الصفحة الأولى | حجم الخط    أ أ أ

تقرير إخباري: رفض فلسطيني رسمي وشعبي لتصاعد التطبيع العربي والإسلامي مع إسرائيل

arabic.china.org.cn / 10:06:30 2019-02-18

رام الله/غزة 17 فبراير 2019 (شينخوا) أكد الفلسطينيون اليوم (الأحد)، رفضهم لتصاعد التطبيع العربي والإسلامي مع إسرائيل قبل حل قضيتهم بإقامة دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية على حدود العام 1967.

جاء ذلك ردا على لقاءات جمعت رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مع وزراء خارجية دول عربية على هامش مؤتمر أمريكي بشأن الأمن والسلام في الشرق الأوسط عقد في مدينة وارسو البولندية يومي (الأربعاء والخميس) الماضيين.

ونقلت هيئة البث الإسرائيلية اليوم عن نتنياهو قوله خلال اجتماع مغلق على هامش مؤتمر وارسو، إن "تحقيق السلام مع الفلسطينيين سيسهم بشكل كبير في علاقات إسرائيل مع العالم العربي".

وذكر نتنياهو لوزراء الخارجية بحسب الهيئة "اعتدنا على الاعتقاد بأن السلام هو طريق ذو اتجاه واحد لكي تحصل إسرائيل على السلام أو التطبيع مع العالم العربي الكبير يجب أن يكون هناك سلام مع الفلسطينيين أولا ولأن السلام مع الفلسطينيين غير متحقق فإننا عالقون في القدرة على إقامة سلام مع العالم العربي".

وأشار إلى أن "الجانب الإسرائيلي يجتمع مع زعماء عرب ووزراء خارجية ونتحدث عن القدرة على التحرك الجوي والتحليق في الشرق الأوسط" دون الكشف عن أسماء الدول.

وردا على ذلك، قال أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات لإذاعة ((صوت فلسطين)) الرسمية اليوم، إن "التطبيع العربي الإسرائيلي طعنة للشعب الفلسطيني في ظهره واستباحة للدم الفلسطيني".

وأضاف أن "تطبيع العلاقات مع إسرائيل لن تهز الشعب الفلسطيني وهو صامد على أرضه ووطنه ولن يقبل استباحة كرامته الوطنية وحقوقه المشروعة وعلى رأسها تقرير المصير وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية على حدود العام 1967 وحل قضايا الوضع النهائي".

وشدد عريقات على أن "من يسعى للسلام في الشرق الأوسط عليه الاستناد لقرارات الشرعية الدولية والقانون الدولي ومبادرة السلام العربية".

وأطلقت جامعة الدول العربية مبادرة السلام العربية في العام 2002 بموجب مقترح قدمته في حينه المملكة العربية السعودية بغرض حل القضية الفلسطينية.

وتنص المبادرة على تطبيع الدول العربية والإسلامية علاقاتها مع إسرائيل بشرط انسحابها من الأراضي الفلسطينية والعربية المحتلة منذ العام 1967 وقيام دولة فلسطينية مستقلة.

ورفضت إسرائيل المبادرة منذ إطلاقها، وسعت كبديل عنها طوال السنوات الماضية إلى إقامة علاقات مع الدول العربية دون ربط ذلك بحل القضية الفلسطينية.

من جهتها، أعلنت القوى الوطنية والإسلامية في مدينة رام الله والبيرة، في بيان تلقت وكالة أنباء ((شينخوا)) نسخة منه، رفضها كافة أشكال التطبيع مع إسرائيل سواء أكاديميا أو ثقافية أو اقتصادية عربيا.

وفي السياق ذاته، أدانت حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، مشاركة مسئولين عرب في مؤتمر وارسو إلى جانب إسرائيل في الوقت الذي "تمارس فيه أبشع الجرائم بحق الشعب الفلسطيني وتنتهك مقدساته وحقوقه الأساسية".

