23 يونيو 2019 / شبكة الصين / أصبح من الواضح أن الانفتاح والتعاون سيكونان اتجاهًا لا رجعة فيه في عصر الجيل الخامس، وأن الدول التي تنادي بالمنافسة العادلة والصحية ستنجح في نهاية المطاف في سباق الجيل الخامس، وفق ما قاله ممثلو الصناعة يوم الأحد.

بعد فترة وجيزة من إصدار وزارة الصناعة وتكنولوجيا المعلومات تراخيص الجيل الخامس لشركات الاتصالات الصينية الكبرى، أطلقت شركة تشاينا موبايل، أكبر مشغل لاسلكي في البلاد من حيث القيمة السوقية، عملية مناقصة لمجموعة طرح الجيل الخامس البالغة قيمتها نحو ملياري دولار، وفقًا لوثيقة تم نشرها على الموقع الرسمي للشركة مؤخرا.

حيث تظهر نتائج المناقصة أن شركة هواوي هي من ستوفر معظم المنتجات اللازمة لبناء الشبكات من أجل الجيل التالي من التقنيات اللاسلكية، بينما تحتل شركتان أجنبيتان - إريكسون ونوكيا - المرتبة الثانية والثالثة من بين مقدمي المعدات.

على الرغم من المساعي المتواصلة التي تبذلها الولايات المتحدة لتسييس تكنولوجيا الجيل الخامس وادراج شركة هواوي ضمن القائمة السوداء التي تعد أيضًا أكبر مورد لأجهزة الاتصالات في جميع أنحاء العالم ضمن القائمة السوداء، تواصل الصين إظهار انفتاحها وإرادتها القوية لمواصلة التعاون مع الشركات الأجنبية في قطاع الجيل الخامس، الامر الذي يعتبره المحللون تناقضا حادا مع نهج ضيق الأفق من جانب واحد للولايات المتحدة.

تظهر المناقصة التي افتتحتها شركة تشاينا موبيل مؤخرا ان شركة هواوي ستوفر 49% من معدات MME/SGSN، وهي نوع من منتجات الشبكة الأساسية المستخدمة لتكنولوجيا الجيل الخامس في حين ستقدم شركة إريكسون السويدية 34%، تليها شركة نوكيا الفنلندية بـ 12%، وشركة زي تي إي الصينية بنسبة 5%. وفي نفس الوقت ستوفر شركة هواوي 54% من معدات النظام وخدمة الراديو والتي تتعلق بهندسة SAE-GW/GGSN، في حين ستقدم شركة إريكسون 34% أما شركة نوكيا ستوفر 9%.

يبدو أنه بعد شركة هواوي أصبح موردو معدات الاتصالات السويدية والفنلندية هم أكبر الفائزين في العرض، وهو ما يتماشى مع استراتيجية شركة تشاينا موبيل متعددة البائعين التي تضمن أمان الشبكة.

وفي هذا السياق، قال لي تشن، خبير في الصناعة بشركة استشارات في بكين لصحيفة "غلوبال تايمز" يوم الأحد، "إن التعاون العالمي هو من سيضمن تطوير الجيل الخامس وان الموقف المنفتح هو الذي سيضمن صناعة صحية ومتنامية".

شاركت العديد من الشركات أوروبية مثل إريكسون ونوكيا في تطوير قطاع الاتصالات في الصين من الجيل الثاني إلى الجيل الرابع. حيث أكد مياو وى، رئيس وزارة الصناعة وتكنولوجيا المعلومات، في حفل إطلاق تراخيص الجيل الخامس في 6 يونيو أن الصين ستواصل، كما كانت دائماً، في الترحيب بمشاركة الشركات الأجنبية في عروض الجيل الخامس في البلاد.

وفقا لتقارير وسائل الاعلام، عندما عرضت شركة تشاينا موبايل حوالي 3 مليارات دولار من عقود الجيل الرابع الأساسية في عام 2013، حصلت نوكيا وإريكسون على عقود لتوفير 11% من المعدات المطلوبة.

