الصفحة الأولى | حجم الخط    أ أ أ

تحليل إخباري: محللون لبنانيون يستبعدون أن تنال التحذيرات والتهديدات الأمريكية ضد "حزب الله" من الاستقرار في لبنان

arabic.china.org.cn / 01:47:40 2019-03-24

بيروت 23 مارس 2019 (شينخوا) استبعد محللون لبنانيون أن يكون للتحذيرات والتهديدات التي أطلقها وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو من بيروت يوم أمس الجمعة ضد "حزب الله" اي تداعيات تنال من معادلة الاستقرار السياسي والحكومي والأمني القائم في لبنان.

وقال الكاتب والمحلل الدبلوماسي جورج علم لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن العناوين التي طرحها "حادة وتخلو من الدبلوماسية وتحرض اللبنانيين على مواجهة حزب الله بما يقود إلى حرب أهلية مدمرة في بلد قائم على مجتمع متعدد يضم 18 طائفة".

وأشار إلى أن الموقف الذي تبلغه الوزير الأمريكي من المراجع اللبنانية التي التقاها كان موحدا تجاه تأكيد الحرص على الاستقرار في لبنان وعلى الوحدة الوطنية، وذلك على خلفية الحاجة والضرورة لتلافي مخاطر أي حراك يسقط الاستقرار الذي يشكل بدوره مصلحة أمريكية.

واستبعد علم أن تهدد المواقف الأمريكية الاستقرار في لبنان، قائلا إن رئيس الوزراء سعد الحريري الذي يعتبر صديقا لمحور اقليمي حليف لأمريكا يريد البقاء على رأس الحكومة مما يستدعي انفتاحه على "حزب الله"، على حد تعبيره.

ولفت إلى أن استقالة الحريري أو اقالة الحكومة باستقالة أكثر من ثلث الوزراء قد تؤدي إلى تشكيل حكومة اكثرية برئاسة شخصية من الطائفة السنية تحمل توجها مؤيدا لدفع لبنان نحو المحور الروسي السوري الايراني، على حد قوله.

وأكد أن أمريكا وحلفائها يحرصون على دعم الحريري وبقائه في رئاسة الوزراء، في حين ان حلفاء الولايات المتحدة من السياسيين اللبنانيين يبدون في حالة ضعف لاتمكنهم من أي حراك يهز الاستقرار الداخلي.

وشدد على أن الاستقرار في لبنان مازال يتمتع بغطاء دولي وخصوصا من روسيا وفرنسا وبريطانيا، لافتا إلى أن أي تفجير للساحة اللبنانية لن يقتصر على لبنان وسيؤدي إلى مضاعفات خطرة غربيا وعربيا.

ولاحظ علم أنه يمكن للولايات المتحدة ان تفرض حزمة عقوبات جديدة ضد "حزب الله" قد تطاول بانعكاساتها السلبية كل اللبنانيين لكنها لن تطاول القطاع المصرفي اللبناني باعتباره ضرورة اقليمية ودولية.

وأضاف انه من الممكن أيضا أن تذهب الولايات المتحدة في اطار تهديداتها للبنان إلى حد توسيع لائحتها للعقوبات التي كانت أعلنتها ضد قادة ومسؤولين في "حزب الله" لتشمل شخصيات سياسية من حلفاء أو أصدقاء الحزب.

ورأى أن التهديدات التي أطلقها بومبيو في بيروت تأتي تحت عنوان الاستنفار الامريكي لاقامة "ناتو" عربي اسرائيلي ضد ايران لصرف الانظار عن تصفية القضية الفلسطينية في اطار صفقة القرن أو صفقة العصر تمهيدا للشروع في هذه الصفقة بعد الانتخابات الاسرائيلية.

وأضاف علم أن "موقف الرئيس الأمريكي الاعتراف بما يصفه السيادة الاسرائيلية على هضبة الجولان السورية المحتلة هو جزء من صفقة القرن التي ستؤدي إلى توطين نصف مليون لاجيء فلسطيني يستضيفهم لبنان حاليا بما يتعارض مع القرار 194 وحق عودة اللاجئين".

من جهته، اعتبر الصحفي والكاتب الدبلوماسي خليل فليحان في حديث لـ(شينخوا) أن "العناوين التي طرحها بومبيو في الجزء المتعلق بحزب الله جاءت متطرفة وحادة اللهجة وبلغة غير سياسة وغير دبلوماسية عكست عقله العسكري".

ورأى أن المواقف التي أعلنها بومبيو في بيانه المكتوب في المؤتمر الصحفي مع نظيره اللبناني جبران باسيل والذي استغرقت تلاوته اقل من 10 دقائق جاءت "تهديدية وتحذيرية" وتكرر ذكر فيها "حزب الله" أكثر من 20 مرة.

وأشار إلى أن "مواقف الوزير الأمريكي لا تهدد الاستقرار لأن اللبنانيين متفقين على عدم التقاتل".

وقال إن بومبيو "صب غضبه على حزب الله وايران"، مشيرا إلى أن الجواب الوحيد الذي كان يجب ان يقدمه المسؤولون اللبنانيون إلى الوزير الأمريكي هو أن "مشكلتك مع ايران ولا تحمل لبنان انعكاسات تصفية حساباتك معها".

