إعداد: حسام المغربي – التبت

18 يونيو 2019 / شبكة الصين / تتميز منطقة التبت الواقعة جنوب غربي الصين بملامحها الخاصة عبر مجموعة من العادات والتقاليد التي طبعت المنطقة عبر التاريخ، إلى جانب حركة التنمية التي شهدتها ولفتت نظر زوارها الأجانب الذي تحدث عدد منهم إلى /شبكة الصين/ حول الانطباعات عن مظاهر حياة وتنمية المنطقة ذاتية الحكم.

وقالت الإيطالية ريتا فاتيقوسو عن تنمية التبت إن "الصين تواصل الجهود لتحويل التبت لموقع سياحي عالمي"، مضيفة أن حياة السكان المحليين شهدت تحولات كبيرة بفضل مشاريع البنية التحتية الضخمة التي تنفذها الحكومة وساعدت على انفتاح المنطقة.

وترى فاتيقوسو أن زياراتها الثلاثة للمنطقة أكدت لها حجم التحولات الكبيرة التي شهدتها التبت، وجهود دفع التنمية الاجتماعية واحترام الثقافة والحفاظ على التراث.

أما الأكاديمي العراقي غمكين عزت رشيد الذي يزور التبت للمرة الأولى، فقد أبدى دهشته لدى وصوله المنطقة لكثرة ما رأى من تنمية ومسيرة النجاحات منذ الإصلاح الديمقراطي الذي بدأ قبل 60 عاما. 

ولم يخف الرشيد إعجابه بتنوّع وجمال المناظر الطبيعية للمنطقة وتنوّعها العمراني.

وكانت الصين قد أوفت بالتزامها بحماية النظام البيئي في منطقة التبت، وهو ما انعكس في زيادة مساحة التغطية الغابية من أقل من 1% في عام 1950 إلى المستوى الحالي البالغ 11.98%، ومواصلة جهود حماية أنواع الحيوانات النادرة والمهددة بالانقراض.

وحول مبادرة "الحزام والطريق" أوضح اوكتافيو راموس مستشار مجلس النواب المكسيكي، أن المبادرة تلعب دورا أساسيا في عملية التنمية التي تعيشها المنطقة، وكذلك دفع التواصل والتعاون بين الصين وبلدان الجوار وباقي دول العالم ما يضمن تحقيق الفوز المشترك.

وبالنظر إلى الابتكار باعتباره القوة الدافعة الأساسية، فقد عملت حكومة التبت المحلية على تنفيذ استراتيجية التنمية المدفوعة بالابتكار. فخلال عام 2018، أسست التبت 74 كيانا لريادة الأعمال والابتكار، بما في ذلك حاضنات مؤسسات العلوم والتكنولوجيا، وقواعد الابتكار وريادة الأعمال لطلاب الجامعات، وقواعد للشركات الصغيرة ومتناهية الصغر.

وأشارت الباحثة الهندية المتخصصة في الشأن الصيني شودشنا شاركار، إلى أن مبادرة "طريق الحرير الرقمي" نجحت في رفع مستوى التعاون بين بلادها والصين وباقي دول الجوار في مجالات عديدة على رأسها التكنولوجيا. 

ونوّهت البريطانية إليزابيث مكلود، الرئيسة التنفيذية لشركة ميريديان لاين فيلمز للإنتاج التلفزيوني، إلى أنه يمكن الحكم على نجاح التنمية من انعكاساتها على حياة السكان المحليين، وقالت "التبت تنمو فعلا وسكانها يودعون الفقر".

مضيفة أن زيارة التبت أتاحت لها فرصة كبيرة للتعرف أكثر على المنطقة والمستقبل المشرق الذي ينتظرها. 

وأكد دكتور الأدب الصيني يحيي مختار بجامعة بكين للغات والثقافة على أهمية ثنائية اللغة في التعليم بما توفره من فرص أكبر للاطلاع على الثقافات. منوّها إلى دور التبت الهام في الحوار الحضاري وخصوصا مع دول جنوب آسيا، معتبرا أن التبت تمثّل نموذجا للتعايش بين المجموعات العرقية.

ولتطوير التبت في العصر الجديد، تلتزم الصين بفلسفة التنمية التي تتمحور حول المواطن ومفهوم التنمية الابتكارية والمنسقة والخضراء والشاملة. كما تعمل حكومة المنطقة الذاتية الحكم جاهدة لتعزيز الشعور بمشاركة جميع أبناء الأقليات العرقية في قطف ثمار التنمية. ومنذ عام 2013، خلقت الحكومة أكثر من 273 ألف وظيفة جديدة في مناطق التبت الحضرية، ليتراجع معدل البطالة فيها لنحو 2.83% في عام 2018، ويرتفع نصيب الفرد من الدخل المتاح بنسبة 10.2% و10.8% لسكان الحضر والريف على التوالي.