تحليل إخباري: خبراء: تصنيف الولايات المتحدة للحرس الثوري الإيراني منظمة إرهابية أجنبية قد يزيد حدة التوتر بالشرق الأوسط

واشنطن 8 إبريل 2019 (شينخوا) قال خبراء أمريكيون إن تصنيف الولايات المتحدة للحرس الثوري الإيراني على أنه "منظمة إرهابية أجنبية" يوم الاثنين، قد يعطل الروابط الاقتصادية والدبلوماسية الأمريكية في أنحاء العالم ويزيد من حدة التوتر في منطقة الشرق الأوسط.

وقال الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، في بيان إن "هذا التصنيف سيكون المرة الأولى التي تقوم فيها الولايات المتحدة على الإطلاق بتصنيف جزء من حكومة أخرى على أنه منظمة إرهابية أجنبية"، مضيفا أن التصنيف "سيوسع بشكل كبير حجم ونطاق أقصى الضغوط لدينا على النظام الإيراني".

ووفقا لصحيفة ((وول ستريت))، فإن التصنيف يمنع الشركات والأفراد من تقديم أي نوع من الدعم المادي أو الموارد للشركات التي يسيطر عليها الحرس الثوري الإيراني، وسيخضع أولئك الذين يتعاملون معها لعقوبات مدنية أو جنائية، بما في ذلك الملاحقة القضائية.

وأشار وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف عبر موقع التدوين المصغر (تويتر) إلى الرابط المزعوم بين قرار التصنيف الأمريكي ورئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو، الذي يسعى للفوز بفترة ولاية خامسة في انتخابات 9 إبريل، لكنه يواجه معركة صعبة مع قائد الأركان الإسرائيلي الأسبق بيني غانتس وسلسلة من المزاعم حول الاحتيال والرشوة.

وقال واين وايت، نائب مدير مكتب استخبارات الشرق الأوسط السابق بوزارة الخارجية، لوكالة أنباء ((شينخوا)) في مقابلة أجريت معه، إنه من "المحتمل تماما" أن "هذه الخطوة أيضا قد تم توقيتها للإيحاء ... للناخبين الإسرائيليين أن رئيس الوزراء نتنياهو هو الزعيم الإسرائيلي الوحيد الذي يتمتع بعلاقات شخصية مع الرئيس ترامب الذي يمكنه تنفيذ مثل هذه الأمور التي تدعمها إسرائيل".

ويعتقد وايت أن إدارة ترامب "مصممة على الضغط على إيران وإيذائها قدر الإمكان، وهذا مجرد إجراء آخر من هذه الشاكلة منذ انسحبت الولايات المتحدة عن الاتفاق النووي الإيراني".

وفي حديثه عن تداعيات الخطوة الأمريكية، قال دان ماهافي، نائب الرئيس الأول ومدير السياسات في مركز دراسات الرئاسة والكونغرس لوكالة أنباء ((شينخوا))، إن الخطوة الأمريكية غير المسبوقة، والتي أدرجت بالفعل منظمة حكومية أجنبية ككيان إرهابي، "تزيد من خطر استمرار التصعيد والمواجهة مع إيران، ونحن نشهد هذا بالفعل كون الإيرانيين أعلنوا أن القوات الأمريكية كيان إرهابي أيضا".

ورد المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني على التصنيف الأمريكي بإعلانه قوات القيادة المركزية الأمريكية في غرب آسيا "جماعة إرهابية".

وذكر وايت "نظرا لأن الحرس الثوري الإيراني لديه روابط مع العديد من الأفراد والمؤسسات في الخارج (معظمها من خلال إمبراطوريته الاقتصادية المدنية)، فإن مثل هذا التصنيف الشامل يمكن أن يعطل كل شيء من الروابط الاقتصادية إلى الدبلوماسية الأمريكية إلى مجموعة واسعة من الاتصالات العالمية".

ونقلت وسائل إعلام أمريكية عن محللين قولهم إن الخطوة الأمريكية، إلى جانب انتقام محتمل من إيران وقوات متحالفة معها في دول الشرق الأوسط، سيؤدي إلى زيادة حدة المواجهة الإقليمية وتعقيد مهمة القوات والدبلوماسيين الأمريكيين في المنطقة، الذين يتعين عليهم التعامل مع حكومات قد تكون لها روابط وثيقة مع إيران وحتى مع إيران نفسها حول مجموعة من القضايا الحساسة.

كما أن الأهداف المعلنة لسياسة إدارة ترامب تجاه إيران هي أيضا موضع تساؤل.

في العام الماضي، طرح بومبيو الإستراتيجية الأمريكية الجديدة حول إيران، محددا لائحة متطلبات من 12 نقطة لإيران لتغيير سلوكياتها.

وقال مايكل أوهانلون، الزميل البارز في معهد بروكينغز، إن لديه "الكثير من الشكوك حيال السياسة الشاملة لترامب في الشرق الأوسط -- وخطاب بومبيو ذي الـ12 نقطة حول إيران العام الماضي مع أهداف غير واقعية تماما".