الصفحة الأولى | حجم الخط    أ أ أ

تحقيق إخباري: بعد عام من تحرير دوما .. مواطنون يستعيدون أعمالهم الأساسية

arabic.china.org.cn / 03:27:44 2019-04-09

دمشق 8 أبريل 2019 (شينخوا) نظرا لأن مدينة دوما الواقعة في الجهة الشرقية الشمالية من الغوطة الشرقية بريف دمشق، والتي كانت فيما مضى من الوقت المعقل الرئيسي للمسلحين، فقد اضطر أغلب الناس في تلك المدنية إلى التخلي ليس فقط عن حياتهم الطبيعية، وإنما أيضا ترك وظائفهم وأعمالهم الأساسية التي كانوا يعملون بها.

ومع انتهاء سنوات الحرب الطويلة والمدمرة في دوما في أبريل الماضي وبعد عام من عودتها إلى سيطرة الدولة السورية، بدأ الناس هناك وبشكل تدريجي يستعيدون أعمالهم ومهنهم التي كانوا يعملون بها قبل نشوب تلك الحرب التي يصفها الناس بأنها "مجنونة".

وتعيش مدينة دوما التي كانت تسمى (عاصمة الثورة)، اليوم ومع مرور الذكرى السنوية الأولى لتحريرها حالة من الهدوء والسكينة، وسط الركام والدمار والغبار الذي يتعالى كسحب كثيفة، ويسعى أهلها لاستعادة حياتهم الطبيعية بكل عزم من خلال إعادة ترميم ما يمكن ترميمه من منازل ومحال تجارية.

مراسلو وكالة أنباء ((شينخوا)) زاروا مدينة دوما، وشاهدوا التغيير الإيجابي والطاقة التي تملأ المكان الذي دمرته الحرب طيلة السنوات الماضية، حيث لم يعد الناس يتحدثون عن الحرب بل عن المستقبل.

يبدو أن ذكريات الحرب ومآسيها والاهوال التي عاشوها تركت اثرا سلبيا على حياتهم بما فيه الكفاية، والآن وبعد ان تمكن الجيش السوري مع الحلفاء من استعادة السيطرة على الغوطة كاملة، يبدو أنهم عازمون على إعادة كتابة الفصول المفقودة من حياتهم بشيء من التفاؤل والامل.

وكان محمد سريول مشغولا في ترتيب الخبز وبعض المنتجات الأخرى في مخبزه الصغير بينما كان الناس يتدافعون إلى مخبزه لشراء بعض قطع السمون الساخنة، المصنوعة من الطحين، والمعروضة بطريقة ملفتة للانتباه.

وتمكن الشاب محمد البالغ من العمر حوالي 40 عاما من إعادة فتح مخبزه بعد دخول الجيش السوري إلى دوما في أبريل من العام الماضي كما كان قبل هذا التاريخ، يعيش حالة إنسانية صعبة مع ندرة جميع المواد الأساسية في الحياة، ما أضطره للعمل بمهنة أخرى.

وقال محمد سريول لوكالة ((شينخوا)) وهو صاحب متجر للخبز "لقد فتحنا متجرنا بعد دخول الجيش السوري إلى دوما العام الماضي في أبريل عندما وصلت المواد الأساسية إلى منطقتنا مثل القمح والسكر والملح بشكل قانوني جميعها ".

وتحدث الرجل عن الأسعار المرتفعة للغاية التي طالب بها المسلحون للحصول على المواد الأساسية مثل السكر والأرز، ناهيك عن القمح اللازم للمخابز.

خلال ذلك الوقت، كان عليه تغيير مهنته حيث كان صنع الخبز والحلويات للناس أمرا مستحيلًا في ظل هذه الظروف في ذلك الوقت.

وتابع يقول محمد "قبل دخول الجيش السوري ، كنت أعمل في أشياء أخرى مثل البطاريات الكهربائية ومصابيح (ليد) وما إلى ذلك".

وأضاف محمد لوكالة انباء ((شينخوا)) أن الوضع الآن أفضل بكثير من السابق حيث لا يوجد مكان للمقارنة، قائلا "لا يوجد مكان للمقارنة لأن وضعنا كان بائسًا للغاية دون طعام أو خبز أو مشروبات، وكانت جميع ضرورات الحياة غائبة، والآن أصبح الوضع افضل بكثير حيث إن كل شيء متاح والأسعار طبيعية ، الحمد لله ".

ربما كانت الأزمة في دوما وأماكن أخرى في جميع أنحاء البلاد أكثر صرامة ، من الناحية المهنية ، على عمال البناء الذين توقفت وظائفهم في مجال البناء مع كل شيء ينهار والهم الرئيسي للشعب هو الهروب من مصائب الحرب.

وقال كاظم شحود، عامل بناء، لوكالة أنباء ((شينخوا)) إنه خلال سنوات الحرب الطويلة في دوما كان عاطلاً عن العمل بشكل أساسي لأنه لم تتم المطالبة بالبناء.

الآن، عاد إلى وظيفته وسط مطالب كبيرة من الناس الذين يعودون لإصلاح منازلهم ومبانيهم.

وقال شحود "قبل تحرير دوما، كنت عاطلاً عن العمل لا أعرف ما الذي سأفعله ولكن بعد التحرير ودخول الجيش السوري ، الحمد لله أن العمل أصبح جيدًا وكل شيء متاح الآن كأشخاص يعودون لإصلاح منازلهم مع توافر مواد البناء".

دوما التي شهدت اعتدى المعارك واشدها، اليوم تنفض عن نفسها غبار الحرب والخوف، وبدأت الحياة تعود اليها رويدا رويدا ، مع عودة المؤسسات الحكومية اليها.

 

   يمكنكم مشاركتنا بتعليقاتكم عبر فيسبوك و تويتر
تحميل تطبيق شبكة الصين

 
انقلها الى... :
China Internet Information Center E-mail: webmaster@china.org.cn Tel: 86-10-88828000
京ICP证 040089号 京公网安备110108006329号