14 يونيو 2019 / شبكة الصين / قال المزارع الشاب باي ما دينغ تشينغ (37 سنة) المقيم بقرية شيغامونبا بمدينة نيينغتشى التابعة لمنطقة التبت ذاتية الحكم جنوب غربي الصين، إنه منذ الانتقال إلى القرية في عام 2003 بدأت حياته تتحول إلى الأفضل.

مضيفا أن جميع الأسر المقيمة بالقرية من قوميات التبت ومنبا ولوبا استفادوا من برنامج الحكومة لتخفيف الفقر، وكذلك من مشروعات البنية التحتية التي سهلت وصول الزوار ونقل منتجاتهم إلى الأسواق المحلية.

وكانت الحكومة الصينية قد أسست قرية شيغامونبا لخلق حياة جديدة لسكان قريتي لوغو وغودينغ التابعتين لبلدة غاندينغ بمحافظة موتو، على الطريق السريع المؤدي لمطار نيينغتشى. 

وبذلت منطقة التبت على مدى السنوات الستين الماضية منذ تنفيذ الإصلاح الديمقراطي عام 1959 وما تبعها من إطلاق الصين العنان لسياسة الإصلاح والانفتاح عام 1979، جهودا كبيرة للقضاء على الفقر وضمان تعزيز التنمية الاجتماعية والاقتصادية لتلبية احتياجات سكان التبت المحليين، إلى جانب توفير المخصصات المالية والموارد البشرية والمادية لضمان تحقيق تنمية شاملة.

ويعيش باي ما دينغ تشينغ مع زوجته وطفلين في منزل خاص مكون من طابقين يميّزه الطابع التبتي على مساحة بناء 75 مترا مربعا مزود بكافة المرافق والخدمات ويضم حديقة صغيرة وحظيرة لتربية الحيوانات، كما يزرع الأعشاب الطبية والخضراوات تحقّق له دخلا شهريا حوالي 3500 يوان.

وضع معيشي أفضل

أظهر الوضع المعيشي لسكان التبت في عام 2018 تحسنا ملحوظا، حيث سجل متوسط دخل الفرد لسكان الحضر 33,797 يوانا (5,035 دولارا أمريكيا)، فيما ارتفع المتوسط لسكان الريف والمراعي إلى نحو 11,450 يوانا سنويا. وخلال العام الماضي وحده، خلقت منطقة التبت ذاتية الحكم جنوب غربي الصين وظائف لنحو 309 آلاف مزارع وراعٍ للعمل كحراس غابات، في محاولة للحفاظ على النظام الإيكولوجي في الوقت الذي تكافح فيه الفقر.

وقال ما شنغ تشانغ نائب رئيس اللجنة الدائمة لمجلس نواب الشعب بمنطقة التبت سكرتير لجنة الحزب بمدينة نينغتشي، إن إجمالي الناتج المحلي للمدينة تجاوز 15.01 مليار يوان في عام 2018 بزيادة نسبتها 9.3%، وحققت مبيعات السلع الاستهلاكية في العام نفسه 4.151 مليار يوان بزيادة 14.9%.

ووفقا لمكتب المنطقة لإدارة الغابات والمراعي، فقد ساعدت الوظائف الجديدة المزارعين والرعاة المحليين على زيادة دخلهم بأكثر من مليار يوان، حيث زرعت التبت 74,666 هكتارا من الأشجار في عام 2018، بتكلفة تجاوزت 300 مليون يوان.

محاربة الفقر المتعدد الأبعاد

لا يعني الفقر فقط عدم قدرة الأسر على تلبية الاحتياجات الأساسية من الغذاء والمأوى والملبس والسلع الضرورية، لكنه يعني كذلك الحرمان من فرص التعليم والبيئة والصحة السليمة والبنية التحتية الأساسية من مياه وصرف صحي وكهرباء.

وفي ظل البرامج التنموية التي تبنتها منطقة التبت على مدى السنوات الستين الماضية، يتمتع الأطفال بتعليم مجاني من رياض الأطفال حتى المرحلة الثانوية.

ومع تحسّن الرعاية الصحية، ارتفع متوسط العمر المتوقع لسكان التبت من 35.5 عاما في الخمسينيات إلى ما يقرب من 70 عاما في السنوات الأخيرة.

وفي الوقت ذاته وضعت منطقة التبت الذاتية الحكم ونفذت برامج تخطيط بناء البيئة الإيكولوجية، والحفاظ على الماء والتربة، والإصلاح لبيئة المناطق الزراعية والرعوية، وتخطيط المناطق ذات الوظائف الإيكولوجية. 

وفي عام 2018 خصصت حكومة التبت 10.7 مليار يوان لتحسين وحماية البيئة المحلية من خلال زراعة الأشجار وإنشاء العديد من المحميات الطبيعية.

السياحة الريفية

خلال عام 2018، ساعدت حكومة التبت 32 ألفا من سكانها على التخلص من الفقر بفضل تطوير السياحة الريفية. وفيما كان التبتيون يعتمدون في دخلهم على إنتاج حيواناتهم من ألبان ولحوم وجلود وأصواف، فإن برامج المساعدة استهدفت خلق مصادر دخل جديدة لهم، ومنها تحويل منازل تلك القرى إلى فنادق عائلية، حيث تعيش الأسرة وتوفر في الوقت نفسه عددا من الغرف لاستضافة الزوار الراغبين في قضاء وقت للاستجمام والاستمتاع بالطبيعة فوق سقف العالم.

وخلال عام 2018، سجلت التبت 33.69 مليون زيارة سياحية، بزيادة 31.5% على أساس سنوي، محققة عائدات سياحية بلغت 49 مليار يوان. واستفاد أكثر من 100 ألف من المزارعين والرعاة من النشاط السياحي مع تحسّن البنية التحتية وتشكيل شبكة نقل متكاملة من الطرق السريعة والسكك الحديدية والخطوط الجوية.