ونوه فليحان بالموقف اللبناني الموحد الذي سمعه الوزير الأمريكي من المسؤولين اللبنانيين، لافتا إلى أن "الحريري أبلغ بومبيو التزامه بالنأي بالنفس فيما خص ايران فضلا عن التزامه بالبيان الوزاري لحكومته التي لم يكن من الممكن ان تتشكل بدون حزب الله لأسباب ديمقراطية تتعلق بتمثيله النيابي والشعبي اضافة إلى ضرورات التمثيل الطائفي".

من جانبه، عبر الدكتورغسان العزي الباحث في القضايا الدولية واستاذ العلوم السياسية في الجامعة اللبنانية لـ(شينخوا) عن اعتقاده بأن تهديدات الوزير الأمريكي "لا تهدد الاستقرار في لبنان الذي مازال مصلحة أمريكية وروسية وأوروبية".

وقال إن "الأمريكيين يشتغلون على معادلة صعبة هي تهديد لبنان مع عدم المس باستقراره".

واعتبر أن "الأمن في لبنان مصلحة دولية كما أنه مصلحة اسرائيلية أيضا ذلك ان حزب الله مايزال يلتزم بما تقرره الحكومة اللبنانية على صعيد الالتزام بالقرار 1701 الذي الذي وفر قدرا كبيرا من الهدوء على الحدود اللبنانية الاسرائيلية".

واعتبر ان ممارسة الولايات المتحدة تصعيدا في الضغوط الاقتصادية على لبنان في اطار محاصرة "حزب الله" ماليا هو أمر ممكن.

ورأى أن "النفوذ الأمريكي في لبنان أصبح أضعف مما كان عليه بسبب انحياز امريكا المفرط لاسرائيل، ذلك ان الخطاب الأمريكي البعيد عن الدبلوماسية والذي يفتقر إلى الحنكة بات غير مقبول حتى لدى الاصدقاء الأوروبيين" .

ولاحظ أن موقف رؤساء المؤسسات الدستورية اللبنانية في محادثاتهم مع الوزير الأمريكي "كان موحدا أكثر مما هو عليه عادة من انقسام" وأعاد ذلك الى أن "لبنان على وشك ان يفتح ورشة الاصلاح الاقتصادي ومكافحة الفساد واعادة اعمار بناه التحتية".

وأكد أنه "لا مصلحة لأي طرف لبناني بتهديد الوحدة الوطنية كما أن لا أحد في لبنان سيسير مع الأمريكيين بالطريقة التي يطلبونها بشكل بعيد جدا عن الدبلوماسية بشكلها المألوف".

وأضاف "لا أحد يتوقع من اللبنانيين ان يسيروا في معركة ضد حزب الله في الوقت الذي تعطي فيه أمريكا السيادة لاسرائيل على الجولان السوري خلافا لكل القوانين والمواثيق الدولية".

ولفت إلى أن "المواقف الأمريكية لا تعطي لخصوم حزب الله السياسيين في لبنان أي قوة أو دعم بتقديم الولايات المتحدة كل التنازلات والدعم لاسرائيل مما ينزع مصداقيتها ويعزز المصداقية الروسية والأوروبية".

واعتبر ان "لا فرق بين صفقة القرن والرئاسة الأمريكية ورئاسة الوزراء الاسرائيلية وأن جولة بومبيو الأخيرة لدعم مشروع "ناتو" عربي"، معتبرا أنه "اذا استحدث فسيكون مصيره مثل مصير معاهدة الدفاع العربي المشترك الموقعة في العام 1950 والتي بقيت حبرا على ورق".

وأشار العزي إلى أن "حلف الناتو الاساسي يتفكك ويضعف ويتقلص نفوذه وتسوده الخلافات والتباينات التي كانت بدأت بوضوح مع الغزو الأمريكي للعراق والتي تواصلت بعده وتجلت أخيرا مع الخلاف الأمريكي التركي".

وكان رئيس الدبلوماسية الامريكية قد أطلق من بيروت موقفا تصعيديا حاد النبرة ضد "حزب الله" وايران موجها رسالة تحذيرية مفادها ان "لبنان يواجه وشعبه خيار اما المضي قدماً كشعب أبي أو السماح لطموحات إيران و"حزب الله" السيئة بأن تسيطر وتهيمن عليه"، على حد تعبيره.

ووصف "حزب الله" بأنه "حزب ارهابي يعمل على تقويض الدولة اللبنانية ويسرق ثروات الشعب"، داعيا اللبنانيين إلى "التحلي بالشجاعة للوقوف بوجه اجرام حزب الله وتهديداته".

وفي ما يشبه التحريض الذي يحتمل التحذير، قال إن "شبكات إيران الاجرامية العالمية بتهريب المخدرات ومحاولات تبييض الأموال تضع لبنان تحت مجهر القانون الدولي وعقوباته".

وفي المقابل، أكد المسؤولون اللبنانيون للوزير الأمريكي على لبنانية "حزب الله" وأنه حزب غير إرهابي ممثل في البرلمان والحكومة ومنبثق من قاعدة شعبية لطائفة رئيسة هي الطائفة الشيعية.

كما شدد المسؤولون اللبنانيون على اولوية وأهمية الحفاظ على الوحدة الوطنية والسلم الأهلي والاستقرار الداخلي.


   يمكنكم مشاركتنا بتعليقاتكم عبر فيسبوك و تويتر
تحميل تطبيق شبكة الصين

 
انقلها الى... :
China Internet Information Center E-mail: webmaster@china.org.cn Tel: 86-10-88828000
京ICP证 040089号 京公网安备110108006329号