الصفحة الأولى | حجم الخط    أ أ أ

تحقيق: زيادة إقبال الرجال على عمليات التجميل في العراق بعد الانتصار على تنظيم "داعش"

arabic.china.org.cn / 09:02:33 2019-05-17

بغداد 16 مايو 2019 (شينخوا) انتشرت مؤخرا وبشكل غير مسبوق مراكز التجميل في العراق وخاصة بالعاصمة بغداد، ورافق هذا الانتشار زيادة في إقبال الرجال على إجراء عمليات التجميل، بعد الانتصار على تنظيم ما يعرف بالدولة الإسلامية (داعش) وزوال خطره وانتهاء حقبة الخوف منه.

وساهمت وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي في الترويج لعمليات التجميل وانتشارها وتعزيز فكرة الجمال والتغيير وملاحقة الموضة والتركيز على الجوانب الإيجابية التي تسببها هذه العمليات من زيادة في الثقة بالنفس وتغيير الشكل.

وتعد هزيمة التنظيم (داعش) المتطرف، واستقرار الوضع الأمني في عموم البلاد، أحد الأسباب المهمة في زيادة انتشار مراكز التجميل بكثرة في العديد من المدن العراقية، فضلا عن انفتاح العراق على دول العالم.

وقال الدكتور عباس الصحن أخصائي جراحة التجميل والتقويم، ومدير مستشفى الواسطي المتخصص بجراحة التجميل والتقويم لوكالة أنباء (شينخوا) " تعد الجراحة التجميلية حاليا من أكثر الجراحات ازدهارا وانتشارا لحاجة المجتمع إليها، وهي جراحة مزدهرة ومتقدمة بالعراق، والدليل على ذلك التقدم ، إنها بدأت بشخص واحد والأن هناك أكثر من 200 جراح تجميل وتقويم، موزعين على كل محافظات العراق".

وتابع الصحن "أن أكثر عمليات التجميل انتشارا في العراق هي تجميل الأنف، وشفط الشحوم وعمليات شد الجفون والوجه وتشوهات الأذن، وما يلفت النظر أن نسبة الذكور الذين يجرون عمليات تجميل الأنف ارتفعت حتى وصلت إلى نحو 40% من عدد المراجعين"، مضيفا "هذا اعتبره زيادة في الوعي كون شبابنا يحاولون أن يكونوا بمظهر جيد".

وعن أسباب زيادة عمليات التجميل قال الصحن "إن بلدنا مر بحروب مختلفة وبحالات استثنائية كثيرة وبظروف أمنية صعبة تعرض فيها العديد من المواطنين إلى مشاكل كثيرة في الشكل والصحة وحتى بالحالة النفسية، لكن بعد تحسن الوضع الأمني والقضاء على داعش فان ذلك انعكس بصورة إيجابية على زيادة عمليات التجميل".

ومضى يقول "اعتقد أن الجراحة التجميلة ليست مساعدة في الشكل فقط بل في زيادة الثقة بالنفس وتحسين الجانب النفسي، وحتى هي مطلوبة في الجانب الوظيفي لأن مظهر الإنسان مهم، وهناك كثير من المهن تتطلب أن يظهر الإنسان بصورة لائقة".

وتوقع الصحن مستقبلا زاهرا لعمليات التجميل في العراق قائلا "هذا البلد أكثر بلد فيه مجال للجراحة التقويمية والتجميل بسبب الظروف الأمنية التي مر بها، والتي كسب الأطباء من خلالها خبرة كافية، فضلا عن وجود تواصل مستمر مع مراكز متقدمة في العالم بمجال الجراحة التقويمية والتجميل وأحيانا يطلبون منا أن نشاركهم خبراتنا في هذا المجال".

وكشف الصحن عن ارتفاع نسبة المراجعين من دول الجوار والدول الاوروبية خاصة من ذوي الأصول العراقية في إجراء عمليات تجميل بالعراق قائلا" إن هذا النوع من العمليات الجراحية قليل في الدول الأوروبية في حين أن العراق تجري هذه العمليات بشكل أكثر، فهم يعتقدون بأن الخبرات لدى الأطباء العراقيين أكثر بسبب ممارستهم لهذا النوع من العمل بشكل كبير".

وتابع " من ناحية أخرى إن تكاليف العملية في العراق محدود جدا مقارنة بتلك الدول، حيث تبلغ تكلفة العملية بالعراق 1000 دولار، في حين تصل في الدول الاوروبية إلى أكثر من 10 آلاف دولار".

وطالب الصحن، المواطن بضرورة التأكد من وجود أطباء بمراكز التجميل من المتخصصين والذين لديهم خبرة وسمعة جيدة في عمليات التجميل لضمان جودة العمل بشكل يرتقي لما يريده المواطن.

ووجه الصحن رسالة إلى العالم قائلا "إن العراق الذي شهد ظروفا صعبة من الحروب والتوترات الأمنية، لكن رغم الخوف فأن هناك حياة، ومع الضعف توجد قوة، وفي أصعب الظروف هناك أمل لدى العراقيين، وهذا الأمل اليوم أكبر بكثير، ونأمل أن تكون هناك إشراقة قريبة للعراق، ورسالتي أن العراق موجود وبغداد الحبيبة موجودة وأبوابها مفتوحة لكل الإنسانية بمختلف أجناسها".

