الضالع، اليمن، أول يوليو 2019 (شينخوا) لأكثر من خمس سنوات، يعاني اليمن من صراع طويل الأمد بين القوات الحكومية في البلاد بدعم من التحالف العربي بقيادة السعودية ضد مقاتلي جماعة الحوثيين المتحالفين مع إيران.

ولا تزال المواجهات المسلحة مستمرة وتتوسع إلى مناطق جديدة، مما يجبر الآلاف من اليمنيين الذين لا حول لهم ولا قوة على التأقلم مع أصعب الظروف المعيشية الناجمة عن النزاع المميت الذي دام سنوات.

ولم يجد غالبية المواطنين اليمنيين العاديين أي حلول إلا تحمل الآثار المدمرة للحرب التي عصفت بجوانب مختلفة من حياتهم.

وفي محافظة الضالع الجنوبية في اليمن، على بعد 138 كم شمال محافظة عدن، العاصمة المؤقتة للبلاد، تصاعد القتال بين القوات الحكومية والحوثيين الذين حاولوا بشدة التقدم عسكريا نحو المحافظات الجنوبية الآخرى التي تسيطر عليها الحكومة.

ويناضل الناس في الضالع من أجل استمرار الحياة بشكلها الطبيعي على الرغم من الظروف المعيشية الصعبة والمواجهات المسلحة الشديدة التي ما زالت محتدمة في مقاطعتهم، ولا سيما في الأجزاء الشمالية الجبلية من المدينة.

وينتشر المواطنون القادمون من قرى جبلية مختلفة الشارع الرئيسي الوحيد في المدينة والأسواق العامة غير المنظمة الأخرى في مقاطعة الضالع التي تسيطر عليها الحكومة على الرغم من أصوات الانفجارات التي تمتد من الخطوط التماس الأمامية القريبة.

وتحدث محمد قايد، أحد سكان مدينة الضالع، لوكالة أنباء ((شينخوا)) بأن الناس أصبحوا بلا خوف وبدأوا يعتادون على أسلوب حياتهم الجديد المتمثل في القصف العشوائي للحوثيين على بعض الأحياء السكنية.

وقال قايد "الحياة مستمرة هنا في الضالع ولم يتغير شيء رغم القتال الدائر في الضواحي الشمالية للمدينة.

وأضاف أن " المواطنين في الضالع يعانون من الظروف المعيشية الصعبة التي تسببها الحرب لكنهم يقابلوها بمزيد من المرونة والتأقلم".

ولا تزال جماعة الحوثي الحليفة لإيران تدفع المئات من المقاتلين إلى الضواحي الشمالية والغربية من الضالع ، إضافة إلى تصعيد القصف المدفعي العشوائي على المناطق السكنية الجنوبية التي تسيطر عليها الحكومة اليمنية المدعومة من السعودية.

وأكد مسئولون عسكريون محليون لـوكالة أنباء ((شينخوا)) أن عددا من الصواريخ الباليستية أطلقها المقاتلون الحوثيون نحو مدينة الضالع وهبطوا بعيدا عن المناطق السكنية خلال الأسابيع الماضية، دون وقوع إصابات.

وواجهت الأسر في محافظة الضالع القذائف والصواريخ التي أطلقها الحوثيون بثبات شديد ورفضت مغادرة منازلهم رغم التصعيد المستمر، وفقا للمسؤولين.

وقال عماد الحميدي، وهو مقاتل محلي مناهض للحوثيين في الضالع "هنا في مدينة الضالع، بقيت العائلات صامدة ورفضت مغادرة مناطقها السكنية على الرغم من القصف الحوثي الهستيري."

وفي أبريل / نيسان، شن المقاتلون الحوثيون سلسلة من الهجمات المسلحة المكثفة على مواقع القوات الحكومية ونجحوا في الاستيلاء على منطقة الحشاء الواقعة إلى الجهة الغربية من مدينة الضالع.

وتشهد المناطق في شمال وغرب الضالع قتالا عنيفا بين القوات الحكومية ومقاتلي الحوثيين منذ أربع سنوات.