21 يونيو 2019 / شبكة الصين / أصدرت الصين يوم الاثنين مبادئ توجيهية جديدة لأبحاث وتطبيقات الذكاء الصناعى. وقال خبراء إنها ستكون بمثابة إطار مفيد للعلماء والمشرعين لتعزيز "الاستخدام الآمن والممكن التحكم فيه والمسؤول" للذكاء الاصطناعي لصالح البشرية.

ونشرت الوثيقة لجنة الحوكمة الوطنية للجيل الجديد من الذكاء الاصطناعي. وتتألف اللجنة من خبراء الذكاء الاصطناعي والسياسات العامة من مختلف الجامعات ومؤسسات البحوث الذين يدرسون أثر الذكاء الاصطناعي على القوانين والأخلاق والمجتمع.

وتقول المبادئ العامة الثمانية في الوثيقة إن العلماء الذين يطورون الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته اللاحقة يجب عليهم احترام القيم والأخلاق الإنسانية والتمسك بها ومنع إساءة استخدام أو استغلال عملهم من قبل الجهات الفاعلة ذات النوايا الخبيثة.

وبالإضافة إلى ذلك، يتعين إجراء أبحاث الذكاء الاصطناعي بطريقة عادلة وشاملة ومفتوحة تحمي مصالح جميع الأطراف المعنية، من المطورين إلى المستهلكين. وأكدت المبادئ على حماية الخصوصية والتعاون الدولي والاستخدام المسؤول للذكاء الاصطناعي ووضع لوائح في الوقت المناسب لمواكبة التطور السريع للذكاء الاصطناعي.

وقال شيويه لان، عميد كلية شوارزمان في جامعة تسينغهوا ورئيس اللجنة إن تقنية الذكاء الاصطناعي تتطور بسرعة كبيرة وتُغير كلَ شيء في المجتمع، بما في ذلك الهياكل الاقتصادية والحوكمة والأمن القومي وحتى العلاقات بين الدول.

وأضاف شيويه أنه نتيجة لذلك، فقد أثارت تقنية الذكاء الاصطناعي أيضا العديد من القضايا الجديدة والمعقدة، مثل خصوصية البيانات وأخلاقيات استخدام الآلات، وسلامة الذكاء الاصطناعي ومخاطره، وإساءة استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، مثل نشر المعلومات المضللة باستخدام "فيديوهات التزييف العميق"- وهي لقطات فيديو تم التلاعب بها بالذكاء الاصطناعي وأصبح من الصعب على نحو متزايد للمشاهدين العاديين التعرف على أنها مزيفة.

وفي الأسبوع الماضي، عقد الكونغرس الأمريكي أول جلسة استماع له حول "وسائط الإعلام العميقة الزييف" ودورها في تدهور الثقة في المؤسسات الحكومية والمنافذ الإخبارية. وحذر المشرعون من أن هذه التقنية، إذا لم تكن منظمَة، يمكن أن يكون لها أثر كارثي على الانتخابات.

وقال تسنغ يى الباحث بمعهد الأتمتة التابع للأكاديمية الصينية للعلوم إن الكثير من الدول تتشاطر القلق إزاء تأثير الذكاء الاصطناعي على المجتمع بشكل عام .ولذلك، يحتاج العالم إلى آلية تعاونية عالمية لتنظيم قضايا الذكاء الاصطناعي.

وأضاف أن نحو 40 دولة ومنظمة دولية نشرت مبادئ توجيهية بشأن هذه التقنية. وقال إنه من الأهمية بمكان بالنسبة للصين أن تكون جزءا من المناقشات وتقديم معرفتها وخبرتها الخاصة، حتى يتمكن الجميع من تعلم أفضل الممارسات من بعضهم البعض وتحسين ما لديهم في هذا الصدد.

ومع ذلك فإن تسنغ أشار أيضا إلى أن العديد من علماء ومهندسي الذكاء الاصطناعي غير مدربين على تقييم الآثار الاجتماعية والاقتصادية الطويلة الأجل لإبتكاراتهم. وقال إن المزيد من التعليم للمطورين والجمهور العام حول تأثير الذكاء الاصطناعي هو المفتاح لضمان تنفيذ المبادئ التي أصدروها اليوم في الممارسة المستقبلية.

وقال لى رن هان عضو لجنة الحوكمة الوطنية للجيل الجديد من الذكاء الاصطناعي إن التقدم السريع الذى أحرزته الصين فى الذكاء الاصطناعي فى السنوات الأخيرة يرجع أساسا إلى أربعة أسباب هى موارد البيانات الكبيرة، وسيناريوهات التطبيق الواسعة، وارتفاع إنتاج الأبحاث ذات الصلة بالذكاء الاصطناعي، والدعم الحكومي القوي.

وأضاف لى أنه يتعين على خبراء الذكاء الاصطناعي الاتصال والتفاعل مع المشرعين ورواد الأعمال لوضع قواعد فى الوقت المناسب تخفف من التأثير السلبي لتقنية الذكاء الاصطناعي مع تعظيم فوائدها التنموية .

وأوضح أن تقنية الذكاء الاصطناعي ليست لا يمكن السيطرة عليها أو يكتنفها الغموض كما يعتقد بعض الناس. وقال يجب على آلياتنا التنظيمية والرقابية توجيه هذه التقنية في الاتجاه الصحيح وترك مجال للاستكشاف والنمو.