ودعا بيان صادر عن الحركة تلقت ((شينخوا)) نسخة منه، إلى "تجريم التطبيع" مع إسرائيل بكل أشكاله، ورفض كل محاولات تصفية القضية الفلسطينية والتأكيد على أنها ستبقى القضية المركزية للعرب والمسلمين وأحرار العالم.

يأتي ذلك تزامنا مع انطلاق حملة فلسطينية رافضة للتطبيع مساء أمس (السبت) بالتزامن مع عدة عواصم عربية بدعوة من الهيئة الوطنية العليا لمسيرات العودة وكسر الحصار في القطاع.

وشارك في التغريد مئات الشبان والنشطاء وقيادات في فصائل فلسطينية تحت وسم وهاشتاغ حمل اسم (التطبيع خيانة) و (لا للتطبيع).

وكتب الناشط الشبابي محمد نشوان من غزة عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي (تويتر)، "من لم يستطع أن يدعم حق الشعب الفلسطيني على أرضه فلا يدعم الاحتلال من خلال التطبيع معه".

بدورها، كتبت الشابة نسرين السعدي من الضفة الغربية "كل يوم يرتكب الاحتلال جرائم شتى بحق الشعب الفلسطيني في المقابل يهرول حكام العرب للتطبيع معه".

وقال ماهر مزهر القيادي في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وأحد أعضاء الهيئة، إن "الحملة للرد شعبيا على مؤامرات الاحتلال ومن تحالف معه".

وأضاف مزهر على هامش إطلاق الحملة للصحفيين في غزة أن "الشعب الفلسطيني لن يغفر وينسى كل من اجتمع مع العدو وطبع معه بأي وسيلة".

من جهته، قال المتحدث باسم الجهاد الإسلامي داود شهاب إن رسالة المغردين تؤكد رفض الشعب الفلسطيني مسار التطبيع مع إسرائيل.

وأضاف شهاب للصحفيين أن "لا مصلحة وطنية ولا قومية ترجى من التطبيع فقط لمصلحة الاحتلال وقيادته".

وفي السياق ذاته، اعتبرت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة (حماس)، أن "التطبيع مع العدو (إسرائيل) طعنة في ظهر مقاومة الشعب الفلسطيني المتمسك بأرضه والذي يدافع منذ عشرات السنين عن عروبة وإسلامية فلسطين".

ودعا الناطق باسم الكتائب أبو عبيدة في تغريدة له "الأمة العربية والإسلامية للرد على التطبيع بتبني استراتيجيات لدعم المقاومة، كونها الكفيلة بإسقاط مشاريع التطبيع وتبعاتها الكارثية على مستقبل أمتنا وقضيتنا ومقدساتنا".

ولإسرائيل علاقات دبلوماسية مع مصر والأردن فقط، غير أن نتنياهو تحدث مرارا عن تحسن العلاقات مع دول عربية وإسلامية.

ويقول المحلل السياسي من رام الله عبد الناصر النجار، إن إسرائيل "حاولت اختراق الجبهات العربية سرا وعلنا خلال العقود الماضية ولكنها فشلت فشلا ذريعا على مستوى الشارع العربي الذي ظل مؤمنا بأن دولة الاحتلال هي العدو وأن فلسطين لب الصراع العربي الإسرائيلي".

ويرى النجار في مقال له، أن "إسرائيل وواشنطن لن تفلحا في فرض حل على الشعب الفلسطيني ولا انتزاع حق ما دام يدافع عن أرضه وحقوقه ويقف في مواجهة الاستعمار الجديد للمنطقة العربية".


   يمكنكم مشاركتنا بتعليقاتكم عبر فيسبوك و تويتر
تحميل تطبيق شبكة الصين

 
انقلها الى... :
China Internet Information Center E-mail: webmaster@china.org.cn Tel: 86-10-88828000
京ICP证 040089号 京公网安备110108006329号