الصفحة الأولى | حجم الخط    أ أ أ

مقالة خاصة: مؤتمر حوار الحضارات الآسيوية بعيون باحثة عربية

arabic.china.org.cn / 14:22:42 2019-05-16

بقلم د. أُنـــــــس الزليطني شبّح*


16 مايو 2019 / شبكة الصين / تعيش العاصمة الصينية بكين أجواء "عرس حضاري" منذ انطلاق المؤتمر الأول لحوار الحضارات الآسيوية في 15 مايو الجاري، حيث تتبلور صورة جديدة للتبادل والتعاون بين الحضارات والشعوب الآسيوية تحت شعار "التبادلات والتعلم المتبادل بين الحضارات الآسيوية ومجتمع ذو مستقبل مشترك"، وذلك سعيا إلى تعزيز التبادل والتواصل دون أي خلافات بين الحضارات الآسيوية وهي حضارات قد شهدت عدة مراحل تبادل فيما بينها منذ آلاف السنين، سواء من خلال التبادلات الثقافية والدينية، أو التبادلات التجارية التي شهدتها الشعوب الآسيوية منذ زمن بعيد، لتأتي فكرة مؤتمر حوار الحضارات الآسيوية لترسّخ أكثر مفهوم التبادل والتعاون بين الحضارات الآسيوية، مع إضفاء الهدف الصيني الأهم في العصر الجديد لهذا التعاون والمتمثل في "بناء مجتمع ذو مصير مشترك". 

تأتي أهمية هذا المؤتمر في كونه يجمع 47 دولة آسيوية والتي تكوّن القارة الأكبر عالميا والأكثر سكانا، حيث يعيش في القارة الآسيوية أكثر من 60% من سكان العالم، وتتميز الشعوب الآسيوية بالمزيج الكبير الذي تتكون منه هذه الشعوب، بالإضافة إلى تعدد العرقيات والثقافات، لتشكّل منصة فريدة تتميز بالتنوع الكبير فيما بينها، لكن رغم الاختلافات العرقية والثقافية في تركيبة الشعوب الآسيوية، إلا أنها شهدت تعاونا كبيرا ومواقفا مشتركة عبر التاريخ، وها نحن نرى صورة جديدة شكلها المؤتمر الأول للحضارات الآسيوية في بكين، للتقدم بهذا الاختلاف وجعله مصدر قوة للتعاون والتقدم الثقافي والاقتصادي على المدى البعيد.

إن تواجد أكثر من ألفي مسؤول حكومي ومندوب من الدول الآسيوية ومن حوالي 50 دولة من خارج المنطقة، وتواجد أكثر من 2800 صحفي صيني وأجنبي لتغطية فعاليات هذا المؤتمر لا يمكن أن يدل إلا على أهمية هذا المنتدى واهتمام كل العالم بما سيُنتج من قرارات وبيانات تعاون عن المؤتمر الأول لحوار الحضارات الآسيوية، والذي يهدف بالأساس إلى خلق منصة كبرى للمضي قدما بالتعاون الآسيوي من خلال التشجيع على التبادل والتعلم بين مختلف الحضارات، وتعزيز روح التعاون والابتعاد عن "الصدام" بين الحضارات والشعوب، وذلك للتقدم السلمي والتنمية المشتركة التي ستعود بالنفع ليس فقط على الدول الآسيوية بل على العالم أجمع، حيث أن التجمّع السكاني الأكبر عالميا في الدول الآسيوية والحجم الاقتصادي الهام الذي تكوّنه هذه الدول سيكون له تأثيرا هاما في رسم خارطة مشتركة هامة حتى لبقية دول العالم، وخاصة أن هذه الدول سوف تكون ولأول مرة منذ القرن الـ19، أكبر من كل اقتصادات باقي العالم في عام 2020، وذلك حسب توقعات مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية.

تسعى الصين من خلال هذه المنصة الجديدة إلى تعزيز الحوار والتعايش السلمي ودفع التعلم والتنوير المتبادل بين الحضارات، وإلى دعم العديد من الجوانب الهامة التي تأخذ من المصلحة المشتركة لكل الشعوب كهدف أول لها، وهو ما أكده الرئيس الصيني شي جين بينغ خلال خطابه في افتتاح مؤتمر الحضارات الآسيوية حيث أكد على أهمية التمسك بالاحترام المتبادل والمعاملة المتساوية، وبالتمسك باحترام مختلف الحضارات وتهيئة بيئة الازدهار والتعايش بين الحضارات، والتمسك بالانفتاح والتسامح والتعلم المتبادل والتمسك بمواكبة العصر والابتكار في التنمية. 

تسود روح التعاون والتسامح المؤتمر الأول لحوار الحضارات الآسيوي وهو ما يحتاجه العالم أجمع في زمن الصراعات والأزمات، حيث أن كل الشعوب في حاجة ماسة الآن إلى المزيد من التعاون والتوافق والثقة والاحترام للوصول إلى عصر يسوده السلام والتعاون والمصلحة المشتركة لكل شعوب العالم رغم اختلافها، وهذا ما يسعى إليه المؤتمر من خلال النتائج المرجُوّة والقرارات التي من المتوقع أن تتبلور في مجموعة من الاتفاقيات والمبادرات المشتركة والتي ستعزز التعاون بين الدول الآسيوية، وتعود بالنفع على بقية دول العالم.


-------------------------

* باحثة تونسية في الشؤون الصينية


   يمكنكم مشاركتنا بتعليقاتكم عبر فيسبوك و تويتر
تحميل تطبيق شبكة الصين

 
انقلها الى... :
China Internet Information Center E-mail: webmaster@china.org.cn Tel: 86-10-88828000
京ICP证 040089号 京公网安备110108006329号