9 أغسطس 2019 / شبكة الصين / أصبحت حرب الصين على النفايات تتسم بالذكاء مثلها مثل البلد نفسه، فتخيل أنه مع رموز الاستجابة السريعة (QR) على أكياس النفايات يمكن لحكومة البلدية تتبع مصدرها بدقة.

وفي الأول من يوليو الماضي، أطلقت بلدية شانغهاي شرقي الصين برنامجا إلزاميا لفرز النفايات. وبموجب اللوائح الجديدة، يتعين على الأسر والشركات تصنيف نفاياتها إلى 4 فئات والتخلص منها في أماكن محددة وأوقات معينة، وعدم الامتثال يمكن أن يؤدى إلى فرض غرامات، والشركات والمنشآت التي لا تمتثل للوائح، فتكون معرضة لخطر خفض تصنيفها الائتماني.

وأصبح النظام الصارم الحديث مطبّق على أكثر من 24 مليون من سكان البلدية، الذين انتقدوا عدم مرونة البرنامج والتصنيف المربك للنفايات. ولحسن الحظ، تدخلت بعض شركات التكنولوجيا الناشئة للمساعدة.

فعلى سبيل المثال، استجابت أكبر شركات الإنترنت في الصين بتوفير مزايا بحث جديدة تساعد الأشخاص على تحديد نوع النفايات سواء كانت "رطبة" (يمكن تحويلها إلى أسمدة) أو "جافة" أو "سامة" أو "قابلة لإعادة التدوير".

ولكن لا يمكن حتى للأشخاص الأكثر وعيا بالبيئة فرز النفايات بالشكل الصحيح. مثل، في أي صندوق نفايات يجب أن يتخلص الشخص من قصاصة من صحيفة استخدمها للتخلص من فضلات كلبه. وببساطة شديدة، من خلال تطبيقات مصغرة على منصات "ويتشات" أو "بايدو" أو "علي باي" وإدخال كلمة البحث، فإن شركات التكنولوجيا توفر الإجابة وتشرح السبب.

وقالت شركة "علي باي" للدفع الرقمي التابعة لمجموعة "علي بابا"، إن تطبيقها المصغر لفرز النفايات سجل مليون مستخدم خلال ثلاثة أيام فقط. وحتى الآن يقدم التطبيق البسيط فهرسة لأكثر من 4000 نوع من النفايات. ولا تزال قاعدة البيانات الخاصة به في نمو، وستوفر قريبا للمواطنين خاصية استخدام "معرّف الصور" بدلا من الكتابة لتصنيف النفايات بمجرد التقاط صورة لها. كما يمكن لجهاز المساعد الصوتي المنزلي "Tmall Genie" لمجموعة "علي بابا" تقديم الإجابة على أسئلة مثل "من أي نوع من النفايات منديل رطب" وأكثر من ذلك.

ولتوفير الحلول للأشخاص المشغولين أو الكسالى الذين يتعذر عليهم التوافق مع جدول تجميع النفايات، تقدم الشركات الناشئة خدمة صف سيارات فرز النفايات في أماكن قريبة. كما ساعد متعاوني الخدمات لشركة "علي باي" في تطوير تطبيق مصغر لجمع النفايات القابلة لإعادة التدوير، ويوفر خدماته حاليا لسكان 8000 مجمع سكني في 11 مدينة. وحتى الآن، باع مليونا شخص مواد قابلة لإعادة التدوير من خلال التطبيق.

وقد أضافت شركة "Ele.me" ذراع توصيل الطعام التابعة لمجموعة "علي بابا" خدمة جمع القمامة إلى قائمتها الخاصة بالخدمات إضافة إلى خدمتي "الاعتذار لصديقته" و"تمشية الكلاب".

وإلى جانب مساعدة الأسر، تعمل شركات التكنولوجيا كذلك على تطوير برامج لجعل حياة مديري التجمعات السكنية أكثر سهولة. وبحسب ما ذكرته وكالة الأنباء "شينخوا" فقد بدأت بعض المجمعات السكنية في بدلية شانغهاي باستخدام رموز الاستجابة السريعة لتتبع مصدر النفايات، إذ يطلب من كل أسرة إرفاق رمز (QR) على أكياس النفايات الخاصة بهم، والتي سيتم فحصها بحثا عن مصادرها وتصنيفها بمجرد وصولها إلى محطات إدارة النفايات.

وبهذه الطريقة، يعرف المنظمون في المنطقة السكنية الأسرة التي تخلصت من نفاياتها - رغم أن لوائح تصنيف وفرز النفايات الحالية في البلدية لا تتطلب تتبع الاسم الحقيقي ـ مع تقديم مكافأة صغيرة لمن يصنفون النفايات بشكل صحيح.