arabic.china.org.cn | 09. 07. 2019

سفير  الإمارات: التواصل والحوار الثقافي يعزز السلام بين شعوب العالم

الدكتور علي عبيد الظاهري السفير الإماراتي لدى الصين

حسام المغربي ـ بكين

9 يوليو 2019 / شبكة الصين / قال السفير الإماراتي لدى الصين إن التواصل والحوار الثقافي يمثّل أساسا لتحقيق التعاون والمصالحة بين الشعوب وإحلال السلام بين الأمم.

وأشار الدكتور علي عبيد الظاهري على هامش أعمال منتدى السلام العالمي الذي احتضنت العاصمة بكين نسخته الثامنة، إلى أنه من خلال التبادل الثقافي "يمكننا تفهّم حاجات المجتمعات الأخرى وبالتالي تحديد أوجه التبادل الاقتصادي أوالخدماتي أوالتعليمي"، ما يحقق تقارب الشعوب وبالتالي نشر روح السلام والوئام.

منوّها إلى أن خير دليل على ذلك تزايد التبادل الأكاديمي بين المنظومتين التعليميتين في الإمارات والصين، حيث نشطت في الآونة الأخيرة الزيارات المتبادلة وتم توقيع العديد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم على مستوى القطاعين العام والخاص، وما كان هذا ليحدث لولا وجود تبادل ثقافي متراكم على مر السنين، عملت عليه المؤسسات والدوائر الثقافية في كلا البلدين.

وحول مشاركة دولة الإمارات في فعاليات الدورة الحالية للمنتدى التي استمرت على مدى يومين (8 و9 يوليو الجاري)، تحت شعار "استقرار النظام العالمي: المسؤوليات المشتركة والإدارة المشتركة والمنافع المشتركة" برعاية جامعة تسينغهوا ومعهد الشؤون الخارجية الصيني، قال الظاهري إن بلاده تحرص على المشاركة بنشاط في جميع المحافل الدولية الهادفة إلى تحقيق السلام والأمن والاستقرار في العالم، كونها تأتي في سياق الجهود التي تبذلها الإمارات لتحمل مسؤولياتها الإنسانية والقيام بالدور المنوط بها تجاه هويتها الثقافية والدينية.

وأكد أن بلاده تتبنى نهجها الخاص الذي رسم معالمها لأب المؤسس للدولة الشيخ زايد رحمه الله، وهو نهج مبني على التسامح وقبول الآخر وعيش الحياة بروح إيجابية تستهدف الارتقاء بحياة الإنسان وتحقيق الرفاهية للأجيال القادمة. وقد تجسدت هذه الرؤية في الحرص الدائم على إيجاد الحلول المبنية على الحوار والتفاهم، والدعوة إلى الابتعاد عن النزاعات. وقال "الرسالة التي تحملها قيادة الإمارات الرشيدة بنيت أساسا على مبادئ التعاون بين الدول لإرساء السلام وتحقيق التنمية المستدامة للبشرية والعيش المشترك".

وأوضح الدكتور الظاهري أن تحقيق السلام وضمان ديمومته يرتبط بشكل مباشر بعلاج مجموعة من التحديات المعقّدة والمتعلقة بالمشكلات الاقتصادية والاجتماعية التي تعرقل التنمية والتقدم، ما يجعل تحقيق السلام العالمي يتطلّب اتفاق نوايا مشتركة يتبناها الضمير الإنساني، على أن يحمل هذا الاتفاق في طياته نظرة شاملة للإنسان بغض النظر عن انتماءاته الجغرافية أوالعرقية، ثم تنميته فكريا واقتصاديا وسياسيا وصول التشكيل مجتمع متكامل قادر على تحقيق اكتفائه الذاتي ويحمل أهدافا سلمية وإيجابية لمحيطه.

