغضب" لصد الهجوم.

وتسببت المعارك منذ اندلاعها في مقتل 1093 وإصابة نحو 6 آلاف آخرين، إضافة إلى نزوح قرابة 120 ألف شخص من مواقع الاشتباكات، بحسب الأمم المتحدة.

وسبق موافقة قوات حفتر، على إعلان المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني الليبية أمس، موافقة مشروطة على "هدنة انسانية".

وقال المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق في بيان نشره في صفحته الرسمية على (فيسبوك) إنه "استجابة لمطالبة بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، نعلن القبول بهدنة إنسانية محددة خلال أيام عيد الأضحى المبارك وفق ضوابط".

وتتضمن الضوابط أن "تشمل الهدنة كافة مناطق الاشتباكات بحيث تتوقف تماما الرماية المباشرة وغير المباشرة أو أي تقدم للمواقع الحالية"، و"حظر نشاط الطيران وطيران الاستطلاع في كافة الأجواء وفي كافة القواعد الجوية التي ينطلق منها"، بحسب البيان.

كما تضمنت هذه الضوابط "عدم استغلال الهدنة لتحرك أي أرتال أو القيام بأي تحشيد"، وأن "تتولى البعثة الأممية ضمان تنفيذ الهدنة ومراقبة أي خروقات".

وعزت حكومة الوفاق في بيانها القبول بالهدنة إلى حرصها على "تخفيف معاناة المواطنين" و"تمكين فرق الخدمات الإنسانية من أداء مهامها للنازحين والمتضررين"، بالإضافة إلى صيانة البنية التحتية.

من جهته، حث رئيس بعثة الاتحاد الأوروبي في ليبيا آلن بوجيا، "أطراف الحرب التي لا معنى لها على طرابلس" على قبول "هدنة انسانية" والالتزام بها.

وقال بوجيا، في بيان صحفي نشر عبر صفحة البعثة على (الفيسبوك)، إنه "في هذه الأوقات المقدسة، أناشد من أعماق قلبي أطراف الحرب أن تتبنى الهدنة التي يعمل الممثل الخاص (للأمين العام للأمم المتحدة غسان سلامة على تأمينها".

وأكد بوجيا، أن الهدنة " ليست فقط لتوفير الراحة للأشخاص الأكثر تضررا والذين هم بحاجة ماسة إليها، ولكن أيضا كخطوة أولى نحو إنهاء العنف والعودة إلى العملية السياسية"./ نهاية الخبر/

   يمكنكم مشاركتنا بتعليقاتكم عبر فيسبوك و تويتر
تحميل تطبيق شبكة الصين

 
انقلها الى... :
China Internet Information Center E-mail: webmaster@china.org.cn Tel: 86-10-88828000
京ICP证 040089号 京公网安备110108006329号