11 يوليو 2019 / شبكة الصين / جذب برنامج الصين لاستكشاف كوكب المريخ مؤخرا انتباه العالم مجددا، حيث أشار او يانغ تسي يوان الأكاديمي بالأكاديمية الصينية للعلوم وكبير علماء برنامج استكشاف القمر الصيني إلى أن الصين ستبدأ مهمة استكشاف المريخ في عام 2020، وذلك خلال أعمال منتدى الأقمار الاصطناعية المعرّفة بالبرمجيات لعام 2019 الذي احتضنته مقاطعة شاندونغ.

وقال او يانغ تسي يوان إن الصين ستستكشف المريخ هذه المرة عبر قمرين اصطناعيين ومسبار المريخ وعربة المريخ بشكل مشترك. موضحا أن عربة المريخ أصبحت جاهزة حاليا.

ويرى خبراء الفضاء أن الصين تعتزم تحقيق ثلاثة أهداف خلال أول رحلة إلى المريخ، وهي "التحليق" و"الهبوط" و"الاستكشاف"، وهي خطوة لا مثيل لها في العالم.

وهذه ليست المرة الأولى التي تعلن فيها الصين عن برنامجها لاستكشاف المريخ، ففي منتدى "استكشاف الفضاء ومستقبل البشرية" على هامش أعمال الدورة الأولى للمؤتمر العالمي للتعميم العلمي في سبتمبر 2018، صرّح رئيس قسم هندسة أنظمة إدارة الفضاء الوطنية الصينية لي قوه بينغ بأن الصين ستستكشف المريخ بحلول عام 2020 وعام 2028، وستعيد العينات من المريخ في عام 2028.

لماذا عام 2020 تحديدا

وحول سعي الصين لاستكشاف المريخ في 2020، قال الخبير الصيني في تكنولوجيا استكشاف الفضاء بانغ تشي هاو إن عام 2020 قد يكون فترة تشهد أنشطة استكشاف الكوكب الأكثر نشاطا في التاريخ، حيث أعلنت خمس دول عن بدء برامج استكشاف المريخ في عام 2020.

وبالإضافة إلى الصين، تهدف الولايات المتحدة إلى إطلاق عربة جديدة إلى المريخ في عام 2020، وتعتزم وكالة الفضاء الأوروبية إطلاق مشروع "إكسو مارس" عام 2020، كما تخطط الهند والإمارات كذلك لإرسال مركبات فضائية إلى المريخ في عام 2020.

وبسبب التقارب بين كوكبي الأرض والمريخ، يصل المريخ إلى أقرب نقطة له من الأرض كل 26 شهرا، ويعد هذا الوقت الأفضل لإطلاق مسبار المريخ، كون إطلاقه في هذه المرحلة الزمنية يوفّر الكثير من الوقود ويختصر زمن سفر المسبار.

كما أن عام 2020، سيكون أنسب توقيت يستمر لنحو شهر كامل لإطلاق مسبار المريخ. ويرى بان تشي هاو إنه "إذا لم نغتنم هذا التوقيت، يجب علينا الانتظار لعامين آخرين، فقد كان من المقرر إطلاق المسبار الفضائي الأمريكي انسايت في عام 2016، ولكن بسبب تعطل المعدات، تم تأجيل إطلاقه حتى عام 2018".

تحديات الهبوط على سطح المريخ

يصف بعض خبراء الفضاء مهمة الهبوط على سطح المريخ مثل ضرب كرة غولف من باريس لتستقر في حفرتها بطوكيو.

ووفقا للمعلومات الصادرة عن الإدارات المعنية، فستطلق الصين مسبارا للهبوط الناعم على سطح المريخ، وستجري عربة المريخ جولة استكشافية.

ومقارنة بالبرنامج الصيني لاستكشاف القمر، كان المسباران "تشانغ آه-1" و"تشانغ آه-2" يدوران حول القمر فقط فيما حقق المسبار "تشانغ آه-3" مهمة الهبوط الناعم على القمر. لكن بالنسبة للمريخ، فتعتزم الصين تحقيق ثلاثة أهداف خلال أول رحلة لهذا الكوكب وهي "التحليق" و"الهبوط" والاستكشاف".

وقال بانغ تشي هاو إن هذه المهمة ليس لها سابقة في تاريخ استكشاف الفضاء، إذ أن الولايات المتحدة أكلمت فقط مهمتي "التحليق" والهبوط" معا في مهمة واحدة لاستكشاف المريخ، وحاولت الدول الأوروبية مرتين إكمال مهمتي "التحليق" والهبوط" ولكن فشلت في إنجاز مهمة "الهبوط". وتعتزم الصين تحقيق الأهداف الثلاثة في مهمة واحدة وهذا أمر صعب للغاية.

وبحسب تقارير إعلامية، يبلغ معدل نجاح استكشاف المريخ في العالم نحو 40% حتى الآن، لذلك يعد المريخ "مقبرة المركبات الفضائية". ويرى بان تشي هاو أن الجزء الأكثر خطورة هو مرحلة دخول مدار المريخ ومهمة الهبوط على سطح الكوكب.

وأضاف بانغ أن كل خطوة مهمة جدا، وتحتاج إلى إجراء حسابات دقيقة، مثل توقيت دخول مدار المريخ وزاوية الدخول وتوقيت فتح المظلة وقطعها، قائلا إن 7 دقائق أثناء هبوط المركبات الفضائية على سطح المريخ هي دقائق "رهيبة".

وكلما كانت المسافة أبعد، كلما كانت الإشارة أضعف، وفي الوقت نفسه هناك تأخير في استقبال الإشارة مدته 10 دقائق بسبب المسافة بين كوكبي الأرض والمريخ، وعلى المركبات الفضائية ضبط زمن دخول مدار المريخ والهبوط على سطحه اعتمادا على البيانات المسجلة من قبل الباحثين.