الصفحة الأولى | حجم الخط  

قايد صالح يشدد على أن الجيش الجزائري لن يحيد عن مسار الحل الدستوري للأزمة السياسية

arabic.china.org.cn / 22:15:49 2019-08-08

الجزائر 8 أغسطس 2019 (شينخوا) شدد قائد الجيش الجزائري الفريق أحمد قايد صالح في خطاب جديد اليوم (الخميس) على تمسك الجيش بالحل الدستوري للأزمة السياسية التي تعصف بالجزائر منذ 22 فبراير الماضي، وأكد على أنه لن يحيد عن هذا المسار بحسب بيان صادر عن وزارة الدفاع الجزائرية.

وقال قايد صالح أمام عسكريين بالمنطقة العسكرية الأولى بمحافظة البليدة (50 كم) جنوب العاصمة الجزائر، إن الجزائر "القوية والمستقرة والآمنة، تزعج بعض الأطراف التي لا تبغي الخير لبلادنا، وهو ما يجعلها عرضة للطامعين والمغامرين الذين يحاولون عبثا عرقلة مسارها التطويري".

وأضاف "لدينا كقيادة عليا المعلومات المؤكدة حول هذه المخططات المعادية، التي سبق وأن حذرنا منها ومن مخاطرها وتهديداتها، والتي تستغل الوضع الراهن في بلادنا، لمحاولة فرض أجنداتها والتأثير في مسار الأحداث".

وقال إنه "من هنا يأتي تأكيدنا في كل مرة على ضرورة التمسك بالإطار الدستوري في حل إشكاليات المرحلة الراهنة لأنه يعد الضمانة الأساسية بل الوحيدة للحفاظ على كيان الدولة ومؤسساتها وعدم الوقوع في فخ الفراغ الدستوري والانزلاق إلى ما لا يحمد عقباه".

وشدد على أن التمسك بالإطار الدستوري لحل الأزمة لا بديل عنه، ولن نحيد عنه وأن موقف الجيش ينبع من شعوره بأن الجزائر هي "أمانة الشهداء" وقد مرت الجزائر بثلاث نكبات في تاريخها "من المحن والويلات" سواء تعلق الأمر بـ "ما اقترفه الاستعمار (الفرنسي) البغيض في حق شعبها من همجية ودمار، أو من خلال ما ارتكبه الإرهاب المقيت من مآسي ونكبات، أو ما تسببت فيه العصابة (نظام بوتفليقة) من نهب واختلاس وتبديد لمقدرات الأمة".

وعلى هذا الأساس الجزائر " ليست لعبة في أيدي المغامرين" بما يجعل الجيش يعمل "باستمرار وبيقظة كبيرة على صونها وحمايتها والحفاظ عليها، ونقف بالمرصاد لكل من يحاول المساس باستقرارها وأمنها وسمعتها ومكانتها".

وجدد قايد صالح رفضه "للشروط المسبقة التي تعرقل مسار الحوار" السياسي في البلاد.

وأكد وقوف الجيش إلى جانب حوار "تسوده النوايا الحسنة والصدق والأمانة، وتديره شخصيات وطنية مخلصة وذات مصداقية وكفاءة تؤمن فعلا بالحوار وتعمل على إنجاحه... وتنأى بنفسها عن الشروط المسبقة التي تعرقل مسار الحوار" في إشارة إلى الشروط التي وضعتها لجنة الحوار المتعلقة بالإفراج عن معتقلي الحراك الشعبي وتخفيف الإجراءات الأمنية لضمان حرية التنقل، وفتح وسائل الاعلام الحكومية أمام الحراك والمعارضة وإقالة الحكومة.

وأكد أن الجيش يؤمن بأن الحوار" الجاد مضبوط الأهداف كفيل بتقديم الحلول المناسبة وخلق الظروف الملائمة للذهاب إلى الانتخابات الرئاسية، وتنظيمها في أقرب الآجال".

وقال إن هذه الإنتخابات "تمر حتما عبر التنصيب العاجل للهيئة الوطنية المستقلة لتحضير وتنظيم ومراقبة الانتخابات الرئاسية كأولوية قصوى في مسار الحوار الوطني".

وثمن قايد صالح جهود الهيئة الوطنية للوساطة والحوار.

وأضاف "(إننا) نشجع مبادراتها الرامية إلى الإسراع في تنظيم جولات الحوار واتخاذ كل الإجراءات التي تؤدي إلى تحقيق الهدف المنشود (الإنتخابات الرئاسية)".

واعتبر أن المطالب الشعبية "الأساسية" التي رفعت في المسيرات "قد تحققت وبشكل كامل" في إشارة إلى استقالة الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة واعتقال الرموز الفاسدة لنظامه على غرار رئيس الوزراء السابق أحمد أويحيى والأسبق عبد الملك سلال والعديد من الوزراء السابقين ورجال الأعمال الكبار المحسوبين على نظامه، بالإضافة إلى اعتقال شقيقه ومستشاره السعيد بوتفليقة وقائدي جهاز المخابرات السابقين الفريق محمد مدين واللواء بشير طرطاق.

واعتبر قايد صالح أنه "بقيت مرحلة الانتخابات الرئاسية وما يتعلق بها من ضبط الإجراءات الضرورية لإنجاحها".

وانتقد من وصفها بالمجموعات الصغيرة المرتبطة "بالعصابة" التي ترفض "كل المبادرات المقدمة والنتائج المحققة من خلال رفع شعارات مغرضة ونداءات مشبوهة تستهدف التقليل من أهمية ما تحقق، والتشبث بمطالب غير معقولة تجاوزتها الأحداث والإنجازات".

وجدد موقفه بشأن مستقبله السياسي، وقال إنه "لا طموحات سياسية لنا في ذلك سوى خدمة الوطن، والحرص على ضمان أمنه واستقراره، فبلادنا اليوم، والحمد لله في أيدي آمنة يسهر على تأمينها كوادر ملتزمة، همهم الوحيد السهر على عـزة الوطن وشموخه".



   يمكنكم مشاركتنا بتعليقاتكم عبر فيسبوك و تويتر
تحميل تطبيق شبكة الصين

 
انقلها الى... :
China Internet Information Center E-mail: webmaster@china.org.cn Tel: 86-10-88828000
京ICP证 040089号 京公网安备110108006329号