هذا وقال كيفن كوران، أستاذ بجامعة أولستر لصحيفة "غلوبال تايمز" يوم الأحد إن وجود أكثر من بائع يوفر البنية الأساسية هو أمر بالغ الأهمية. كما أشار إلى أن الدعوة لحظر شركة هواوي من الولايات المتحدة لن تؤدي إلا إلى إضعاف إطلاقات الهواتف المحمولة الأخرى من الجيل الخامس وبالطبع ترفع التكاليف بشكل كبير لأن معظم مقدمي الخدمات يخططون لعمليات نشر الجيل الخامس على مدى سنوات.

وأضاف كوران أن شركة تشاينا موبايل تظهر في الحقيقة للغرب كيفية نشر الجيل الخامس بشكل صحيح.

تمتلك أوروبا وجهة نظر مختلفة حول الحملة العالمية التي تقودها الولايات المتحدة على شركة هواوي خاصة بعد أن لعبت الشركة الصينية بالفعل دوراً حاسماً في بناء شبكة الجيل الرابع في أوروبا.

حيث صرح وانغ يان هوى، رئيس تحالف تشاينا موبايل لصحيفة غلوبال تايمز يوم الأحد أنه من خلال تبنّيها بشكل صريح لمشاركة أطراف أجنبية، بعثت الصين رسالة واضحة إلى أوروبا مفادها أن التعاون فقط سيساعد الدول على تعزيز نمو الجيل الخامس.

العلاقات بين الصين والاتحاد الأوروبي في بناء شبكة الجيل الخامس

تعتمد ثورة الجيل الخامس على المعايير الموحدة عالميا لهذه التقنية، والتحقق الدولي من التقنيات والابتكار المشترك عبر الصناعات.

يقول المحللون إن الشركات الصينية هي بالفعل جزء لا يتجزأ من نمو القطاع، وأن الكثير من الدول الأوروبية تتجاهل الشائعات الأمنية التي أبرزتها الولايات المتحدة ضد هواوي.

تعاونت شركة فودافون، شركة الاتصالات الرئيسية في أوروبا، مع شركة هواوي لإطلاق أول خدمة للهواتف المحمولة من الجيل الخامس في إسبانيا يوم السبت، حيث تغطي 15 مدينة رئيسية في البلاد بما في ذلك مدريد وبرشلونة وإشبيلية، حسبما ذكرت وكالة أنباء شينخوا الصينية.

 وقالت وكالة شينخوا إنه من خلال الهواتف المحمولة للجيل الخامس سيواجه عملاء هذه التقنية في إسبانيا سرعة تنزيل تصل إلى 1 جيجابت في الثانية عند بدء الإطلاق وحتى 2 جيجابت في الثانية بحلول نهاية عام 2019، مما يعني أنه سيكون أسرع بعشرة أضعاف سرعة شبكة الجيل الرابع نقلا عن فودافون.

تشير التحاليل إلى أن الحظر الكامل على شراء المعدات من الشركات الصينية سيكلف حوالي 62 مليار دولار إضافية في بناء شبكات الجيل الخامس في أوروبا ويؤخر الجيل التالي من التقنيات اللاسلكية بحوالي 18 شهرًا، وفقًا لتقارير وسائل الإعلام.

ومع ذلك، فإن الكثير من شركات الاتصالات الأوروبية تضع الآن الفوائد الاقتصادية والتكنولوجية قبل الخطاب السياسي من خلال الإصرار على العمل مع المزودين الصينيين.

تعمل كل من المملكة المتحدة وإسبانيا وسويسرا وموناكو عن كثب مع شركة هواوي في طرح شبكة الجيل الخامس، ويتوقع المحللون أيضًا أن يتجاهل الكثيرون الاتهامات الأمريكية، حيث لا يمكن لأي بلد تحمل تفويت الفرص المتاحة في إعادة تشكيل الاقتصاد الرقمي.