مشرّعة صينية: تأهيل المواهب مفتاح تجاوز تحديات تصنيع الرقائق المتطوّرة

10 مارس 2019 / شبكة الصين / في السنوات الأخيرة، نجحت الأوساط العلمية والتكنولوجية والصناعية الصينية في كسر الاحتكار الأجنبي في مجال الرقاقة المتطوّرة والتغلب على الصعوبات التقنية المعنية، الأمر الذي جذب أنظار المجتمع بأسره. وقالت عضوة المجلس الوطني لنواب الشعب الصيني ورئيسة كلية علوم الكمبيوتر في جامعة هوانغتشونغ للعلوم والتكنولوجيا فنغ دان، خلال مقابلة مع مراسل /شبكة الصين/ مؤخرا، إن إنتاج الرقائق المتطوّرة يعد مشروعا منهجيا أهم أجزائه هو تأهيل الأكفاء الذين يفهمون المبادئ العلمية ويتقنون التكنولوجيا المتقدمة.

ومنذ تعيينها كعضوة في المجلس الوطني لنواب الشعب الصيني، ظلت فنغ دان تقدّم المقترحات حول تطوير رقائق تخزين معلومات محلية الصنع لعدة سنوات. وقالت إن المقترح الذي طرحته في العام الماضي حول زيادة التمويل للدراسات الأساسية لتعزيز تطوير رقائق تخزين معلومات محلية الصنع لاقى استجابة وزارة الصناعة وتكنولوجيا المعلومات الصينية وتعاملت الوزارة مع اقتراحها كمقترح هام، الأمر الذي منحها تشجيعا كبيرا.

وبعد سلسلة من الدراسات، طرحت فنغ مقترحا جديدا هذا العام حول تعزيز قدرة الجامعات على تأهيل المواهب في مجال الرقائق بطرق مختلفة. أولا، يمكن اتخاذ التدابير المبتكرة ودعوة المواهب الدولية الممتازة لإلقاء المحاضرات وإنشاء جامعات دولية. ثانيا، تعزيز التفاعل بين الشركات والطلاب الجامعيين وخلق الفرص للطلاب لتجربة العمل في خطوط الإنتاج في شركات الرقائق.

وأشارت فنغ دان إلى أن تكاليف شراء ماكينات خطوط إنتاج الرقائق ضخمة جدا، حيث يصل سعر الماكينة الواحدة إلى عشرات الملايين من الدولارات، كما أن تكاليف الصيانة لهذه الماكينات مرتفعة جدا أيضا، ومن الصعب على الجامعات شراء خطوط إنتاج لتدريب الطلاب. لذا، اقترحت فنغ دان تقديم الحكومة إعانات للشركات للسماح للطلاب والباحثين بإجراء التدريبات العملية، وقالت "لا يتعين على الشركات توفير خطوط إنتاج كثيرة، فخط إنتاج صغير مفتوح للجامعات، يمكنه ترك آثار إيجابية للغاية".

وأشارت فنغ دان إلى أن الشركات الدولية الشهيرة مثل إنتل قد بادرت بتدريب الطلاب، وبهذه الطريقة، يمكن تشكيل تفاعل جيد بين الصناعة والأوساط الأكاديمية.

ومنذ وقت طويل، تولي الصين اهتماما كبيرا بالاستثمار في البحث العلمي في مجال الرقائق المتقدمة، وأنشأت منصات البحوث الوطنية مثل مركز ووهان للإلكترونيات الضوئية. ولكن قالت فنغ دان إن إنجازات التقنيات الجوهرية للرقائق المتطورة مازالت لم تلب توقعات المجتمع بشكل عام، بسبب أن تصميم وإنتاج الرقائق المتطورة مشروع منهجي يشمل المواد والآلات وتقنية النانو والإلكترونيات الدقيقة والكمبيوتر وغيرها من المجالات، ويجب إنشاء نظام متكامل لربط هذه المجالات.

وفي الوقت الحالي، مازالت الصين تقع في مرحلة متخلفة نسبيا. فعلى سبيل المثال، في عام 2017، أنشأت البلاد قاعدة أجهزة تخزين المعلومات المحلية في مدينة ووهان، وعلى الرغم من تحقيق تطوير وإنتاج رقاقة التخزين المحلية، إلا أن القدرة التنافسية لهذه المنتجات المحلية لا تزال ضعيفة من حيث الأداء والسعة. وقالت فنغ إنه يجب تحقيق تطوير وإنتاج رقائق التخزين الرئيسية المحلية التي تستخدم حاليا بكميات كبيرة لكسر الاحتكار الأجنبي وإيلاء الاهتمام بتطوير الجيل التالي من رقائق التخزين لتعزيز التنمية المستدامة، ولن يتحقق ذلك بدون المواهب المبتكرة.

وعند الحديث عن مستقبل الرقائق المتطورة الصينية، عبّرت فنغ دان عن ثقتها الكبيرة، وقالت إنها تثق بأن الصين يمكنها تحقيق اختراقات كبيرة في التقنيات الأساسية الجوهرية للرقاقة المتقدمة في المستقبل القريب بفضل اهتمام البلاد البالغ وتمويلها المستمر لتوجيه الابتكار في المجتمع بأكمله وإنشاء بيئة ملائمة لقطاع الرقائق وتأهيل المواهب الممتازة.