28 مارس 2019 / شبكة الصين / افتتحت أعمال الاجتماع السنوي لمنتدى بوآو الآسيوي 2019 بمدينة بوآو التابعة لمقاطعة هاينان في 26 مارس الجاري، تحت شعار "المصير المشترك والعمل المشترك والتنمية المشتركة". وركزت مناقشاته حول مناطق التجارة الحرة على أهمية تطوير الخدمات المالية.

وبعد عامين من التطوير، أصبحت بلدة آسيا والمحيط الهادئ المالية بمدينة سانيا، منطقة تجريبية رائدة في مجال المال بمقاطعة هاينان، حيث أجريت تجارب ابتكارية عديدة.

وكان الرئيس الصيني شي جين بينغ قد أكد خلال خطابه بمناسبة الاحتفال بالذكرى الثلاثين لتأسيس مقاطعة هاينان ومنطقة هاينان الاقتصادية الخاصة، على ضرورة التركيز على الابتكار خلال بناء مناطق التجارة الحرة في هاينان، وطرح صلاحيات أكبر للإصلاح ودعم الإصلاحات في هاينان بصورة جريئة.

وحول الابتكار المؤسسي في مجال الصناديق المالية، أكد عمدة بلدة آسيا والمحيط الهادئ المالية الدكتور تشانغ يان، أن الصناديق كجزء من الابتكار المالي، تتطلب مستوى عاليا من الإدارة والتشغيل والرقابة، فقد توقفت العديد من المقاطعات والمدن في جميع أنحاء البلاد عن تسجيل الصناديق المالية. مضيفا أنه من أجل تشكيل مركز استثماري إقليمي ودولي وتعزيز بناء منطقة رائدة للتجارة الحرة، لم تتوقف مقاطعة هاينان ومدينة سانيا عن التسجيل التجاري للصناديق، وأجرت عددا من الابتكارات المؤسسية من حيث عمليات الخدمة والسياسات التفضيلية.

وبخصوص عمليات الخدمة، تسعى البلدة لتوفير خدمات ملائمة وسريعة وفعالة للتسجيل المسبق والتسجيل الصناعي والتجاري وفتح الحساب المصرفي والتسجيل الضريبي للمؤسسات العاملة فيها، اعتمادا على دعم العديد من الهيئات الرقابية على مستوى المقاطعة والمدينة.

وتعمل البلدة على تنصيف الشركات إلى فئتين "صناديق الأسهم الخاصة" و"صناديق السندات الخاصة"، إلى جانب وضع معيار لأسماء الشركات وفقا لتنصيفها. وقد بلغ عدد الشركات التي تعمل في البلدة 106 شركات حتى الآن.

أما فيما يتعلق بالسياسات التفضيلية، فيتم منح سلسلة من السياسات التفضيلية من جوانب الضرائب والمواهب والإسكان للشركات العاملة في البلدة وفقا لـ"اللائحة التنفيذية المؤقتة بشأن السياسات التفضيلية لدعم بلدات الصناديق" الصادرة عن مدينة سانيا.

وتركز المنطقة التجريبية للتجارة الحرة في هاينان اهتمامها على مجالات رئيسية منها صناعة البذور والرعاية الطبية والتعليم والرياضة والاتصالات والإنترنت والثقافة والصيانة والتمويل والشحن. وتعمل على تعميق الانفتاح في مجال الزراعة الحديثة وصناعات التكنولوجيا المتطوّرة والخدمات الحديثة.

وحدد منتدى بوآو الآسيوي "التعاون المفتوح والمبتكر والمتعدد الأطراف" ككلمة مفتاحية لهذا العام. وفي هذا الصدد، قال الدكتور تشانغ يان إن استراتيجية ميناء هاينان للتجارة الحرة لا يمكن فصلها عن تطوير التجارة الحرة، كما لا تتجسد التجارة الحرة في التبادل الحر لتجارة السلع فقط، ولكن أيضا في الانفتاح الكامل لتدفقات رأس المال وتحويل العملات.

ويذكر أن بلدة آسيا والمحيط الهادئ المالية، أصبحت من أوائل المنفذين لنظام حسابات التجارة الحرة بمقاطعة هاينان منذ إطلاق النظام في الأول من يناير 2019، ونجحت في مساعدة 19 شركة على فتح حساب التجارة الحرة، الأمر الذي أسهم في توجه الشركات الصينية نحو الأسواق الخارجية وكذلك جذب الاستثمار الأجنبي إلى الصين.

ومع نضوج الاستثمار العالمي، وتزايد الترابط بين الأسواق المالية المحلية والدولية، تبذل البلدة جهودا متواصلة لاستكشاف سبل فتح قنوات الاستثمار ثنائية الاتجاه عبر الحدود في الداخل والخارج لمساعدة رأس المال المحلي على الخروج وجذب الاستثمارات الخارجية إلى الصين.

وكمنطقة تجمّع للصناديق المالية في هاينان، تعمل بلدة آسيا والمحيط الهادئ المالية بنشاط على تعزيز الدورة المثالية من الاستثمار إلى النمو الصناعي وبناء بيئة صناعية ومالية مستدامة في هاينان، من خلال خدمات جذب الاستثمار وجمع المشاريع ذات الجودة العالية، وربط المستثمر برواد الأعمال. وكانت البلدة قد أطلقت كذلك موقعا رسميا على شبكة الإنترنت كمنصة لتعزيز مشاريع طريق الحرير البحري، سعيا لتصبح رائدة للتعاون في مجال الاستثمار والتمويل في ميناء التجارة الحرة.

وحول آفاق التنمية المستقبلية لمنطقة التجارة الحرة في هاينان، أعرب الدكتور تشانغ يان عن ثقته الكاملة في نجاحها، وقال إن "بناء منطقة التجارة الحرة في هاينان إجراء مهم لتعزيز انفتاح الصين في العصر الجديد، ويوفر فرصا غير مسبوقة لتنمية بلدة آسيا والمحيط الهادئ المالية". مؤكدا على أن الصناعة المالية ليست فقط صناعة الخدمات للاقتصاد الحقيقي، بل هي أيضا الركن الأساسي لصناعة الخدمات، فالصناعة المالية متمثّلة في صناعة الصناديق بحاجة ماسة للتطوير، لذلك يجب على البلدة اغتنام الفرصة الحالية لبناء قاعدة رائدة للابتكارات المالية في هاينان والإسهام في بناء منطقة التجارة الحرة والانفتاح المالي الصيني. وذلك من خلال الابتكارات المؤسسية الموجّهة نحو المستقبل والانفتاح والتكامل مع الأسواق العالمية والاستثمارات في المشروعات ذات الجودة الممتازة.