قمة "مجموعة العشرين" بأوساكا.. بين الصعوبات الاقتصادية العالمية والحرب التجارية الامريكية arabic.china.org.cn / 15:34:53 2019-06-27
د.أُنـــــــــس الزليطني باحثة عربية في الشؤون الصينية
27 يونيو 2019 / شبكة الصين / تحتضن مدينة أوساكا اليابانية يومي 28 و29 يونيو الجاري قمة "مجموعة العشرين"، هذه المجموعة التي تأسست منذ عام 1999 بهدف التنسيق الاقتصادي الدولي بسبب الأزمات المالية التي شهدها العالم في تسعينات القرن الماضي. لتبقى حتى الآن أهم اقتصادات العالم تبحث في كل قِممها عن حلول للصعوبات الاقتصادية. تأتي قمة "مجموعة العشرين" لهذا العام في أعقاب الاجتماع السابق في الأرجنتين في عام 2018 عندما تم إسقاط تعهد مجموعة العشرين بمكافحة الحمائية التجارية، الأمر الذي يجعل أهم هدف لليابان في هذه القمة هو ضمان حدّ أدنى من التوافقات على مسودة البيان الختامي لضمان نقل سلس للرئاسة اليابانية في غضون سبعة أشهر من قمة الأرجنتين إلى قمة السعودية، وخاصة في مرحلة انتقالية حرجة يشهدها النظام الاقتصادي العالمي في ظل التصادمات التجارية التي تصاعدت بشكل مخيف مؤخرا، وربما هو ما يجعل قمة "مجموعة العشرين" في أوساكا أهم اجتماع منذ قمة 2008، والتي تميزت باجتماع رؤساء الدول والحكومات وليس فقط وزراء المالية لأول مرة في تاريخ القمة. وتتصدر ثمانية ملفات جدول أعمال قمة "مجموعة العشرين" لعام 2019، في مقدمة هذه الملفات: ملف مشاكل الاقتصاد العالمي، وهو أهم محور في كل الاجتماعات ذات الصلة بقمة مجموعة العشرين، وهذا الملف يتناول الجوانب الاقتصادية الجوهرية واللازمة لتحقيق نمو اقتصادي عالمي مستدام وشامل. ثمّ يأتي ملف التجارة والاستثمار كثاني أهم المحاور الأساسية في هذه القمة، حيث أن ضمان سلامة قطاعَي التجارة والاستثمار تؤثر بصفة مباشرة على النظام التجاري والاقتصادي العالمي. لكن مؤخرا شهدت المنظومة التجارية العالمية متعددة الأطراف عدة صعوبات جعلتها تقف في مفترق طرق، الأمر الذي استوجب محاولة استعادة الثقة التجارية العالمية من خلال إصلاح منظمة التجارة العالمية. حيث أكد القادة في بوينس آيرس عام 2018، على أهمية "دعم جهود الإصلاح الضروري لمنظمة التجارة العالمية لتحسين مستوى عملها"، واتفقوا على مراجعة التقدم الذي تحرزه المنظمة خلال قمة أوساكا. لذلك ستسعى اليابان في قمة 2019 على قيادة المناقشات بهدف توفير المزيد من الزخم السياسي لإصلاح منظمة التجارة العالمية. كما تتمحور بقية ملفات جدول أعمال قمة "مجموعة العشرين" لعام 2019 على كل من الابتكار، البيئة والطاقة، التوظيف، تمكين المرأة، التنمية المستدامة، وكذلك قطاع الصحة وعلاقته بالاقتصاد العالمي. يأتي اهتمام العالم بنتائج قمة "مجموعة العشرين" لعام 2019 نظرا لأهمية المحاور التي تتناولها القمة والتي تسعى إلى رسم خارطة اقتصادية عالمية أكثر وضوحا وإلى تحقيق رخاء المجتمعات عموما، حيث تمثل "مجموعة العشرين" أكثر من ثلثَي سكان العالم، وأكثر من 90% من الناتج العالمي الخام. وهو ما يجعلها من بين أهم القِمم على المستوى الاقتصادي العالمي. لكن تبقى قدرة قمة "مجموعة العشرين" في حل مشاكل النظام الاقتصادي العالمي عموماً، مرتبطة بشدة بإصلاح منظمة التجارة العالمية، خاصة أنه رغم مرور 24 سنة منذ تأسيس هذه المنظمة، إلا أنها لم تصل حتى الآن إلى حلول جذرية لفك الصراعات التجارية الدولية. كما تعتبر قمة "مجموعة العشرين" لهذا العام حدثاً شديد الأهمية في ظلّ ما يواجهه الاقتصاد العالمي الراهن من صعوبات وتغيرات، والحرب التجارية التي تشنّها الولايات المتحدة الأمريكية ضد الصين، والتي ازدادت حدتها مؤخراً، حيث لقي خبر اللقاء الذي سيجمع الرئيس الصيني شي جين بينغ والرئيس الأمريكي دونالد ترامب على هامش القمة اهتماما بالغ الأهمية من قبل العالم أجمع، لما يتمخض عنه من نتائج منتظرة. كما تسعى حكومة آبي إلى ضمان نجاح القمة من خلال تسهيل عدة لقاءات ثنائية أخرى بين الزعماء المشاركين الـ37 بينهم عشرين قائدا يمثلون "مجموعة العشرين".
|
China Internet Information Center E-mail: webmaster@china.org.cn Tel: 86-10-88828000 京ICP证 040089号 京公网安备110108006329号 |