الصفحة الأولى | حجم الخط    أ أ أ

مقالة خاصة: توقف المحادثات بشأن إقامة منطقة آمنة في سوريا وسط تذبذب في السياسة الأمريكية

arabic.china.org.cn / 17:47:45 2019-03-22

أنقرة 21 مارس (شينخوا) فشلت المحادثات بين تركيا والولايات المتحدة حتى الآن في التوصل إلى اتفاق لإنشاء منطقة آمنة في شمال شرق سوريا لتخفيف الشواغل الأمنية لأنقرة، وسط ارتباك بشأن الانسحاب الأمريكي من سوريا.

وذكرت صحيفة ((وول ستريت جورنال)) الأمريكية في وقت سابق أن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تواصل تراجعها عن الخروج المخطط له من سوريا، وتدرس حاليا ترك حوالي 1000 جندي في البلاد، وهي خطوة من شأنها أن تتسبب مجددا في توجس بين حلفاء واشنطن.

وصرح دبلوماسي تركي لوكالة أنباء ((شينخوا)) -شريطة عدم الكشف عن هويته- "إننا نتفهم وجود بعض الاختلافات في وجهات النظر في المراحل المختلفة للإدارة الأمريكية فيما يتعلق بالانسحاب، ولكن بالنسبة لنا، فان إعلان ترامب ساري المفعول."

وقال إن المناقشات لا تزال جارية إزاء منطقة آمنة مقترحة، دون تقديم مزيد من التفاصيل حول موعد وإمكانية التوصل إلى اتفاق.

ومنذ إعلان ترامب لأول مرة في ديسمبر عن "انسحاب كامل" لنحو 2000 جندي أمريكي في سوريا، كان هناك تراجع خطير نتيجة للجدل الداخلي في واشنطن.

وبدأت تركيا وحلفاؤها في حلف الناتو والشركاء الأوروبيون، إجراء محادثات لإقامة منطقة آمنة في شمال شرق سوريا، كان قد اقترحها ترامب في حالة الخروج الأمريكي من سوريا لتخفيف قلق أنقرة المتزايد بشأن وجود ميليشيا كردية محلية هناك.

واعتمدت القوات الأمريكية منذ فترة طويلة على وحدات حماية الشعب السوري، التي تعتبرها تركيا فرعا لحزب العمال الكردستاني المحظور من قبل أنقرة والمدرج لديها كجماعة إرهابية. وكان المقاتلون الأكراد حلفاء رئيسيين للقوات الأمريكية في قتال تنظيم (الدولة الإسلامية) في سوريا.

وتصر تركيا على أن المنطقة العازلة المقترحة ينبغي أن تخضع لسيطرتها، وهو شرط مسبق لن تقوم أنقرة بموجبه بشن عملية جديدة عبر الحدود ضد المقاتلين الأكراد.

ويعتقد بعض الخبراء أنه من غير المرجح أن تسيطر تركيا على هذه المنطقة العازلة بسبب تعقيد الصراع على السلطة في سوريا.

وأوضح كريم هاس، الخبير في العلاقات التركية-الروسية، الذي يعمل من موسكو، أنه يبدو من غير المحتمل أن تقنع أنقرة موسكو وواشنطن بإقامة منطقة عازلة تحت سيطرتها، نظرا لعدائها المستمر تجاه الحكومة السورية والأكراد.

وأكد أيضا أن الولايات المتحدة كانت قلقة من أن انسحابها المتوقع من سوريا سيشعل صراعا عسكريا بين القوات التركية ومقاتلي وحدات حماية الشعب.

وفي مقابلة أجريت مؤخرا مع وكالة أنباء ((الأناضول)) التي تديرها الدولة، أكد وزير الدفاع التركي خلوصي أكار مجددا موقف تركيا المتشدد فيما يتعلق بإنشاء منطقة آمنة داخل سوريا.

وقال "هذا السؤال له اجابة قصيرة للغاية. من سيكون هناك؟ القوات المسلحة التركية. هذا مؤكد."

وأوضح أكار أن هذه المنطقة سوف تمتد على طول 440 كم من شرق نهر الفرات حتى الحدود العراقية على عمق من 30 إلى 40 كيلومترا داخل سوريا.

وتواجه واشنطن حاليا المهمة الصعبة المتمثلة في تخفيف الشواغل الأمنية لحليفتها تركيا مع ضمان ألا تمهد الأحداث في شمال سوريا الطريق لعودة (الدولة الإسلامية) أو عدم الاستقرار الإقليمي الأوسع.

كما يعتقد خبراء أنه إذا تم التوصل إلى اتفاق بشأن إنشاء منطقة آمنة، فإن ذلك سيتيح لأنقرة وواشنطن فرصة فريدة للعمل معا بعد عامين من التوترات الثنائية الناجمة عن الخلافات حول الحرب السورية.

وقال سركان دميرتاش، الصحفي التركي والمحلل السياسي: إنه "على خلفية قلقها من تدخل تركي محتمل ضد وحدات حماية الشعب في شمال سوريا، تبذل الولايات المتحدة جهودا لإطالة أمد المحادثات مع تركيا حول قضية المنطقة الآمنة."

ولكن إذا استمر الجمود الذي يعتري المفوضات التركية-الأمريكية، فإن ذلك قد ينتج عنه تهديدات تركية أحادية جديدة بشن هجمات عبر الحدود ضد قوات حماية الشعب.

 

   يمكنكم مشاركتنا بتعليقاتكم عبر فيسبوك و تويتر
تحميل تطبيق شبكة الصين

 
انقلها الى... :
China Internet Information Center E-mail: webmaster@china.org.cn Tel: 86-10-88828000
京ICP证 040089号 京公网安备110108006329号