الصفحة الأولى | حجم الخط    أ أ أ

تحقيق اخباري : أزمة وقود خانقة تعيشها سوريا بسبب الحصار الاقتصادي الجائر

arabic.china.org.cn / 21:18:20 2019-04-10

دمشق 10 إبريل 2019 ( شينخوا ) تشهد العاصمة السورية دمشق وبعض المحافظات السورية الأخرى منذ أكثر من أسبوع تقريبا أزمة بنزين خانقة ، والتي دفعت الحكومة السورية إلى تخفيض الكميات المخصصة للسيارات العامة والخاصة من 40 ليترا يوميا إلى 20 ليترا كل يومين ، وتعزو الحكومة السورية هذه الأزمة إلى العقوبات الأمريكية الجائرة التي فرضت عليها مؤخرا .

وشاهد مراسلو وكالة أنباء ((شينخوا)) بدمشق اليوم ( الأربعاء) مئات السيارات التي اصطفت في دور طويل يزيد عن 1كلم أحيانا ، أمام محطات الوقود للحصول على 20 ليترا ، وسط حالة من الاستياء لدى سائقي السيارات العامة ، وانتظارا لساعات طويلة أمام تلك المحطات .

وقال أحمد 42 عاما وهو سائق تاكسي أجرة لوكالة أنباء (( شينخوا)) إن " الوضع بات صعبا للغاية " ، مضيفا أنه يقضي أكثر من 4 ساعات أمام محطة الوقود للحصول على كمية قليلة لا تكفي للعمل لبعض ساعات .

وتابع أحمد يقول ، والذي انتظر في طابور طويل للسيارات " اليوم ، وبعد حصولي على 20 ليترا سأعمل نصف يوم وبعدها أعود إلى منزلي انتظر يوم أخر حتى أحصل على كمية مماثلة " ، مشيرا إلى أن عمله تراجع إلى النصف وأن دخله لم يعد يكفيه للحصول على مستلزمات الحياة الأساسية .

أما حاتم 35 عاما متزوج وعنده ثلاثة أطفال قال " أعيش أنا وعائلتي من انتاج السيارة " ، مشيرا إلى أنه عندما كان يعمل لمدة تزيد 12 ساعة على السيارة كانت وضعه عادي " ، متسائلا كيف سأعيش الأن في ظل هذه الأزمة الخانقة ؟

وقال حاتم وعلامات الاستياء بدت واضحة على ملامح وجهه " هل اشتري البنزين من السوق السوداء ، وأجعل الزبون يدفع الفرق ؟ أما أعمل نصف يوم وأجلس في بيتي باقي الوقت ؟ مؤكدا ان هذه الأزمة ستترك آثارا سلبية على حياتنا وحياة الناس .

وجاءت أزمة البنزين بعد أسابيع من وجود أزمتي الغاز المنزلي ومازوت التدفئة التي ارهقت كاهل المواطنين السوريين خلال الأشهر القليلة الماضية ، والتي تزامنت مع مرور أجواء باردة وماطرة في عموم المناطق السورية .

وأصدرت وزارة النفط والثروة المعدنية السورية يوم السبت الماضي تعميما ينص ولفترة محدودة، على تخفيض الكمية اليومية المسموح بها للسيارات الخاصة من 40 ليترا إلى 20 يوميا. وخفضت في تعميم آخر الاثنين الماضي الكمية إلى 20 ليترا، كل يومين، على أن لا تتغير الكمية المسموح استهلاكها شهريا عن 200 ليتر، وهي الكمية المدعومة من الحكومة.

وقال وزير النفط والثروة المعدنية علي غانم خلال تفقده ليل الاثنين الماضي عددا من محطات الوقود في دمشق، إن الهدف من هذه الخطوة "فسح المجال أمام أكبر عدد من المواطنين للتعبئة في اليوم الواحد"، مطمئناً في الوقت ذاته أن "المادة متوفرة".

وبدأ الازدحام أمام محطات الوقود بعد تداول معلومات عن توجه الحكومة إلى تخفيض الدعم للبنزين، ما دفع بأصحاب السيارات إلى المسارعة لتعبئة سياراتهم.

ولم يكتف الأمرعن حد الانتظار أمام محطات الوقود بل أصبحت تلك الأزمة حديث الناس في هذه الاثناء والشغل الشاغل لهم ، فهذه الأزمة بحسب رأي البعض انعكست سلبا على حياة المواطنين العاديين الذين يستقلون السيارات العامة يوميا ، إذ ارتفعت أجور النقل بنسبة تفوق الـ 30 بالمئة ، كما انعشت تلك الأزمة السوق السوداء التي تبيع المادة بسعر غال قد يصل الليتر الواحد إلى أكثر من 600 ليرة سورية .

وعبر ياسر 23 عاما وهو طالب جامعي عن استيائه من ارتفاع أجور النقل المفاجئة من قبل سائقي سيارات الأجرة العامة ، مشيرا إلى أن وضعه المادي لا يسمح له بدفع أموال إضافية لاجور النقل .

وقال ياسر الذي انتظر بعضا من الوقت كي يجد سيارة أجرة تقله من مكان سكنه في إحدى ضواحي دمشق إلى الجامعة إن " هذه الازمة انعشت السوق السوداء ، فالبعض يشتري البنزين من تلك السوق ، الأمر الذي سيدفع السائقين إلى رفع الأجرة " ، ولكن ليس على حساب المواطنين الفقراء .

كما أصبحت هذه الازمة محط سخرية من قبل غالبية الأشخاص على مواقع التواصل الاجتماعي (الفيس بوك) فبعضهم وضع صورة لمجموعة من الحمير تجر عربات ضمن ساحة ، مؤكدين انها ستكون وسيلة النقل المناسبة في الأيام القادمة .

وقال وزير النفط علي غانم ان خسائر القطاع النفطي وصلت إلى اكثر من 47 مليار دولار، فيما أشار إلى أن حاجة سوريا يوميا من النفط تتراوح ما بين 100 و136 الف برميل.

وقال غانم في حديث للتلفزيون الرسمي السوري اليوم إن "حاجة البلاد الحالية تقدر بما بين 100 إلى 136 ألف برميل يوميا من النفط الخام، ولهذا هناك حاجة للاستيراد"، مضيفا أنه "ليس بالأمر السهل وأن فاتورته كبيرة جدا تصل إلى حدود 8.8 مليون دولار أمريكي يوميا (نحو 4.4 مليار ليرة)".

وأوضح غانم أن المرحلة الماضية شهدت صعوبة في وصول التوريدات المتفق عليها، والعقود المبرمة أيضا نتيجة العقوبات التي طالت كل شيء".

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

   يمكنكم مشاركتنا بتعليقاتكم عبر فيسبوك و تويتر
تحميل تطبيق شبكة الصين

 
انقلها الى... :
China Internet Information Center E-mail: webmaster@china.org.cn Tel: 86-10-88828000
京ICP证 040089号 京公网安备110108006329号