الحضارات الآسيوية تظهر حيوية جديدة عبر التبادلات

14 مايو 2019 / شبكة الصين / أعلن مكتب الإعلام التابع لمجلس الدولة الصيني مؤخرا أن مؤتمر الحوار بين الحضارات الآسيوية سيعقد في 15 مايو الجاري في العاصمة بكين تحت عنوان "التبادلات ومجتمع المصير المشترك بين الحضارات الآسيوية". ويعد المؤتمر حدثا دبلوماسيا مهما آخر تنظمه الصين عقب انعقاد أعمال منتدى الحزام والطريق الثاني للتعاون الدولي ومعرض بكين الدولي للبستنة.

وتعتبر آسيا مهدا هاما للحضارات العالمية، حيث تنبع منها الحضارات القديمة الثلاث في العالم، الحضارة الصينية والحضارة الهندية وحضارة بلاد الرافدين. وتكمل الحضارات الآسيوية المتنوعة بعضها البعض وترسم فصلا رائعا في تاريخ الحضارة الإنسانية. ومن حوض نهر يانغتسي والنهر الأصفر إلى حوض نهر دجلة ونهر الفرات، ومن شبه القارة الهندية إلى شبه الجزيرة الهندية الصينية، وعلى مدى آلاف السنين، لم تكن الحضارات الآسيوية مكتفية ذاتيا، ولكنها تبادلت فيما بينها ومع الحضارات الأخرى في مجالات مختلفة مثل الفكر والفن والدين والاقتصاد والعلوم والتكنولوجيا، ما يجعل الحضارات الآسيوية القديمة مفعمة بالحيوية.

وعلى مدى آلاف السنين، مر شعوب البلدان الآسيوية بمسارات تنموية مختلفة وشكلوا أساليب للحضارة تتوافق مع خصائصهم. وتعلمت الحضارات المتنوعة في آسيا من بعضها البعض، وأنشأت جسرا يربط قلوب الشعوب من أجل التنمية المشتركة لجميع البلدان، ما ساهم في إرساء أساس التواصل الودي بين مختلف الدول الآسيوية.

وأصبح الانفتاح والتسامح والتنوع والتكامل، أساسا للحضارة الإنسانية في القرن الحادي والعشرين، حيث واصلت المضامين الفكرية للتبادل بين الحضارات ثراءها، وزاد تأثيرها بشكل متواصل يوما بعد يوم، وأسفرت التبادلات بين حضارات الدول الآسيوية عن نتائج مثمرة.

وخلال السنوات الأخيرة، أجرت الدول الآسيوية تبادلات ثقافية واسعة النطاق شملت فعاليات العام الوطني والعام الثقافي والعام السياحي والمهرجانات الفنية وأسابيع التلفزيون ومعارض الكتب. كما تم تخطيط وتنفيذ عدد كبير من مشاريع وأنشطة نموذجية لعرض روائع ثقافات البلدان المتنوعة وتعزيز الاستفادة المتبادلة بين الحضارات المختلفة لتتطور معا من خلال التبادلات والتعلّم المتبادل.

ويمثل الشمول قوة دفع مهمة لتبادل الحضارات الإنسانية، حيث عقدت الدول الآسيوية مجموعة متنوعة من المنتديات في العديد من المجالات على نطاق واسع لاستكشاف طرق تحقيق التكامل بين الحضارات وبناء منصات هامة للتبادل والتفاهم المتبادل بين الحضارات المختلفة. وكانت من ضمن هذه الفعاليات والمنتديات، منتدى نيشان الدولي للحضارة والمنتدى البوذي الدولي ومنتدى الدبلوماسية العامة بين الصين وجمهورية كوريا واليابان ومنتدى شباب الصين واليابان وجمهورية كوريا ومنتدى التعاون بين الصين ودول جنوب آسيا.

ويخبرنا التاريخ أنه فقط من خلال التبادلات والتعلّم المتبادل يمكن أن تكون الحضارات مفعمة بالحيوية. ومع اقتراب مؤتمر الحوار بين الحضارات الآسيوية تدعو الصين الشخصيات في الأوساط السياسية والعلمية والفنية من مختلف الدول لمناقشة تبادل الحضارات والبحث عن الحكمة من مختلف الحضارات.

وتم تصميم شعار المؤتمر على شكل ست بتلات ملونة موزعة حسب التقسيم الجغرافي للمناطق الآسيوية لتمثل مختلف الحضارات الآسيوية ذات الخصائص المختلفة وتقدمها معا مترابطة، ما يظهر حيوية العصر للحضارات خلال التبادلات والتعلم المتبادل ويقدم الحكمة لبناء مجتمع آسيوي مشترك المصير.