وقال سفير دولة الإمارات إن القيادة الرشيدة في أبوظب يتأخذ على عاتقها مسؤولية محاربة التطرف الديني والإرهاب بمختلف أشكاله، لإيمانها الراسخ بمفهوم التسامح والعيش المشترك وجدوى السلام العالمي والمصيرالمشترك وما يتمخض عن هذا النهج من فوائد عظيمة ونافعة للإنسانية جمعاء.

لافتا إلى أن القيادتين في الإمارات والصين تربطهما شراكة تتضمن التعاون المشترك والتنسيق المتواصل بين الجهات المعنية في كلا الدولتين ما يعود بالنفع على العالم وعلى الشعبين الصديقين، حيث تجاوز حجم الاستثمار والتبادل التجاري البيني 54 مليار دولار، كما توسّعت مجالات التعاون الثنائية، لاسيما بعد الإعلان عن الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين البلدين،التي عقب تزيارة الرئيس شي جين بينغ للعاصمة الإماراتية أبوظبي في الصيف الماضي.

وتتميز البيئتان الاقتصاديتان في الإمارات والصين بنوع من التكامل والتطابق في الرؤى والاستراتيجيات، ففي حين ترى الصين في الإمارات بوابتها المثالية لتصدير نحو 60% من صادراتها إلى الشرق الأوسط وإفريقيا، تكمن مجموعة أخرى وكثيرة من الأسباب، كالمناخ الاقتصادي المنفتح والمرن وكفاءة وجودة البنية التحتية بمختلف قطاعاتها، والاستقرار الاقتصادي والسياسي الذي تتمتع به الإمارات إضافة إلى موقعها الجيو-استراتيجي وغيرها الكثير من الأسباب. وبالتالي فإن الدور الإماراتي في مبادرة الحزام والطريق يتضح من خلال هذه المواصفات، التي هيئتها القيادة الرشيدة في الدولة لأهداف اقتصادية يمكن تحقيقها من خلال المشاركة بمشاريع مماثلة مرتبطة بمبادرة الحزام والطريق.

ويشارك في منتدى السلام العالمي 199 شخصية من جميع قارات العالم، يتوزعون بين مسؤولين حاليين وسابقين وأكاديميين وسفراء دول أجنبية معتمدين لدى الصين وباحثين منهم رئيسة إندونيسيا السابقة ميجاواتي سوكارنوبوتري، ورئيس المجلس الأوروبي السابق هيرمانفانرومبي، ورئيس جمهورية أفغانستان الإسلامية السابق حامد كرزاي، وسكرتير مجلس الأمن الروسي السابق إيغور إيفانوف، وأستاذ الإدارة الحكومية والمدير السابق لمركز بِلفر للعلوم والعلاقات الدولية غراهام أليسون، ما يجسد تعدّدية الأطراف وخبرات الحضور والعمل الجماعي.

وعلى مدار جلسات المنتدى يناقش سبل تعزيز روح السلام المستدام في العالم، وتحقيق عولمة أكثر عدلا وإنصافا، وبناء نظام متعدد الأطراف وأكثر فعالية، وبحث الأسباب الجذرية لقضايا الأمن الدولي الكبيرة واستكشاف سبل معالجتها من خلال التعاون الدولي وتشجيع الحوار، وتسليط الضوء على دور التنمية في معالجة التحديات.

وأُطلقت أولى دورات المنتدى في عام 2012 ويعقد سنويا، ويعد حدثا رفيع المستوى يحظى باهتمام قادة الصين ويركز على موضوعات متعلقة بالأمن الدولي ومعالجة التحديات الأمنية الرئيسية التي تواجه العالم.


 


   يمكنكم مشاركتنا بتعليقاتكم عبر فيسبوك و تويتر
 
انقلها الى... :

مقالات ذات صلة

الترتيب للأخبار

تعليق

تعليق
مجهول
الاسم :
(0) مجموع التعليقات :
China Internet Information Center E-mail: webmaster@china.org.cn Tel: 86-10-88828000
京ICP证 040089号 京公网安备110108006329号