arabic.china.org.cn | 19. 03. 2019

تقرير إخباري: دمشق تؤكد أنها ستستعيد كامل أراضيها بعد اجتماع عسكري ثلاثي ضم طهران وبغداد

دمشق 18 مارس 2019 (شينخوا) أكدت دمشق اليوم (الإثنين) أنها ستسعيد السيطرة على كامل أراضي البلاد بالمصالحات أو بالقوة العسكرية "عاجلا أم آجلا"، وذلك بعد اجتماع عسكري ثلاثي ضم طهران وبغداد.

وعقد وزير الدفاع السوري علي عبد الله أيوب، اليوم في مبنى وزارة الدفاع السورية في دمشق مباحثات رسمية مع وفدين عسكريين رفيعي المستوى برئاسة رئيسي الأركان الإيراني محمد باقري، والعراقي عثمان الغانمي.

وتناولت المباحثات تقييما شاملا للإنجازات الاستراتيجية في مجال مكافحة الإرهاب خلال المرحلة السابقة، ومجمل العلاقات بين جيوش الدول الثلاث، بحسب الإعلام الرسمي السوري.

اجتماعات مهمة

ووصف وزير الدفاع السوري اجتماعات اليوم بأنها "نوعية وناجحة".

وقال أيوب إن "هذه الاجتماعات كانت مهمة للجميع، وهي ناجحة بامتياز وعلى شتى الصعد والمستويات".

وتابع أن "ما تمخض عنها (الاجتماعات) سيساعدنا بالاستمرار في مواجهة التحديات والأخطار والتهديدات التي أفرزها انتشار الإرهاب وتمدده في هذه المنطقة الحيوية من العالم".

وناقشت اجتماعات اليوم "السبل التي يجب اتخاذها" لإعادة الأراضي، التي بها "وجود عسكري بصور غير شرعية" إلى السيادة السورية، بحسب رئيس أركان الجيش الإيراني.

وقال باقري إنه "تم التأكيد في الاجتماع على سيادة الدول الثلاث على أراضيها ورفض أي وجود عسكري بصورة غير شرعية وتحت أي ذرائع لتبرير هذا الوجود في منطقة الجزيرة السورية أو إدلب أو التنف"، مشيرا إلى "أن القرار النهائي يعود للدولة السورية".

وتمتلك الولايات المتحدة قاعدة عسكرية في التنف قرب الحدود بين سوريا والعراق، وهي تدعم قوات سوريا الديمقراطية التي تسيطر على مساحات واسعة من الأراضي في شمال وشرق سوريا.

فيما تنتشر قوات تركية في الشمال السوري.

وطالبت دمشق مرارا وتكرارا بخروج القوات الأجنبية، لاسيما الأمريكية والتركية من أراضيها، إذ تعتبرها وجودها "غير شرعي"

"السيطرة على كل شبر"

وفي مواجهة الوجود العسكري الأجنبي، أكد وزير الدفاع السوري اليوم أن دمشق "ستستعيد السيطرة على كل شبر من الأرض السورية".

وقال أيوب في مؤتمر صحفي في ختام اجتماعات اليوم بدمشق إن "الحفاظ على وحدة الأراضي السورية أمر غير قابل للمساومة، والدولة السورية ستعيد بسط سيطرتها التامة على كامل الجغرافيا السورية عاجلا أم آجلا سواء بالمصالحات أو بالقوة العسكرية".

وتابع "أن إدلب لن تكون استثناء أبدا، فهي واحدة من مناطق خفض التصعيد الأربع، التي تم تحديدها. لقد عادت المناطق الثلاث الأخرى إلى كنف الدولة السورية، وهذا ما ستؤول إليه الأمور في إدلب وغيرها".

وتعد إدلب آخر معقل رئيسي للفصائل المسلحة، بما فيها هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقا) في سوريا.

وتمكنت دمشق على مدار سنوات النزاع الثماني من استعادة السيطرة على مناطق عديدة في كافة أنحاء البلاد كانت تحت سيطرة المعارضة عبر "المصالحات".

وأكد أيوب "أن الجيش السوري جاهز للاضطلاع بمسؤولياته" في حال رفض المصالحات، مشددا على أنه "لن تبقى أي منطقة من التراب السوري خارج سيطرة الدولة".

واعتبر وزير الدفاع السوري أن "أي وجود عسكري لأي دولة كانت من دون دعوة رسمية من الحكومة السورية، هو وجود احتلالي وغير شرعي".

وأكد أن "من حق سوريا الدفاع عن أمنها الوطني وسيادتها"، موضحا أن هذا أمر تقره القوانين والمواثيق الدولية.

