تعليق: القلق بشأن ضعف قوة الاستهلاك الصينية غير ضروري

بكين 6 مارس 2019 (شينخوا) إذا ربط المستهلكون الصينيون أحزمتهم لتقليل المصروفات ، سيشعر العالم بالضغط.

وباعتبار الصين ثاني أكبر اقتصاد في العالم، فقد سجلت معدل نمو يقدر بـ 6.6 بالمئة العام الماضي، ووضعت مستهدف نمو الناتج المحلي الإجمالي فيما بين 6-6.5 بالمئة لعام 2019. وثمة قلق من أن يؤدي ضغط التراجع على الاقتصاد إلى ضعف الإنفاق الاستهلاكي في البلاد، ولكن نظرة أقرب للوضع سوف تثبت أن مثل هذه المخاوف غير ضرورية.

وقد ارتفعت مساهمة إنفاق الاستهلاك النهائي في نمو الاقتصاد الصيني إلى 76.2 بالمئة في عام 2018، بزيادة 18.6 نقطة مئوية عن العام السابق. وكان الاستهلاك هو المحرك الأساسي لنمو الاقتصاد الصيني لأعوام عديدة.

وإلى جانب ذلك، لا تدخر الحكومة الصينية جهدا في إطلاق إمكانات الطلب المحلي لدعم نمو الاستهلاك.

وستتخذ الحكومة مجموعة من الإجراءات هذا العام لزيادة الدخول الشخصية في المناطق الحضرية والريفية، وتعزيز القدرة على الاستهلاك، حسبما ذكر تقرير عمل الحكومة الذي كشف عنه يوم الثلاثاء في الدورة التشريعية السنوية.

وسيتم اتخاذ خطوات هامة بشأن تطوير رعاية كبار السن، حيث يبلغ عدد الذين تتخطى أعمارهم 60 عاما فأكثر في الصين 250 مليون نسمة. وستتطور الأنواع المختلفة من خدمات رعاية الرضع والأطفال. كما سيتم تعزيز صناعة السياحة والحفاظ على الاستهلاك المطرد للسيارات، بحسب التقرير.

ومن شأن هذه الإجراءات لتشجيع سوق استهلاك أكبر، أن تضيف قوة لمرونة الاقتصاد الصيني وحيويته وقوته الدافعة للنمو. كما أنها ترسل إشارات مشجعة للعالم، حيث أن الاقتصاد العالمي محفوف بتحديات مثل الحمائية ومناهضة العولمة.

والآن تعد الصين موطنا لأكبر مجموعة ذات دخل متوسط في العالم، حيث تضم حوالي 400 مليون شخص، ومازال الرقم في تزايد. وهي تتطور أيضا من كونها مصنع العالم إلى مستهلك رئيسي للبضائع والخدمات. وفي العام الماضي، ابتاعت بضائع من الدول والمناطق الأخرى بقيمة 2.14 تريليون دولار أمريكي.

والأهم من ذلك أنه تنشأ بها مجموعات من القوى الديناميكية-- الجيل (زد) في البلاد-- سكان البلدات الصغيرة وسكان الريف.

وسوف يؤدي طلبهم المتزايد على حياة أفضل وسلع عالية الجودة إلى خلق فرص أعمال جديدة.

وسجلت شركة شيشيدو اليابانية لصناعة مستحضرات التجميل زيادة في المبيعات بقيمة 8.9 بالمئة في عام 2018. وحققت الصين نسبة 17.4 بالمئة من المبيعات الإجمالية للشركة.

ولا يقتصر هذا الاتجاه على شركة شيشيدو. فقد أصبح السوق المحلي الصيني الضخم جاذبا لعدد متزايد من الشركات العالمية.

ولعل هذا هو السبب في أن تقرر شركة السيارات الكهربائية تيسلا إنشاء مصنع في شانغهاي، في أول مصنع لها خارج الولايات المتحدة، كما أنه وراء إعلان شركة السيارات الألمانية (بي إم دابليو) في أكتوبر عن أنها ستزيد حصتها في المشروع المشترك، بي إم دابليو بريليانس أوتوموتيف، من 50 بالمئة إلى 75 بالمئة، في مدينة شنيانغ بشمال شرقي الصين.

وازدادت واردات الصين أيضا بوتيرة سريعة، حيث تستمر حماسة الأفراد من أجل المنتجات الأجنبية عالية الجودة والمتنوعة في التزايد.

وكان معرض الصين الدولي الأول للواردات آخر خطوة صينية لزيادة الواردات. وحتى الآن، أكد أكثر من 500 شركة من جميع أنحاء العالم على المشاركة في النسخة الثانية من المعرض هذا العام.

وتشير الكثافة السكانية الضخمة والقوة الدافعة الاقتصادية الجديدة المتنامية والتحضر المستمر وتزايد القوى الشرائية للسكان، إلى تطور سوق محلى قوي في الصين.

وبما أن الدولة تحافظ على وعودها بشأن تخفيف القيود على الدخول إلى السوق، وتقليص القائمة السلبية للاستثمار الأجنبي وتسمح للشركات ذات التمويل الأجنبي الكامل بالاستثمار في قطاعات أكثر، فليس هناك شك في أن السوق الصيني سيحظى بالمزيد من الإمكانات التي سيتم إطلاقها .