اكتشاف "محظوظ" للمركبة القمرية الصينية قد يميط اللثام عن أسرار القمر والأرض

20 مايو 2019 / شبكة الصين / عثرت المركبة القمرية الصينية "يوتو-2"، وهي أول مركبة طوافة على الجانب البعيد من القمر، على مواد من أعماق القمر يمكنها المساعدة في كشف لغز تكوين غلاف القمر وتَشَكُّل القمر والأرض وتطورهما.

وباستخدام بيانات تم الحصول عليها عن طريق مطياف الضوء المرئي والأشعة تحت الحمراء القريبة المثبتة على "يوتو-2"، وجد فريق بحثي بقيادة لي تشون لاي من المرصد الفلكي الوطني الصيني التابع للأكاديمية الصينية للعلوم أن التربة القمرية في منطقة هبوط المسبار "تشانغ آه-4" تحتوي على أوليفين وبيروكسين جاءا من الطبقة العميقة تحت سطح القمر.

ونُشر أول اكتشاف علمي مهم لمسبار "تشانغ آه-4" منذ أول هبوط له على الإطلاق في الجانب البعيد من القمر على الإنترنت في العدد الأخير من المجلة الأكاديمية "نيتشر" (Nature).  

وقال لي إن القمر يتألف من نواة وعباءة وقشرة، مثل الأرض. وإنه مع تطور الصهارة القمرية، ارتفع معدن بلاجيوجلاز خفيف إلى الطبقة العليا لتشكيل القشرة القمرية، بينما غرق أوليفين أثقل من البيروكسين لتكوين العباءة القمرية.

وأضاف لي "لكن بما أن القشرة القمرية سميكة للغاية، ولم يكن هناك نشاط بركاني وحركة صفيحة على سطح القمر لمليارات السنين، فمن الصعب العثور على مواد من عباءة القمر على السطح".

وظل تكوين عباءة القمر منذ فترة طويلة موضوع النظرية. ولم تقدم العينات القمرية من البعثات التي أرسلتها الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي، ولا تحقيقات الاستشعار عن بُعد التي تدور حول القمر، دليلا مباشرا على التكوين الدقيق للعباءة القمرية.

وركز العلماء الصينيون على منطقة خاصة على الجانب البعيد من القمر - حوض أيتكين في القطب الجنوبي، الذي تم تشكيله من خلال تصادم سماوي قبل أكثر من 4 مليارات عام. ويبلغ قطر الحوض 2500 كيلومتر وعمقه حوالي 13 كيلومترا، وهو أقدم وأكبر حفرة تأثير على سطح القمر.

وبعد هبوط مسبار "تشانغ آه-4" بنجاح على فوهة "فون كارمان" بحوض أيتكين في القطب الجنوبي في 3 يناير من هذا العام، حصلت المركبة القمرية الطوافة الصينية "يوتو-2" على بيانات طيفية جيدة في موقعين.

وقال لي إن البيانات على عكس تلك التي حصل عليها يوتو على الجانب القريب من القمر، قد أعطتهم مفاجأة سارة.

وأوضح لي أن التحليل أظهر أن التربة القمرية في منطقة الهبوط تحتوي على كمية كبيرة من أوليفين وبيروكسين منخفض الكالسيوم وكمية صغيرة من البيروكسين العالي الكالسيوم، وهي من المحتمل جدا أن تكون من عباءة القمر.