الصفحة الأولى | حجم الخط  

تعليق: رفض الأكفاء يهدد بضياع المستقبل

arabic.china.org.cn / 14:20:48 2019-06-21

كانبيرا 21 يونيو 2019 (شينخوا) قبل أكثر من ثمانية عقود، شرع طالب صيني، كان يبلغ من العمر حينها 18 ربيعا، في رحلة إلى الولايات المتحدة. وفي بادئ الأمر، درس الهندسة المعمارية في جامعة بنسلفانيا، ثم الهندسة في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، وأخيرا في كلية التصميم بجامعة هارفارد.

وفي الشهر الماضي، رحل عن عالمنا تاركا وراءه إرثا غنيا كمهندس معماري، ليبهر العالم بأسره بأعمال تصميم رائعة وضعها بيديه بما فيها مكتبة ومتحف الرئاسة في عهد جون أف. كينيدي، والهرم الزجاجي لمتحف اللوفر، والمبنى الشرقي للمعرض الوطني للفنون في واشنطن العاصمة وذلك من بين أعمال أخرى.

إنه يدعى يوه مينغ بي.

وعلى حد تعبير كاتب سيرته الذاتية كارتر وايزمان، فقد فاز بي "بجميع الجوائز التي تُمنح في مجال فنه". وعندما نال جائزة بريتزكر عام 1983، وهي أعلى تكريم يحصل عليه مهندس معماري على قيد الحياة، قرر تأسيس منحة دراسية لطلبة الهندسة المعمارية الصينيين.

ولكن، إذا كان حيا الآن وشاهد التغيير الحاصل اليوم، ربما شعر بخيبة أمل برؤية الأكفاء الذين اهتم بهم كثيرا والأبواب توصد أمام وجودهم في الولايات المتحدة، حيث يجد الطلبة والباحثون الصينيون أن البيئة هناك غير مرحبة بهم بصورة متزايدة.

فقد قامت الولايات المتحدة بتقصير مدة التأشيرات الممنوحة لطلبة الدراسات العليا في مجالات محددة وهي العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات من خمس سنوات إلى سنة واحدة، وأفادت تقارير بأنها ألغت تأشيرات العديد من الأساتذة الصينيين.

وفي الربع الأول من عام 2019، اضطر 13.5 في المائة من الطلبة الذين ترعاهم الحكومة إلى تأجيل خطتهم بسبب الفشل في الحصول على التأشيرة في الوقت المناسب، وهي زيادة حادة مقارنة بـ3.2 في المائة في عام 2018، وفقا للبيانات الصادرة عن المجلس الصيني للمنح الدراسية.

وفي 3 يونيو الجاري، حذرت وزارة التعليم الصينية الطلبة والباحثين الصينيين من مخاطر التوجه للدراسة في الولايات المتحدة، مشيرة في ذلك إلى القيود المفروضة على الحصول على تأشيرة دخول الولايات المتحدة.

ووفقا لتقرير الأبواب المفتوحة لعام 2018 الصادر عن معهد التعليم الدولي ومقره الولايات المتحدة، فقد تم تسجيل أكثر من 363 ألف طالب صيني للدراسة في كليات وجامعات أمريكية للعام الدراسي 2017- 2018، ليساهموا بحوالي 14 مليار دولار أمريكي في الاقتصاد الأمريكي في عام 2017.

وبالنسبة لأكبر اقتصاد في العالم، ربما لا يكون هذا المبلغ من المال مهما للغاية، لكن تحرك الولايات المتحدة إلى تشديد القيود على الطلبة والباحثين الصينيين قد يضعف من آفاق مستقبلها.

وقد استفادت الولايات المتحدة، المعروف عنها أنها دولة مهاجرين، استفادت من الأكفاء الذين جذبتهم إليها من أنحاء العالم.

وقال السيناتور الأمريكي رون وايدن إن ما يقرب من ثلث الأمريكيين الحائزين على جائزة نوبل هم من الذين تم منحهم الجنسية الأمريكية. ونقلت وكالة ((رويترز)) للأنباء عنه قوله إن "العلماء من المهاجرين وضعوا الأمريكيين على سطح القمر. وعملوا في مشروع مانهاتن".

وعند وضع كلمة الأمريكيين من أصل صيني على محرك البحث (جوجل)، سيجد المرء قائمة طويلة من الشخصيات البارزة ذات الأصول الصينية والتي قدمت إسهامات في مختلف المجالات للولايات المتحدة.

فقد حصل تشن نينغ يانغ، الذي درس بجامعة شيكاغو وأجرى أبحاثا في جامعة برينستون، على جائزة نوبل في الفيزياء لعام 1957 مع أمريكي آخر من أصل صيني يدعى تسونج- داو لي تكريما لهما على عملهما في مجال عدم الحفاظ على التكافؤ في التفاعل الضعيف.

أما تشين - شيونغ وو فقد التحقت بجامعة كاليفورنيا قبل 83 عاما وكانت تبلغ حينها من العمر 24 ربيعا. وعملت فيما بعد في مشروع مانهاتن، وهو مسعى قادته الولايات المتحدة لصنع قنبلة ذرية إبان الحرب العالمية الثانية، وساعدت في تطوير عملية استخدم فيها الانتشار الغازي لعزل نظائر اليورانيوم المشعة.

وقال الفيزيائي والحائز على جائزة نوبل إميليو سيغري ذات مرة إن "قوة إرادة وو وتفانيها في العمل تذكرنا بماري كوري، ولكنها أكثر خبرة وأناقة وبراعة".

واليوم، ترحب الصين، موطن أكفاء من أمثال يانغ و وو، بعودة الباحث لي شياو جيانغ وفريق مختبره، بعدما تعرض عالم الأعصاب هذا وزوجته عالمة الأعصاب للإقالة من جامعة إيموري التي يعملان فيها منذ أكثر من عقدين من الزمان.

ومع قلق العديد من الباحثين الصينيين في الولايات المتحدة على مستقبل حياتهم المهنية، يتحول عدد متزايد من الطلبة الصينيين إلى بلدان أخرى للدراسة في الخارج.

وعلى أية حال، فإنه مع وجود خيارات أخرى، ليس هناك ما يدعوهم إلى اختيار بلد غير مرحب، وقضاء سنواتهم في قلق وعدم ارتياح وحتى في خوف.

كما قد يشعر الناس من أنحاء أخرى في العالم بخيبة أمل من طريقة تعامل واشنطن بجفاء مع الأكفاء، وسوف يفكرون مرتين عند اختيار مؤسسات للدراسة والبحث.

ولا أحد يعلم ما إذا كان سيتم عمل خطط ماكرة أخرى ومن سيكون الهدف التالي.

   يمكنكم مشاركتنا بتعليقاتكم عبر فيسبوك و تويتر
تحميل تطبيق شبكة الصين

 
انقلها الى... :
China Internet Information Center E-mail: webmaster@china.org.cn Tel: 86-10-88828000
京ICP证 040089号 京公网安备110108006329号