الصفحة الأولى | حجم الخط    أ أ أ

تحليل إخباري: زيارة وفدي روسيا وأمريكا للسودان .. توافق فى الرؤى أم صراع للنفوذ ؟

arabic.china.org.cn / 22:07:51 2019-03-23

الخرطوم 23 مارس 2019 (شينخوا) أثار تزامن زيارتي رئيس كتلة الحريات بالكونجرس الأمريكي غوس بيليراكس ونائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف مبعوث الرئيس الروسي للشرق الأوسط وأفريقيا إلى الخرطوم الأسبوع الماضي جملة من الأسئلة حول الهدف من الزيارتين وهل هما للتعبير عن توافق روسي أمريكي أم انتقال صراع النفوذ إلى الأراضي السودانية.

وقال البروفسور حسن الساعوري أستاذ العلوم السياسية بجامعة النيلين بالسودان ورئيس الجمعية السودانية للعلوم السياسية ، فى تصريح لوكالة أنباء (شينخوا) اليوم (السبت) إن السودان يتحرك بشكل جدي الان باتجاه روسيا بعد أن بدأ يفقد الأمل فى موقف أمريكا تجاهه.

وأضاف أن " استراتيجية أمريكا تجاه السودان مبنية على أن يكون السودان ضعيفا ومضطربا أو خاضعا للسيطرة الأمريكية".

وأشار إلى أن " أمريكا وصلت إلى قناعة بأن السودان لن يكون خاضعا لها، وبإمكانياته المادية والبشرية وموقعه المميز يمكن أن يصبح قوة فى شمال وشرق ووسط إفريقيا ، لذلك أمريكا لن تسمح باستقرار السودان وأصبحت لها أجندة متحركة فى الحوار مع السودان".

وأوضح الساعوري أن لروسيا مصالح حقيقية فى السودان، منذ أمد بعيد ، حيث أنه في عام 1962 بدأ الروس في التصنيع الزراعي من خلال مصانع تعليب البلح فى بلدة كريمة بشمال السودان والبصل فى بلدة أروما بولاية كسلا والفاكهة فى مدينة واو و الألبان فى بابنوسة جنوب كردفان ".

ولم يبد الساعوري أي شكل من أشكال التفاؤل بشأن نجاح الحوار بين السودان وأمريكا للوصول إلى نتائج ملموسة وفى مقدمتها رفع اسم السودان من القائمة الأمريكية للدول الراعية للإرهاب.

ومن جانبه قال الخبير الاقتصادي السوداني وأستاذ الاقتصاد بجامعة أفريقيا العالمية دكتور محمد الناير لوكالة أنباء (شينخوا) اليوم " لروسيا وجود قوى فى السودان من خلال الاستثمار فى مجال التعدين".

وأضاف أنه " من مصلحة روسيا أن تتوجه نحو أفريقيا وذلك من بوابة السودان، والقمة الروسية الأفريقية التي دعت لها روسيا فى أكتوبر المقبل تمثل بداية لهذا التوجه".

وفيما يتعلق بشأن العلاقة المتأرجحة بين السودان والولايات المتحدة الأمريكية ، قال الناير " بالنسبة لأمريكا فإن واقع الحال لم يختلف ، ورغم رفع الحظر الأمريكي عن السودان لا توجد أي علاقات اقتصادية".

وتابع " السودان لم يستفد من رفع الحظر الأمريكي ولم تستطع البنوك السودانية التعامل مع البنوك العالمية بحجة أن السودان ضمن القائمة الأمريكية للدول الراعية للإرهاب".

ومضى قائلا "رفع الحظر يعتبر حتى الان إجراء نظري وحجم التبادل التجاري بين السودان وأمريكا ضعيف جدا ولم يتجاوز 30 مليون دولار".

وأضاف أن العلاقات بين السودان وروسيا فى السنوات الأخيرة شهدت تطورا ملحوظا من خلال ما تم توقيعه من اتفاقيات اقتصادية وعسكرية .

أما بشأن العلاقات السودانية الأمريكية، قال إن البلدين ينتظران جولة جديدة من الحوار حول مسارات محددة لتطبيع العلاقات الثنائية وإزالة اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب.

يذكر أنه خلال العامين الماضيين تحسنت العلاقات نسبيا بين الخرطوم وواشنطن ولاسيما بعد أن قامت الإدارة الأمريكية فى 6 أكتوبر 2017 بإلغاء العقوبات الاقتصادية المفروضة على السودان وحكومته.

وفرضت الولايات المتحدة الأمريكية عقوبات اقتصادية صارمة على السودان، فى العام 1997 شملت قائمة طويلة من الصادرات والواردات وقيدت التحويلات المالية منه وإليه.

وأدرجت واشنطن السودان على قائمة الدول الراعية للإرهاب العام 1993، وفرضت عليه عقوبات اقتصادية تشمل حظر التعامل التجاري والمالي منذ العام 1997.



   يمكنكم مشاركتنا بتعليقاتكم عبر فيسبوك و تويتر
تحميل تطبيق شبكة الصين

 
انقلها الى... :
China Internet Information Center E-mail: webmaster@china.org.cn Tel: 86-10-88828000
京ICP证 040089号 京公网安备110108006329号