جنيف 25 يونيو 2019 (شينخوا) قال باحث صيني في جنيف يوم الثلاثاء إن الحد من الفقر من خلال التعليم لعب دورا جوهريا في المعجزة الصينية المتمثلة في انتشال أكثر من 700 مليون شخص من الفقر المدقع خلال السنوات الـ70 الماضية.

وذكر الدكتور شانغ هاي مينغ من معهد حقوق الإنسان بجامعة الجنوب الغربي للعلوم السياسية والقانون، في كلمة ألقاها هنا في الجلسة الدورية الـ41 المنعقدة حاليا لمجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، أن الفضل في نجاح الصين في الحد من الفقر يرجع إلى التعليم الأساسي، والتعليم المهني، والتعليم العالي.

وقال إن التعليم الأساسي للقضاء على الأمية وتنفيذ التغطية الشاملة للتعليم الإلزامي الذي تصل مدته إلى تسع سنوات كان فعالا للغاية في التخفيف من حدة الفقر في الصين، مضيفا أن الصين كانت قد قطعت خطوة إلى الأمام في استهداف الأمية قبل ستينات القرن الماضي، عندما بدأ بقية العالم يعير اهتماما لهذا الأمر.

وأشار شانغ إلى أنه في عام 1949، كان أكثر من 80 في المائة من إجمالي سكان الصين البالغ عددهم حينها 540 مليون، نسمة أميين، مع تسجيل نسبة أعلى تتجاوز 95 في المائة في المناطق الريفية الشاسعة. وبفضل عقود من جهود محو الأمية، انخفض عدد الأميين من 432 مليون إلى 55 مليون، أو إلى 4.08 في المائة بحلول عام 2010، على الرغم من نمو إجمالي عدد سكان البلاد من 540 مليون نسمة في عام 1949 إلى 1.34 مليار نسمة.

ومن ناحية أخرى، ساهم التعليم الإلزامي الذي تدعمه الحكومة بشكل أساسي في رفع المستوى التعليمي العام لعامة الناس، وهو ما أدى بدوره إلى تعزيز المساواة والعدالة الاجتماعية إلى حد كبير.

وأشار الباحث إلى أنه بحلول عام 2018، بلغ صافي معدل الالتحاق بالمدارس الابتدائية في الصين 99.91 في المائة، وأن معدل الالتحاق الإجمالي بالمدارس الثانوية في الصين بلغ 88.3 في المائة وتجاوز نسبة الـ86.7 في المائة في المتوسط لدى البلدان المتوسطة والعالية الدخل في العالم.

علاوة على ذلك، بدأت الصين في تنفيذ تعليم مجاني مدته 15 عاما في مناطق تقطنها أقليات عرقية مثل التبت وشينجيانغ.

وبالنسبة لجميع الطلبة الذين يتلقون تعليما إلزاميا، تقدم لهم الكتب الدراسية مجانا ويتم إعفائهم من الرسوم الدراسية والرسوم المختلفة، فيما يتم منح بدلات للطلبة المنتمين لأسر ريفية فقيرة. وتقدم برامج تغذية حتى يتمكن الطلبة الريفيون خلال فترة التعليم الإلزامي من الاستمتاع بغداء مجاني. وفي الفترة ما بين 2011 و2018، استفاد حوالي 37 مليون طالب ريفي في أنحاء الصين من هذه البرامج.

وبالإضافة إلى ذلك، تقدم الصين تعليما مهنيا مجانيا للأطفال المنتمين لأسر فقيرة، وتدعم القوى العاملة الريفية بالتدريب المهني، حسبما ذكر شانغ، مضيفا أنه بحلول عام 2018، جاء 80 في المائة من الطلبة في المدارس المهنية من المناطق الريفية، فيما جاء الـ20 في المائة الباقون في الأساس من الأسر الحضرية ذات الدخل المنخفض.

وفي مجال التعليم العالي، تعمل الصين على ضمان تكافؤ الفرص ووصوله للطلبة من الأسر الفقيرة، من خلال تقديم المنح الدراسية، ومنح نقدية، ووظائف بدوام جزئي مدفوعة الأجر، وقروض طلابية، وإعانات للطلبة الفقراء.

إن القضاء على الفقر يمثل التحدي الأكبر الذي يواجه العالم اليوم. وفي السنوات الـ70 الماضية، شرعت الصين في المضى على طريق التخفيف من حدة الفقر بسماتها الخاصة، وهي على استعداد لتقاسم تجاربها مع البلدان الأخرى لبناء عالم أفضل خال من الفقر والعوز.