القاهرة 10 أغسطس 2019 (شينخوا) "لن تكتمل احتفالات عيد الأضحى بالنسبة لي دون ذبح خروف"، هكذا قال أحمد بشر وهو يتفاوض بشأن الأسعار في سوق ماشية في الجيزة، جنوب غرب القاهرة.

وقام بشر، وهو سائق شاحنة، مع طفليه بجولة في السوق من أجل العثور على خروف جيد بسعر معقول.

وكان سوق الماشية، الذي يبلغ طوله 2500 متر، والموجود بالقرب من الأهرامات، ممتلئا بالبائعين والتجار، الذين يعرضون جميع أنواع الماشية، لكن قلة قليلة من الناس كانت تغادر السوق وهي تصطحب خروفا أو بقرة.

واشترى بشر، بسعادة، كبشا بقيمة 4500 جنيه مصري (ما يقرب من 272 دولار أمريكي)، وقام بتحميله على شاحنته، بينما كان أبناؤه يقلدون صوت الخروف ويغنون.

"بعد التخلص من الجلد، والساقين، والرأس والأحشاء، سيتبقى حوالي 38 كيلو جراما، وهو ما سيكون كافيا لعائلتي والجيران والفقراء"، أوضح بشر بعد تثبيت الكبش في سيارته بحبل.

وأضاف لوكالة أنباء (شينخوا)، أنه اعتاد شراء بقرة بالمشاركة مع شقيقه، لكن سعر البقرة حاليا يتراوح بين 8000 إلى 30000 جنيه، وهو سعر عال جدا بالنسبة له.

وشارك بشر أسرته هذه العام لشراء خروف، وليس بقرة.

ويبدأ عيد الأضحى، وهو أحد العيدين في الإسلام، غدا الأحد.

ويتزامن عيد الأضحى مع فريضة الحج، الذي يشارك فيها ملايين الأشخاص كل عام.

ويحيي المسلمون خلال عيد الأضحى ذكرى استعداد النبي إبراهيم للتضحية بابنه من أجل إظهار تفانيه لله.

ويتم تقسيم الحيوان الذي يتم التضحية به خلال العيد، وهو عادة خروف أو ماعز أو بقرة أو جمل إلى ثلاثة أجزاء، ويجب أن يذهب ثلث اللحوم على الأقل إلى الفقراء، مع احتفاظ صاحب الأضحية بالثلث لعائلته والثلث الأخير لجيرانه.

وقال حسام عبد الفتاح الذي اشترى مع أحد أصدقائه بقرة بـ 17500 جنيه، إن "تقاسم سعر البقرة كان أفضل خيار للحفاظ على التقاليد الدينية، وجلب السعادة لعائلتي، ومواجهة الأسعار المرتفعة".

وتابع أن أسعار الماشية هذا العام أقل من العام الماضي، لكن المشكلة هي ارتفاع أسعار السلع الأخرى، التي تستوجب عمل ميزانية لشراء جميع احتياجات العيد، مثل الملابس الجديدة للأطفال.

وتراجعت أسعار الماشية في مصر بنسبة تتراوح بين 10 إلى 15% مقارنة بالعام الماضي، حسب حسين عبد الرحمن رئيس نقابة المزارعين.

وأشار عبدالرحمن، لـ "شينخوا"، إلى أن أسعار الأبقار الحية تتراوح بين 50 و52 جنيها للكيلو، مقابل 55 و57 جنيها في عام 2018، في حين أن أسعار الخراف الحية تقدر حاليا بنحو 60 جنيها مقارنة بـ 70 جنيها خلال العام الماضي.

وأرجع انخفاض أسعار الحيوانات هذا العام إلى استيراد الحيوانات الحية والمذبوحة بكميات كبيرة من قبل القطاع الخاص، وانخفاض القوة الشرائية بشكل عام بسبب الظروف الاقتصادية الصعبة، وتدخل وزارتي الزراعة والتموين اللتين فتحتا المزيد من النوافذ الحكومية لبيع الحيوانات.

بينما قال محمد الفيومي، وهو جزار يبلغ 45 عاما ورث مهنته عن والده وأجداده، إنه "على الرغم من انخفاض الأسعار، إلا أن عدد المشترين مازال بسيطا حتى الآن".

وعبر عن أمله في قيام عدد أكبر من الناس بشراء الماشية خلال يوم الوقفة الذي يسبق العيد، موضحا أنه من المفترض أنه اليوم الأعلى مبيعا.

وأضاف أن المواطنين يفضلون هذا العام شراء الأبقار ومشاركة السعر مع الأقارب بدلا من الخراف، للحصول على المزيد من اللحوم.

ورأى الجزار، أن مشاركة الأقارب لشراء الماشية قد أثر سلبا على المبيعات.

وفقا للقواعد الإسلامية، يمكن أن يشارك سبعة أشخاص كحد أقصى في شراء حيوان كبير مثل البقرة أو الإبل.

وبالنسبة للمصريين، فإن الطعام التقليدي لعيد الأضحى هو الفتة التي يتم تقديمها بعد صلاة العيد، ويتكون الطبق بشكل أساسي من الخبز المقرمش، مغطى بالأرز ولحم البقر وصلصة الطماطم بالثوم.