سفير الصين لدى المكسيك: دول أمريكا اللاتينية تستفيد من دبلوماسية الدولة الكبرى ذات الخصائص الصينية

10 مارس 2019 / شبكة الصين / أشار تقرير عمل الحكومة هذا العام إلى أن دبلوماسية الدولة الكبرى ذات الخصائص الصينية أحرزت إنجازات جديدة في العام الماضي، وأصبحت رابطة التضامن والتعاون بين الصين والدول النامية أقوى.

وفي هذا الصدد، أجرى مراسل /شبكة الصين/ مقابلة مع عضو المجلس الوطني للمؤتمر السياسي الاستشاري للشعب الصيني والسفير الصيني لدى المكسيك تشيو شياو تشي، حيث تحدث السفير عن العلاقات الصينية المكسيكية والعلاقات بين الصين وأمريكا اللاتينية بشكل عام.

وفي عام 2013، أجرى الرئيس الصيني شي جين بينغ زيارة دولة إلى المكسيك، وأعلن رئيسا الدولتين عن رفع العلاقات الثنائية إلى "مستوي شراكة استراتيجية شاملة". وفي هذا العام، تولى تشيو شياو تشي، منصب السفير الصيني لدى المكسيك، وخلال السنوات الخمس الماضية، شهد تشيو التطور السريع للعلاقات بين الصين والمكسيك في مختلف المجالات مثل السياسة والاقتصاد والثقافة والعلوم والتكنولوجيا.

وقال تشيو إن الجانبين الصيني والمكسيكي يشعران بأن العلاقات الثنائية الحالية تعيش أفضل فتراتها. وأكد السفير أن المكسيك تعتبر دولة نامية هامة وإحدى الاقتصادات الناشئة النموذجية، مضيفا أن العلاقات الجيدة بين البلدين تجسيد للعلاقات الجيدة بين الصين ودول أمريكا اللاتينية.

وفي السنوات الأخيرة، شهدت العلاقات بين الصين ودول أمريكا اللاتينية تطورا كبيرا، حيث زادت الثقة السياسية المتبادلة بين الجانبين وحافظ الجانبان على التعاون الوثيق حول مجموعة من القضايا الدولية الرئيسية.

وفيما يتعلق بالتجارة، أجرى الجانبان تعاونا عمليا واسعا. وقال السفير تشيو إن الصين تمثل أكبر أو ثاني أكبر شريك تجاري لكثير من دول أمريكا اللاتينية. وفي الوقت الحالي، تجاوزت استثمارات الصين في أمريكا اللاتينية 200 مليار دولار أمريكي، ويشمل تعاون الجانبين بناء البنية التحتية والطاقة والصناعة التحويلية وغيرها من المجالات.

وقد شيّدت الصين العديد من المشاريع الكبرى في أمريكا اللاتينية، بما في ذلك الطرق السريعة ومحطات الطاقة الكهرومائية والموانئ والمطارات.

وتتمتع كثير من دول أمريكا اللاتينية بالموارد والطاقة الوفيرة، وكان التعاون بين الصين ودول أمريكا اللاتينية في هذه السنوات سلسا للغاية، ما أدى إلى خلق نتائج إيجابية للجانبين. وهناك أيضا بعض دول أمريكا اللاتينية مثل المكسيك والبرازيل تتمتع بمستوى عال نسبيا في التصنيع، لذلك، قامت الصين بالتعاون الكثيف مع هذه الدول في مجال التصنيع، ورحبت هذه الدول من جانبها بالاستثمارات الصينية.

وبالإضافة إلى ذلك، يتقدم التبادل والتعاون بين الصين ودول أمريكا اللاتينية في المجال الثقافي باستمرار أيضا. وذكر السفير تشيو أن الصين تقيم سلسلة من التبادلات الثقافية في دول أمريكا اللاتينية كل عام. وفي عام 2017، أقيمت أنشطة عام التبادل الثقافي بين الصين ودول أمريكا اللاتينية في عشرات البلدان في أمريكا اللاتينية، وحصلت على ردود أفعال جيدة. وأضاف السفير تشيو أن هذه التبادلات الثقافية أسهمت في تعميق المشاعر وزيادة التفاهم المتبادل بين شعوب الجانبين بشكل متزايد وأرست أساسا شعبيا لإجراء التعاون المتبادل المنفعة بين الجانبين.

وأشار رئيس مجلس الدولة الصيني لي كه تشيانغ خلال استعراض الأعمال في عام 2018 في تقرير عمل الحكومة هذا العام، إلى أن تأثيرات البناء المشترك لـ"الحزام والطريق" تستمر، وتم تحسين آلية التعاون بين الصين والدول الواقعة على طول الحزام والطريق باستمرار، وشهد التعاون الاقتصادي والتجاري والثقافي بين الجانبين تطورا سريعا.

