تقرير إخباري: حداد في الضفة الغربية بعد مقتل ثلاثة فلسطينيين برصاص الجيش الإسرائيلي

رام الله 20 مارس 2019 (شينخوا) عم الحداد الضفة الغربية اليوم (الأربعاء)، بعد مقتل ثلاثة فلسطينيين برصاص الجيش الإسرائيلي في كل من نابلس وسلفيت، وسط دعوات للتصعيد الشعبي.

وأعلنت القوى الوطنية الحداد على أرواح القتلى الثلاثة، ودعت إلى اعتبار بعد غد الجمعة "يوما للتصعيد الميداني الشامل على نقاط الاحتكاك" مع الجيش الإسرائيلي.

من جهته أعلن مجلس اتحاد نقابات أساتذة وموظفي الجامعات الفلسطينية، عن تعليق الدوام بكافة الجامعات اليوم حدادا على أرواح القتلى الثلاثة واستنكاراً للممارسات الإسرائيلية.

وعم الإضراب الشامل محافظتي نابلس وسلفيت حدادا على أرواح القتلى الثلاثة.

وشمل الإضراب مناحي الحياة التجارية وأُغلقت الجامعات وبعض المدارس أبوابها وكذلك المصارف.

ونعت لجنة التنسيق الفصائلي في نابلس القتلى الثلاثة، متهمة الجيش الإسرائيلي بارتكاب "مجزرة وحشية جبانة في جنح الظلام، وهي جريمة جديدة تؤكد أن هذا الاحتلال المجرم يجب مجابهته ومقاومته ويجب أن يدفع ثمن جرائمه".

وكانت مصادر فلسطينية رسمية أعلنت الليلة الماضية عن مقتل فلسطينيين اثنين برصاص الجيش الإسرائيلي في نابلس.

وقال المتحدث باسم هيئة الشؤون المدنية الفلسطينية وليد وهدان لوكالة أنباء (شينخوا)، إن القتيلين هما رائد هاشم حمدان (20 عاما)، وزيد عماد نوري (21 عاما).

وذكرت مصادر أمنية فلسطينية لـ(شينخوا)، أن قوات الجيش أطلقت النار باتجاه مركبة لدى "اقتحامها" المدينة لتأمين دخول مستوطنين إسرائيليين إلى (قبر يوسف) شرق نابلس.

من جهته قال الناطق باسم الجيش الإسرائيلي افيخاي ادرعي على (تويتر) إن قوات للجيش تعرضت لإلقاء عبوات ناسفة من داخل سيارة خلال قيامها بتأمين دخول مصلين يهود إلى (قبر يوسف) في نابلس، حيث ردت القوات بإطلاق نار نحو السيارة وقتلت إثنين كانا بداخلها دون إصابات في صفوف القوات.

وقبل ذلك بساعات، أعلنت مصادر فلسطينية عن مقتل الشاب عمر أبو ليلى برصاص الجيش الإسرائيلي بعد محاصرته داخل منزل في قرية عبوين شمال رام الله.

وطاردت إسرائيل أبو ليلى بتهمة تنفيذ عملية إطلاق نار قرب مستوطنة "أرئيل" المقامة على أراضي سلفيت قبل يومين وقتل وأصيب فيها جنود إسرائيليون ومستوطنون.

وردا على الحادثتين، طالبت حكومة تسيير الأعمال الفلسطينية بتوفير حماية دولية للشعب الفلسطيني "في ظل ما يتعرض له من ملاحقة ومساس بوجوده على أرض آبائه وأجداده والاستيلاء على ممتلكاته".

واعتبر المتحدث باسم الحكومة يوسف المحمود في بيان صحفي أن "سلطات الاحتلال تعمد من خلال بطشها للدفع بالأوضاع الى التوتر الدائم".

كما نعى المجلس الوطني الفلسطيني القتلى الثلاثة، مطالبا الأمم المتحدة بـ"اتخاذ الإجراءات العملية والفورية لتنفيذ قرار جمعيتها العامة الذي اتخذته في يونيو الماضي الخاص بحماية الفلسطينيين من عدوان وجرائم الاحتلال الإسرائيلي".

وأكد المجلس الوطني في بيان له، على "الحاجة الملحة لتحرك برلماني دولي عاجل لتحميل دولة الاحتلال المسؤولية كاملة عن كل تلك الجرائم، استناداً لاتفاقية جنيف الرابعة لعام 1949".

وحث الاتحادات البرلمانية الإقليمية والدولية وفي مقدمتها الاتحاد البرلماني الدولي على "إدانة جرائم إسرائيل واتخاذ قرارات تحمي الشعب الفلسطيني من انتهاكات وجرائم الاحتلال ومستوطنيه المخالفة للقانون الدولي ولقرارات الشرعية الدولية".

كما نعت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) القتلى الثلاثة، مؤكدة على "الحق الفلسطيني على هذه الأرض وإصرار شعبنا على مقاومة الاحتلال حتى آخر قطرة دم فيه".

ونددت حركة الجهاد الإسلامي بقتل الشبان الثلاثة في الضفة الغربية، مؤكدة أن الشعب الفلسطيني "يمتلك القدرة على المواجهة رغم كل المؤامرات التي تحاك ضده".

أما الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين فأكدت أن دماء القتلى "لم ولن تذهب هدراً، وستزيد الشعب الفلسطيني إصراراً على مواصلة المقاومة حتى تحقيق أهدافه".

ميدانيا، قال نادي الأسير الفلسطيني (منظمة غير حكومية)، إن الجيش الإسرائيلي اعتقل فجر اليوم 11 فلسطينيا خلال حملات مداهمة في الضفة الغربية.

وذكر نادي الأسير في بيان أن حملات الاعتقال جرت في قرية عبوين شمال رام الله وسلفيت وأريحا وطوباس وبيت لحم وتضمنت اقتحام منازل سكنية وتفتيشها.

وأعلنت مصادر أمنية فلسطينية، أن شابا فلسطينيا أصيب بالرصاص الحي فيما تم اعتقال آخر في مواجهات مع الجيش الإسرائيلي في قرية بيت سيرا غرب رام الله.

كما أعلنت المصادر عن إصابة عدد من الطلبة بالاختناق خلال مواجهات مع الجيش الإسرائيلي على مدخل كلية العروب شمال الخليل.

كذلك أصيب عشرات الطلبة بحالات اختناق جراء استنشاقهم لغاز مسيل للدموع أطلقته قوات إسرائيلية بغزارة صوب مدرسة محلية في جنوب نابلس بحسب المصادر ذاتها.

وبدأ صباح اليوم سريان فرض الجيش الإسرائيلي طوقا أمنيا شاملا على الضفة الغربية وقطاع غزة على أن يستمر حتى مساء يوم السبت المقبل بمناسبة (عيد المساخر/البوريم) العبري.

وذكر الجيش أنه خلال فترة الطوق سيتم السماح لعبور الحالات الإنسانية والطبية والاستثنائية من الفلسطينيين وفقا لموافقة الإدارة المدنية الإسرائيلية.