الصفحة الأولى | حجم الخط  

تحقيق إخباري: موسم بيع يغلبه الركود في غزة قبيل حلول عيد الأضحى

arabic.china.org.cn / 09:03:32 2019-08-09

غزة 8 أغسطس 2019 (شينخوا) يشتكى أصحاب مزارع المواشي في غزة من أيام صعبة لتحصيل الأرباح قبيل حلول عيد الأضحى المناسبة المعظمة للمسلمين ويفترض أن تمثل أهم موسم سنوي لهم.

والسبب في ذلك كما يجمعون يتعلق بركود في معدلات البيع، وأن نسبة كبيرة مما يتم بيعه يكون بالتقسيط ويشترك بها من خمسة إلى سبعة أشخاص لشراء العجل أو البقرة، وهما الأكثر جذباً في قطاع غزة بالعيد.

تعتبر مزرعة "عفانة" الواقعة في شارع صلاح الدين الرئيسي الواصل ما بين محافظات القطاع، من أكبر المزارع المتواجدة في المنطقة، كونها تضم المئات من أنواع المواشي المتنوعة.

لكن صاحب المزرعة محمد عفانة (35 عاما) يشتكي من موسم "هو الأسوأ منذ أعوام" فيما يتعلق بهامش الأرباح التي يمكن تحصيلها من بين للزبائن العاديين.

ويقول عفانة بينما يجادل زبائن بشأن الأسعار "الناس هنا تأتي لتتفرج على الأغنام، ولكنهم لا يشترون شيئا يعودون من حيث أتوا".

ويضيف "الغالبية ظروفهم صعبة وحتى نبيع نقبل الاعتماد على آلية الدفع بالأقساط، على الأقل لتجنب الخسائر الكبيرة".

وعادة البيع بالتقسيط عند شراء الأضاحي انتشرت في الأعوام الأخيرة التي اشتدت فيها ظروف غزة تدهورا بفعل امتداد حصار إسرائيلي مشدد منذ منتصف العام 2007 إثر سيطرة حركة حماس على القطاع.

وتشارك أحمد العجلة (54 عاما) مع اخوته الثمانية في شراء عجل من نوع الشراري ليحتفلوا بعيد الأضحى، الذي سيكون أول أيامه يوم الأحد المقبل.

ويقول العجلة لوكالة أنباء (شينخوا) "الأسعار ليست بالرخيصة، لكننا اعتدنا على الأضحية، لذلك لا يمكن أن يمر هذا اليوم مثل غيره".

ويوضح أن مشاركته مع أشقائه، كانت على أساس دفع القسط الأول لصاحب مزرعة عفانة والمتبقي يكون على مدار ستة أشهر لاحقة.

ويتم الذبح بعد سماع التكبيرات من المساجد في ساعات الصباح الأولى من اليوم الأول من العيد لتوزيع اللحوم على الأهل والأصدقاء والجيران، والاحتفاظ بكمية غالباً ما تكون الثلث من أجل الأكل والاستهلاك الشخصي.

أما سليم أبو شعبان وهو من سكان مدينة غزة، فيعتبر بأنه لا يوجد عيد بدون أضحية، لذلك اشترى اثنين من الخراف بحوالي 1200 دولار أمريكي.

وترك أبو شعبان الخراف في فناء منزله كي يلهو به أبنائه الصغار كما كان والده يفعل ليثير السعادة لدى العائلة، وفق ما يقول.

وأعلنت وزارة الزراعة التي تديرها حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في غزة أن مزارع القطاع يتوفر فيها في الوقت الحالي 12 ألف عجل وحوالي من 25 إلى 30 ألف رأس من الأغنام، بما يفي بحاجة القطاع.

لكن مسئولون يقولون إن النسبة الأكبر من تلك الكميات تشتريها جمعيات ومنظمات دولية لتوزيعها على الفقراء الذين لا يتمكنون من شراء الأضاحي وهم النسبة الأكبر من سكان غزة البالغ عددهم زهاء مليوني نسمة.

من هؤلاء إبراهيم المغربي (35 عاما) الذي يعمل موظفا في حكومة غزة تحت إدارة (حماس) وتعاني من صعوبات مالية منذ أعوام.

ويقول "أتلقى 40 في المائة من راتبي منذ أعوام وبشكل غير منتظم ما يجعلني غير قادر على الأضحية".

وحتى الموظفين في السلطة الفلسطينية من سكان غزة انخفضت نسبة شرائهم أضاحي منذ عامين بسبب تقليص رواتبهم إلى أقل من 60 %، بحسب تجار محليين.

وألقى حصار غزة بظلال قاتمة على الواقع الاقتصادي والمعيشي في غزة، وفق ما تظهر بيانات الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني التي أظهرت في يوم العمال العالمي مطلع مايو الماضي، أن معدل البطالة في القطاع وصل حوالي 52 في المائة.

كما أن حوالي 83 في المائة من سكان القطاع يعيشون تحت خط الفقر فيما يبلغ معدل الدخل اليومي للفرد 2 دولار أمريكي، وذلك بحسب اللجنة الشعبية لمواجهة الحصار على غزة، وهو ما يعد الأسوأ عالميا.

ويقول مسئولون في غرفة تجارة وصناعة غزة إن "العوز والفقر ينتشران بشكل قياسي في صفوف السكان ما يجعل الركود يضرب أسواق قطاع خصوصا مع حلول مواسم ومناسبات تتضاعف فيها المصاريف.

   يمكنكم مشاركتنا بتعليقاتكم عبر فيسبوك و تويتر
تحميل تطبيق شبكة الصين

 
انقلها الى... :
China Internet Information Center E-mail: webmaster@china.org.cn Tel: 86-10-88828000
京ICP证 040089号 京公网安备110108006329号