النبطية ، جنوب لبنان 17 يونيو 2019 (شينخوا) مع ساعات الفجر الأولى بدأ المزارع فارس فحص مع مجموعة من اصدقائه في زراعة شتول التبغ في حقله المترامي عند الطرف الشرقي من بلدة كفرتبنيت في جنوب لبنان.

وأشار المزارع السبعيني فحص الذي يعمل في زراعة التبغ منذ نعومة أظافره لوكالة أنباء ((شينخوا)) إلى أن العمل في زراعة الشتول يتم بمعدات بدائية ولا يتوقف حتى ساعات المساء .

ومجموعة المزارع فحص العاملة في زراعة التبغ تضم 4 رجال و5 نساءٍ تتجاوز أعمارهم الستين يرتدون قبعات من القش لتحاشي ضربات شمس شهر يونيو القوية.

وقال المزارع جميل زريق لوكالة أنباء شينخوا " زراعة التبغ قديمة في جنوب لبنان وورثناها عن أجدادنا وعدنا إليها بقوة بعد تردي الوضع الاقتصادي وتراجع دخل الفرد في لبنان بشكل عام وفي منطقة الجنوب بشكل خاص".

وأضاف زريق "البطالة استشرت في مناطقنا خلال السنوات الخمس الماضية ،وشبابنا دون عمل بنسبة تتجاوز 50 في المئة ،وبتنا بالكاد نتمكن من تأمين لقمة العيش، فكان التوجه لإعادة إحياء زراعة التبغ بعدما تخلى عنها حوالي 60 في المئة من حاملي الرخص الرسمية بزراعتها".

ولخفض كلفة زراعة التبغ قال المزارع جمال غندور "نلجأ في زراعتنا إلى نظام خاص في العمل قائم على "التبادل" و"العونة"، وهذا يعني تعاون العائلات فيما بينها لزراعة أراضيهم بدلا من استئجار العمال".

وتتوزع ورشة زراعة شتول التبغ في الحقل بشكل منظم كما أوضح المزارع يحيى منصور(68عاما) فهناك "ضارب السكة" الذي يتقدم فريق العمل حاملا بيده عصا حديدية قصيرة مسننة ليغرسها في الأرض مشكلاً حفرة صغيرة تدعى "البوج" ، ثم يملأ الحفرة بالماء بواسطة خرطوم يحمله بيده الأخرى ليأتي بعده فريق الغرس المؤلف من النساء والرجال فيقومون بغرس النبتة في الحفرة".

وقالت العجوز السبعينية فاطمة أبو علي إن نبتة التبغ ، هي الانتاج الزراعي الرئيسي لأبناء جنوب لبنان الذي نجهد للحفاظ عليه في ظل تخلي الجيل الجديد عن زراعتها نحو مزروعات أكثر مردودا .

وتزدحم معظم حقول قرى جنوب لبنان في هذه الأيام بمزارعي التبغ الذين تجدهم ينتشرون في الوديان والسهول جماعات جماعات، محولين الأرض الجرداء إلى خضراء.

"وتعتبر نبتة التبغ مصدر الرزق الوحيد لعددٍ كبيرٍ من العائلات في جنوب لبنان" بحسب كبير المزارعين تميم جابر الذي قال لوكالة أنباء (شينخوا) أنها زراعة قانونية وشرعية بناء على "رخصةٍ" يحصل عليها المزارع من "إدارة حصر التبغ والتنباك اللبنانية" التي تتولى شراء المحاصيل لتصنيعها .

وتقع زراعة التبغ تحت إشراف إدارة حصر التبغ والتنباك اللبنانية" الحكومية التي كانت تأسست عام 1935 لتنظيم زارعة التبغ في لبنان وتصنيعه ومراقبة استيراد التبغ.

ويستمر موسم زراعة التبغ حسب المزارع وجيه زيتون حوالي شهر ، أما موسم القطاف فيستغرق فترة 3 أشهر يتم خلالها تجفيف أوراق النبتة تحت اشعة الشمس .

وبعد التجفيف يأتي دور "التصفيط"، ويعني كما اشارت المزارعة فاطمة ياسين ترتيب أوراق التبغ بحسب الحجم واللون لتوضع في صندوق خشبي بطريقة منظمة يغلف بالقماش بإنتظار تسليم المحصول "إدارة حصر التبغ والتنباك اللبنانية" .

وتصل المساحة المزروعة بالتبغ في جنوب لبنان بحسب رئيس اتحاد نقابات مزارعي التبغ في لبنان الحاج حسن فقيه إلى 50 الف دونم ويبلغ انتاجها السنوي بحوالي 5 ملايين و400 ألف كيلوجرام ، لافتا إلى أن 16 الف عائلة موزعة على 781 بلدة تعيش بشكل مباشر من هذه الزراعة.

وأوضح أن زراعة التبع تدخل إلى الخزينة اللبنانية كل عام بحدود 400 مليون دولار أمريكي وأن الشبكة الاقتصادية المرتبطة بزراعة التبغ تضم حوالي 10 آلاف بائع يبيعون منتجات التبغ إضافة إلى 1500 موظف في إدارة التبغ وأكثر من ألف عامل موسمي ./نهاية الخبر/