عدن، اليمن 9 يونيو 2019 (شينخوا) ذكرت مصادر أمنية محلية أن الأمطار الغزيرة والفيضانات ضربت عدة أجزاء من المحافظات الجنوبية والشرقية في اليمن على مدار الساعات القليلة الماضية، مما أسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص على الأقل وإصابة عدد آخرين.

وفي مدينة عدن الساحلية الجنوبية، غمرت المياه العديد من المنازل بسبب الفيضانات والامطار الغزيرة التي استمرت لعدة ساعات وسط تحذيرات من استمرار اضطرابات الطقس.

واستحوذ آلاف اليمنيين النازحين داخلياً على نصيب الأسد من اضرار الأمطار الغزيرة التي تسببت في تخريب أماكن سكنهم المؤقتة الواقعة على أطراف مدينة عدن.

وقال النازحون اليمنيون إن الأمطار الغزيرة ضاعفت من معاناتهم وأدت إلى تفاقم الظروف المعيشية القاتمة بالفعل في عدة مخيمات مؤقتة تقع في الجزء الجنوبي من البلاد.

وتحدث طه قديمي، وهو أب لأربعة أطفال نزحوا من مدينة الحديدة المطلة على البحر الأحمر، لوكالة أنباء ((شينخوا)) بأن الأمطار الغزيرة التي صاحبتها الرياح العاتية حولت لياليهم إلى كابوس.

وقال قديمي "قضيت أنا وأطفالي ليلة أمس بلا نوم لأن خيمتنا المكشوفة كانت مليئة بالمياه بسبب استمرار الأمطار الغزيرة."

وأضاف "مثل العديد من النازحين الآخرين، لقد أجبرنا على البقاء واقفين طوال ليلة أمس دون النوم حتى هذه اللحظة".

وناشد المنظمات الإنسانية المحلية والدولية العاملة في الدولة العربية التي مزقتها الحرب على مساعدة النازحين في التغلب على الظروف الأخيرة الناجمة عن الأمطار الغزيرة.

وحذر المركز الوطني للأرصاد الجوية اليمني من "استمرار الطقس المضطرب"، موضحا في نشرة يومية أن الأمطار الغزيرة التي تسببها الرياح العاتية قد تستمر في ضرب الساحل الجنوبي والمناطق المجاورة.

واضاف المركز أنه يجب على المواطنين اليمنيين "اتخاذ الاحتياطات اللازمة من تدفق الفيضانات وضعف الرؤية واضطراب أمواج البحر."

وقال سعيد علي، أحد النازحين، لوكالة أنباء (شينخوا) إنه لا يوجد خيار أمامهم لمواجهة آثار الأمطار الغزيرة التي ضربت خيامهم.

وأوضح بان "العديد من العائلات غادرت منازلها بعد تصاعد الحرب في ضواحي الحديدة، بحثًا عن حياة آمنة لأطفالهم هنا في المناطق المحررة."

وأضاف "لكن لسوء الحظ، لم نعثر على أمان هنا وتركنا وحيدون في خيام مكشوفة تحت الأمطار الغزيرة والرياح الشديدة."

وفي وقت سابق من اليوم، أمر رئيس الوزراء اليمني معين عبدالملك السلطات المحلية بالتعامل الفوري مع الأضرار والعواقب الناجمة عن الأمطار الغزيرة وتدفق الفيضانات في محافظة عدن.

وذكرت وكالة الأنباء سبأ التي تديرها الدولة أن رئيس الوزراء حث على بذل المزيد من الجهود "لتخفيف تداعيات وأضرار هطول الأمطار الغزيرة في عدن."

وفي الوقت نفسه، دعا وزير الإدارة المحلية اليمني ورئيس اللجنة العليا للإغاثة عبد الرقيب فتح المنظمات الإنسانية الدولية العاملة في اليمن إلى تقديم مساعدة عاجلة للمتضررين من الأمطار الغزيرة.

ونتيجة لاستمرار الأمطار الغزيرة، أصبح خطر الأمراض المنقولة عن طريق المياه مثل الكوليرا والإسهال أكثر إثارة للقلق بالنسبة للنازحين في اليمن.

وقالت رجاء محمد، وهي امرأة نازحة "أطفالنا يلعبون ويأكلون في أماكن مليئة بمياه الأمطار القذرة المختلطة ببرك المجاري".

لقد يؤثر تفشي الإسهال والملاريا على الأطفال المشردين الذين يعيشون في المخيمات المؤقتة في عدن وأماكن أخرى.

وتخوض اليمن حربا أهلية منذ أن سيطرت جماعة الحوثي الشيعية المدعومون من إيران، على جزء كبير من البلاد عسكريا واستولوا على جميع المحافظات الشمالية، بما في ذلك العاصمة صنعاء في 2014 .

وتدخل التحالف العربي، الذي تقوده السعودية، عسكريا وبدأ في قصف صنعاء التي يسيطر عليها الحوثيون في مارس 2015 بناء على طلب من حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي المعترف بها دوليا لحماية اليمن.

ودخل النزاع العسكري الداخلي بين الحوثيين والحكومة اليمنية المدعومة من السعودية عامه الخامس مؤخرا، حيث تتفاقم معاناة اليمنيين وتتعمق أسوأ أزمة إنسانية على مستوى العالم في البلاد.