وأشار في هذا السياق إلى وجود القوات الأمريكية في التنف وغيرها، قائلا إن أمريكا وغيرها سيخرجون من سوريا كما خرجوا من مناطق أخرى لأن هذا الوجود "غير شرعي ومرفوض بغض النظر عن المسوغات التي يتم تسويقها".

وأوضح أن بلاده أكدت أكثر من مرة على ضرورة انسحاب تلك القوات من دون شروط فهي قوات احتلال وتشكل انتهاكا لسيادة الدولة السورية.

ورأى أن قوات سوريا الديمقراطية باتت "الورقة الوحيدة" بيد واشنطن في سوريا، مؤكدا أن الجيش سيحرر مناطق سيطرتها بالمصالحات أو بالقوة العسكرية.

وقال الوزير السوري في هذا الإطار إنه "فيما يتعلق بما يسمى (قسد)، فمنطق الدولة والمواطن يفرض أن يكون أبناء الوطن مع دولتهم وجيشهم بغض النظر عن وجود رؤى سياسية قد تتباين، لكن لا يجوز أن تصل إلى حد حمل السلاح في وجه الجيش المكرس للدفاع عن أمن الوطن والمواطن".

وتابع "خيارنا أن نعيش كسوريين مع بعضنا إلى الأبد، والجميع يدرك أننا نملك جميع مقومات النصر فمن أراد ذلك أهلا وسهلا، ومن لم يرد فالجيش سيحرر هذه المنطقة كما حرر معظم المناطق في سوريا".

وأضاف أيوب "الورقة الوحيدة المتبقية بيد الأمريكيين هي (قسد)، وسيتم التعامل معها بالأسلوبين المعتمدين من الدولة السورية، بالمصالحات الوطنية أو تحرير الأراضي التي يسيطرون عليها بالقوة".

وتسيطر قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية على مساحات واسعة من الأراضي في الشمال السوري، وكانت قد طالبت بإقامة فيدرالية، وهو ما ترفضه دمشق وتصر على وحدة واستقلال أراضيها.

وتمضي دمشق في طريق استعادة أراضيها بدعم إيراني وروسي.

وتعد طهران الحليف الإقليمي الرئيسي للحكومة السورية منذ بدء النزاع في سوريا في العام 2011. وهو ما أكدت عليه إيران مجددا خلال اجتماعات اليوم.

دعم إيراني وعراقي

وقال رئيس الأركان الإيراني اليوم "سنبقى إلى جانب سوريا ما دامت الدولة السورية تطلب ذلك"، مضيفا أن قوات بلاده تقدم "مساعدة استشارية ولوجستية" بطلب سوري.

وأوضح باقري "أن إيران تسعى إلى مساعدة سوريا على استعادة سيادتها على كامل أراضيها وتحقيق النصر الكامل على الإرهاب".

بدوره، قال رئيس الأركان العراقي "إن أمن سوريا وأمن العراق جزء لا يتجزأ عن بعضهما".

وأضاف الغانمي أن "الحدود السورية العراقية التي تمتد على طول 615 كيلومترا كانت على طاولة النقاش اليوم".

وأشار إلى أن "أمن الحدود مهم جدا، وهو ممسوك من قبل الأمن العراقي والجيش السوري، وستشهد الأيام القليلة القادمة فتح المعبر الحدودي واستئناف لحركة تجارية بين البلدين".

ويوجد ثلاثة معابر على الحدود السورية العراقية، هي اليعربية (الربيعة من الجهة العراقية) في محافظة الحسكة، والبوكمال في محافظة دير الزور (القائم في الجانب العراقي)، والتنف (الوليد) جنوب دير الزور.

وأكد المسؤول العراقي وجود تنسيق مستمر بين بغداد ودمشق فيما يتعلق بالحرب على تنظيم الدولة الإسلامية، قائلا "لدينا تنسيق كبير مع الجيش السوري فيما يتعلق بداعش (..) ونحن نواصل ملاحقة الخلايا النائمة عبر شن غارات داخل سوريا بالتنسيق مع الدولة السورية".

وشن الطيران العراقي في العام 2018 مرارا غارات على مواقع وأهداف لتنظيم الدولة الإسلامية داخل سوريا.


   يمكنكم مشاركتنا بتعليقاتكم عبر فيسبوك و تويتر
 
انقلها الى... :

مقالات ذات صلة

China Internet Information Center E-mail: webmaster@china.org.cn Tel: 86-10-88828000
京ICP证 040089号 京公网安备110108006329号