ويؤكد الخبراء أن عمليات التجميل أثرت بشكل كبير على نفسية العديد من الاشخاص الذين يعانون من الاكتئاب المزمن بسبب تشوه خلقي أو تعرضهم لانفجار نتيجة عمل إرهابي أو مشاركة في التصدي للإرهاب.

وقال عبدالله محمد (21 سنة) والذي أجرى عدة عمليات في وجهه ويديه مؤخرا لوكالة أنباء (شينخوا) " أصبت في المعارك ضد تنظيم (داعش) الإرهابي عام 2014 إصابة بليغة في وجهي، وبترت إحدى يدي، وجزء من رجلي اليسرى وأجريت سلسلة من العمليات التقويمية أولا ، والأن أجريت عمليات تجميل أزلت بها التشوهات التي أحدثتها الإصابة في الحرب".

وأضاف "كنت أشعر بالحزن كلما أنظر إلى شكلي في المرآة وكنت أشعر بالخجل ولا أريد الخروج من المنزل، وذات مرة شاهدت إعلانا على صفحات الفيسبوك عن إجراء عمليات تقويمية وتجميلية لحالة مشابهة لحالتي، وفعلا ذهبت واكتشفت أن العديد من الجرحى قد ذهبوا إلى هذه العيادة، واقتنعت وأجريت عدة عمليات تقويمية وتجميلية".

وتابع " الأن أشعر بأني إنسان طبيعي ولم أعد أخجل من مقابلة الناس"، وشكلي الأن جميل وثقتي بنفسي زادت من إصراري لتحقيق النجاح والزواج وتكوين أسرة.

وكشف محمد أن العديد من الشباب يجري الأن عمليات تجميل لتحسين مظهره وشكله، مبينا أن صديقه حبيب أجرى عملية لتصغير أنفه ما زاد من وسامته، وقال "بعض الأصدقاء عندما شاهدوا الصورة الجديدة التي ظهر عليها حبيب بدأوا يفكرون جديا بإجراء عمليات تجميل".

وتشهد العاصمة بغداد وبقية المحافظات العراقية بعد القضاء على التنظيم الإرهابي وتحسن الوضع الأمني، افتتاح المزيد من مراكز التجميل، والمستشفيات المتخصصة بالتجميل نتيجة زيادة الإقبال عليها، وتطور هذا النوع من الجراحات، واستقطابها لأطباء مختصين ومعروفين.

لكن الزيادة الواضحة في مراكز التجميل أدت أيضا إلى ظهور بعض السلبيات أثرت على بعض طبقات المجتمع العراقي إذ أفرزت تلك الزيادة العديد من المشاكل الاجتماعية والصحية ولاسيما مع تغيب القانون، نتيجة وجود بعض المراكز غير المرخصة من وزارة الصحة لممارسة هذه المهنة.

وبهذا الصدد قال الصحن إن وزارة الصحة شكلت لجانا متخصصة في منح إجازات فتح مراكز التجميل، لافتا إلى أن فرق الوزارة تقوم بجولات تفتيشية على جميع المراكز وتقوم بإغلاق أي مركز يخالف الضوابط التي وضعتها الوزارة.

من جانبها قالت سوسن جبار موظفة حكومية "إن الانفتاح على العالم الذي شهده العراق بعد الانتصار على (داعش) والخلاص منه وزوال الخوف من (داعش) دفع الكثير من العراقيين إلى إجراء عمليات شد الوجه وزراعة الشعر لأنهم لم يعودوا يشعروا بأن جهة تقتلهم على قصة الشعر أو الظهور بشكل جميل".

وأضافت " أنا كامراة يشكل مظهري أمام الناس بصورة جميلة، أولوية كبرى، لذلك دائما أتابع وبشغف أخر الابتكارات في عمليات التجميل، لأني أريد المحافظة على جمالي وأن تكون إطلالتي متميزة ، نعم أجريت عدة عمليات تجميل وهذا شيء أسعدني".

وتابعت "رغم القضاء على (داعش) الإرهابي، لكن هناك متطرفون حاولوا فرض إراداتهم على العراقيين، عندما اغتالوا خبيرتي التجميل الدكتورة رفيف الياسري وبعدها بأسبوع الدكتورة رشا الحسن، لكن هذه الجريمة النكراء أثارت جدلا كبيرا بين الشعب، ما أجبر المتطرفين إلى الهروب خارج البلاد، حسبما سمعت من وزير الداخلية السابق في لقاء تلفزيوني مؤخرا".

يذكر أن نسبة الرجال الذين يجرون عمليات تجميل في العراق أصبحت واضحة بعد أن تحولت عمليات التجميل إلى وسيلة لتغيير الشكل للظهور بصورة أجمل./نهاية الخبر/

   يمكنكم مشاركتنا بتعليقاتكم عبر فيسبوك و تويتر
تحميل تطبيق شبكة الصين

 
انقلها الى... :
China Internet Information Center E-mail: webmaster@china.org.cn Tel: 86-10-88828000
京ICP证 040089号 京公网安备110108006329号