وقدر السفير تشيو تقديرا عاليا للتواجد الدولي المتزايد لمبادرة "الحزام والطريق"، وقال إن 14 دولة في أمريكا اللاتينية وقعت على الوثائق التعاونية حول "الحزام والطريق" مع الصين.

وحول العلاقة التاريخية بين "الحزام والطريق" ودول أمريكا اللاتينية، قال السفير تشيو إن طريق الحرير بين الصين ودول أمريكا اللاتينية له تاريخ طويل. ومنذ مئات السنين، وصلت السفن الصينية إلى المكسيك عبر عاصمة الفلبين مانيلا. وكان ذلك أقدم طريق للحرير.

وخلال منتدى الحزام والطريق للتعاون الدولي عام 2017، تم تحديد أمريكا اللاتينية كامتداد طبيعي لمبادرة "الحزام والطريق". وفي الوقت الحالي، انضمت مزيد من دول أمريكا اللاتينية إلى مبادرة "الحزام والطريق"، كما تتفاوض الدول الأخرى في أمريكا اللاتينية، بما في ذلك المكسيك للانضمام إليها.

وقال السفير تشيو إن دول أمريكا اللاتينية تقع في مرحلة مهمة من الإصلاح والتنمية، وقد تطور اقتصاد الصين بسرعة في السنوات الأخيرة، وتعززت قدرة الصين واهتمامها بالاستثمار في الخارج إلى حد كبير، لذلك، تتطلع دول أمريكا اللاتينية إلى توسيع الصين الاستثمارات فيها.

وأكد السفير تشيو على أن دول أمريكا اللاتينية تولي اهتماما كبيرا بمبادرة "الحزام والطريق"، سواء كانت الدول التي قد وقعت على الوثائق التعاونية أو الدول التي تجري مفاوضات، مضيفا أن الصين تواصل بذل الجهود لجعل هذه الدول تفهم مبادرة "الحزام والطريق" بشكل أفضل.

ويرى تشيو أنه يجب على الجانب الصيني دفع التعاون بنشاط في مجال "الحزام والطريق" وتعزيز تنفيذ هذه المبادرة في أمريكا اللاتينية ودعوة مزيد من الدول إلى توقيع اتفاقيات التعاون من جهة، ومن جهة أخرى، يجب على الجانب الصيني انتهاج مواقف عملية. مؤكدا على أن الشيء الأكثر أهمية هو التركيز على تعزيز التعاون بجميع أشكاله.

وفي الوقت الحاضر، تسعى الصين إلى تعزيز جولة جديدة من الانفتاح عالي المستوى، وتحسن تيسير التجارة بين الصين ودول أمريكا اللاتينية باستمرار. وقال تشيو إن سلسلة التدابير التي اتخذتها الصين لتوسيع الانفتاح خلقت تأثيرا إيجابيا للغاية على التنمية الاقتصادية لدول أمريكا اللاتينية والتعاون بين الصين ودول أمريكا اللاتينية. مضيفا أنه ستتم مراجعة مشروع قانون الاستثمار الأجنبي خلال الدورتين السنويتين هذا العام، الأمر الذي سيلعب دورا إيجابيا في تعزيز انفتاح الصين بالتأكيد.

كما قال السفير تشيو إن الفعاليات المهمة التي أقامتها الصين خلال السنوات الأخيرة قد حققت نتائج جيدة وتلقت ردود أفعال جيدة في أمريكا اللاتينية، مثل منتدى الحزام والطريق للتعاون الدولي عام 2017 ومعرض الصين الدولي للاستيراد. ويرى تشيو أن مهمته كسفير شملت أيضا مساعدة شعوب دول أمريكا اللاتينية على معرفة الأنشطة الهامة التي أقامتها الصين وفهم سياسة الإصلاح والانفتاح الصينية.

وفي العام الماضي، نشر السفير تشيو أكثر من 60 مقالة موقعة في وسائل الإعلام المكسيكية الرئيسية لتسليط الضوء على إجراءات الصين للإصلاح والانفتاح وتعزيز التفاهم والثقة المتبادلة بين الجانبين.

وأعرب تشيو عن ثقته بآفاق العلاقات بين الصين والمكسيك والعلاقات بين الصين ودول أمريكا اللاتينية، وقال إنه على الرغم من تغير حكومات العديد من دول أمريكا اللاتينية في السنوات الأخيرة، إلا أن العلاقات بين الصين ودول أمريكا اللاتينية مازالت تحافظ على استقرارها. ففي ديسمبر العام الماضي، أدى رئيس المكسيك الجديد اليمين الدستورية، وفي الأشهر الأخيرة، شهدت العلاقات بين الصين والحكومة المكسيكية الجديدة بداية جيدة، وستتطور بشكل كبير في السنوات القليلة المقبلة.