18 يوليو 2019 / شبكة الصين / تقع قرية تانغتسيقو وسط جبال غرب مدينة باودينغ التابعة لمقاطعة خبي شمال الصين، وبسبب الفقر المدقع وصعوبة تخليصها منه اعتمادا على مواردها المحلية، أدرجت تانغتسيقو ضمن قائمة التخطيط الوطنية لنقل السكان من مناطق الظروف المعيشية السيئة. فغادر جميع قرويي تانغتسيقو منازلهم القديمة التي عاش فيها آباؤهم وأسلافهم للسكن في منازل بالمدينة، سوى عائلة واحدة قررت البقاء في القرية.

وقال لي يونغ (41 سنة) الذي يعمل حارسا لجزء سور الصين العظيم الذي يعبر قريته، إنه لن يستطيع تحمل البعد عن جزء السور الذي يعود لأسرة مينغ، لذلك فضل مواصلة حياته في قريته القديمة وسط الجبال بدلا من الانتقال.

ويوميا، ينطلق لي بصحبة كلبه لتفقد جزء السور وحراسته، ويعتبر هذا المعلم التاريخي جزءا من حياته، حيث كان مولده بالقرب منه وعاش طفولته وشبابه في رعي الأغنام والفلاحة جوراه، كما تزوج ورزق بالأطفال هناك. وقال "لو غادرت هذا المكان فسأشعر بعدم الارتياح والقلق".

ويبلغ دخل لي يونغ من وظيفة حارس السور 100 يوان شهريا، ويحتاج إلى تسلق الجبال والجدران الضخمة والقيام بدوريتين أو ثلاث ذهابا وإيابا على طول جزء السور القديم الذي يرجع تاريخه إلى ما قبل 400 عام ويمتد لنحو 15 كيلومترا في داخل حدود مدينة لاييوان التابعة لمقاطعة خبي.

وقبل بلوغه سن الأربعين، سبق للي يونغ الخروج من قريته النائية للتعرف على "العالم"، فعمل مدرسا مؤقتا وعاملا في مصنع حديد وصلب، ولكنه عاد في النهاية إلى قريته. وفي معظم الأحيان يعيش بمفرده داخل غرفة صغيرة بالقرب من جزء السور العظيم، وتتردد عليه زوجته لزيارته، وتعد له بعض الأطعمة سهلة التحضير.

وقال لي يونغ إنه لا يشعر بالوحدة أو الوحشة وسط الجبال غير المأهولة منذ أن سكن تلك الغرفة الواقعة بالقرب من جزء تانغتسيقو لسور الصين العظيم، حيث يمكنه مراقبته في كل ساعة وكل دقيقة، ما يبعث في نفسه الراحة والهدوء.