غزة 14 مايو 2019 (شينخوا) أحيا فنانون فلسطينيون حفلا غنائيا على أنقاض عمارة سكنية في قطاع غزة دمرتها الطائرات الحربية الإسرائيلية في جولة التصعيد الأخيرة بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية.

وجرى تنظيم الحفل تزامنا مع مسابقة الأغنية الأوروبية "يورو فيجن" المقرر انطلاقها اليوم (الثلاثاء)، في تل أبيب في إسرائيل.

وحمل الحفل الذي نظمته مجموعة جسور للتواصل الدولي، عنوان "رسالة غزة" في محاولة من المغنيين الفلسطينيين للتعريف بأن غزة ما زالت تحت الاحتلال وتتعرض لانتهاكات إنسانية من إسرائيل بما في ذلك عمليات عسكرية ضد المدنيين، وفق منظمي الحفل.

وأكد منسق "مجموعة جسور للتواصل الدولي" كامل مسلم لوكالة أنباء ((شينخوا)) أن الغناء والموسيقى هما اللغة التي يجمع عليها أبناء هذا الكوكب، خاصة وأنها تحمل رسالة محبة وسلام بالإضافة إلى التبادل الثقافي.

وقال مسلم إن إسرائيل " استعملت الموسيقى كستار يغطي جرائمها ضد الشعب الفلسطيني بشكل أساسي، من خلال استقبالها حفل المسابقات الموسيقي".

وأضاف أن "الحفل يحمل رسالتين الأولى هي أن إسرائيل تظهر للعالم وجهها الحسن وأنها ترقص وتغني، في حين أنها في الواقع عكس ذلك فهي تقتل الأطفال والنساء والشيوخ في غزة".

وتابع " الرسالة الثانية أن غزة ورغم كل المعاناة التي تتعرض لها من قبل إسرائيل وحكومتها العنصرية فهي تغني للسلام، والمحبة والأمن"، داعيا العالم إلى النظر بعين الحقيقة إلى ما يحدث في فلسطين عامة، وغزة بشكل خاص.

وأشار مسلم إلى أنه في مثل هذا اليوم من العام الماضي، قتل الجنود الإسرائيليون المتمركزون على الحدود الشرقية لقطاع غزة 61 فلسطينيا كانوا قد خرجوا للمشاركة في مسيرات العودة الشعبية للمطالبة بحق العودة ورفع الحصار عن قطاع غزة.

واستهدفت تلك التظاهرات في مثل هذا اليوم من العام الماضي الاحتجاج على نقل السفارة الأمريكية لدى إسرائيل من تل أبيب إلى القدس وإحياء ذكرى النكبة الفلسطينية التي تصادف 15 مايو من كل عام.

وتنطلق مسابقة الأغنية الأوروبية السادسة والأربعون (يورو فيجن) مساء اليوم في مدينة تل أبيب، بمشاركة 41 دولة حول العالم، حيث سيتم التنافس بين هذه الدول على مدار ثلاثة أيام متواصلة.

ويقدم منظمو المسابقة التي أطلقت في عام 1956 على أنها "أكبر عرض ترفيهي متلفز في العالم"، وتوسعت المسابقة على مر السنين لتضم دول أخرى مثل أستراليا وإسرائيل العضوين في الاتحاد الاوروبي للإذاعة والتلفزيون الذي ينظم الحدث سنويا.

وكانت إسرائيل تم اختيارها لاستضافة دورة 2019 من المسابقة بعد فوز المغنية الإسرائيلية نيتا برزلاي بمسابقة العام الماضي في البرتغال بأغنيتها "لعبة" المستوحاة من حركة مكافحة التحرش الجنسي مي تو.

وقال محمد شعبان المغني باللغة الانجليزية العضو في مجموعة جسور للتواصل الدولي لـ((شينخوا))، إنه يشارك في الحفل ردا على مسابقة يورو فيجن المقامة في إسرائيل، وتأكيدا على رسالة الفلسطينيين السلمية.

وذكر شعبان "نحن لدينا صوت واضح وصريح بأن إسرائيل ترتكب جرائم إنسانية بحق الفلسطينيين، وهي تحاول أن تخبر العالم بأنها دولة سلام ودولة ديمقراطية، وتستطيع أن تصل من خلال الموسيقى إلى كافة العالم".

وأشار إلى أن قطاع غزة المحاصر يضم العشرات بل والمئات من الفنانين "الذين يستطيعون أن يضاهوا الفن العالمي، على الرغم من المعاناة المستمرة في حياتهم اليومية".

ودعا إلى مقاطعة المسابقة الأوروبية على أرض إسرائيل، تنديدا لما تقوم به إسرائيل من انتهاكات بحق الفلسطينيين وانتصارا للعدالة الإنسانية.

من جهته اعتبر وزير الثقافة الفلسطيني عاطف أبو سيف، أن تنظيم مسابقة "يورو فيجن" في إسرائيل "بمثابة تبييض آخر لجرائم الاحتلال والتفاف على الشرعية الدولية وتجاوز للقانون الإنساني".

ورحب أبو سيف في بيان بموقف الفنانين والفرق الفنية والنشطاء الذين اعلنوا مقاطعتهم لمسابقة "يورو فيجن" دعما للحقوق الفلسطينية.