الصفحة الأولى | حجم الخط    أ أ أ

تقرير إخباري: مع حلول ذكرى ثورتهم الثامنة.. الليبيون يأملون بانتخابات تنهي انقسامهم

arabic.china.org.cn / 03:32:26 2019-02-18

طرابلس 17 فبراير 2019 (شينخوا) حرص محمد الحويك برفقة أسرته المكونة من 4 أفراد (زوجته وثلاثة أولاد) ، على التواجد في ميدان الشهداء بوسط العاصمة الليبية طرابلس منذ ساعات الصباح الأولى ، ليكون شاهدا على الاحتفال بالذكرى الثامنة لثورة السابع عشر من فبراير .

يقول محمد (39 عاما) الذي يقف أمام قلعة السرايا الحمراء المقابلة للميدان ، وهو يبتسم وأطفاله يلعبون حوله ، " صحيح أن الثورة لم تكمل أهدافها وشهدت انقساما غير مسبوق وشرخ على المستوى الاجتماعي ، إلا أن وجودنا اليوم هو لإظهار الدعم لمسيرة الانتقال السلمي للسلطة ورفض أي محاولات من قبل الساسة لتضييع الوقت " .

وتجمع الآلاف من الليبيين بميدان الشهداء بطرابلس وميادين أخرى في كبرى المدن الليبية ، لإحياء الذكرى الثامنة لثورة 17 فبراير عام 2011 ، والتي أطاحت عقب تحولها من الطابع السلمي إلى المسلح بنظام العقيد الراحل معمر القذافي في أكتوبر من ذات العام.

ورفعوا شعارات تطالب بإنهاء الانقسام السياسي والحفاظ على مبادئ الثورة الهادفة لتعزيز الانتقال السلمي للسلطة ، والدعوة للمصالحة الوطنية بين كافة القبائل الليبية .

وترى خديجة زوجة محمد ، بأنها ومحمد لم يفوتا الاحتفالات السابقة لثورة فبراير ، لأنهما يشعران بوجود الأمل لتحقيق الأفضل لمستقبل ليبيا رغم الألم .

وتابعت زوجته في حديثها لوكالة أنباء (شينخوا) مساء اليوم (الأحد)، " نأتي اليوم والعديد يشاركنا نفس الرأي ، بأن ترحل كل الأجسام السياسية البالية ، التي تسببت في إهدار أموالنا وضيعت الفرصة أمام مستقبل أجيالنا ، بل وسعرت الحرب ودفعت آلاف الشباب باللجوء لحمل السلاح بدلا من العلم والعمل ".

وأردفت، " الشباب الذين انضموا للميليشيات لم يجدوا فرصة أمامهم لتركها ، لأن الحكومات المتعاقبة لم توفر لهم فرصة عمل أو دراسة لائقة تشغل أوقاتهم وتجعلهم متفائلين لمستقبلهم ، بل تركتهم فريسة للبطالة المزمنة وسطوة الميليشيات " .

ويتواصل الانقسام السياسي في ليبيا منذ العام 2014 بوجود سلطتين الحكومة المؤقتة الموازية والمنبثقة عن البرلمان الليبي ، والثانية في العاصمة طرابلس (حكومة الوفاق الوطني) والتي أفرزها الاتفاق السياسي الذي وقعته الأطراف الليبية في ديسمبر 2015 في المغرب.

وكان يتعين بموجب الاتفاق ، أن يتم توحيد السلطات السياسية وتوحيد الجيش الوطني وحل المجموعات المسلحة وتسليم مهام تأمين المواقع الحكومية لقوات نظامية ، وصولا إلى انتخابات برلمانية ورئاسية وإقرار الدستور تنهي المرحلة الانتقالية ، لكن لم يتحقق من ذلك شيء .

" نحتاج لإجراء الانتخابات خلال هذا العام ولا مجال للتأجيل المتعمد ، لأن انتخاب سلطة سياسية جديدة قطعا ينهي الصراع بين الحكومات والبرلمان والمجلس الرئاسي والمجلس الأعلى للدولة ، وننتهي من قصة المماطلة لأجل أهداف شخصية ومصالح ضيقة لهذا الطرف أو ذاك"، هكذا عبر مفتاح أوحيدة الأستاذ الجامعي .

ومضى أوحيدة الذي جاء ليحتفل بذكرى الثورة من الميدان الذي يحمل رمزية لدى شريحة واسعة لدى الليبيين ، قائلاً في حديثه لوكالة أنباء (شينخوا) ، " الثورة بريئة من أفعال الساسة ومن تقاعسهم وخيبة أمل من جاء بهم للسلطة ، بل سنسعى لانتخاب شخصيات عاشوا بيننا وتعرضوا للألم والحزن مثلنا ، وحدهم هؤلاء لديهم القدرة على الإحساس بهموم الشعب الذي عانى ويلات الحرب " .

ولا يزال مصير الانتخابات في ليبيا غامضا بالرغم من تحديد عدة مواعيد لإجرائها من قبل البعثة الأممية ، لكن الاستحقاق الانتخابي المقبل يواجه انقساما كبيرا من الأطراف السياسية ، بين مؤيد لإجراء الاستفتاء على الدستور لإفراز انتخابات بشروط صارمة ، ورافض للاستفتاء مفضلا إجراء انتخابات برلمانية ورئاسية ، وتأجيل الاستفتاء على مسودة الدستور التي لا تحظى بتوافق وتعرضت لطعون قضائية عدة .

أما خالد الفيتوري (27عاما) أحد الشباب الذين حملوا السلاح ضد نظام القذافي قبل 8 سنوات ، فيرى أن الانتخابات الطريق الوحيد الذي تحلم به شريحة واسعة من الليبيين ، إلى جانب أهمية توحيد الجيش الوطني لقطع الطريق أمام الإرهاب ، لأن الوقت يمضي سريعا والأزمات تتسع هوتها يوما تلو الآخر .

وأشار الفيتوري ، " الانتخابات والجيش جوهر الحل في بلادنا، لأن الانتخابات توحد السلطة والجيش يحميها من التطاول والانقسام ، بل ويقطع الطريق أمام التدخلات الإقليمية والدولية في شؤوننا (...) ، نتمنى أن تنجح جولات الحوار في مصر بتوحيد جهود جيشنا ، لكي نتجاوز مرحلة الانقسام في أهم مؤسسة ضامنة لنا " .

وتستضيف القاهرة منذ أكتوبر 2017، اجتماعات موسعة لعدد من الضباط الليبيين بهدف توحيد المؤسسة العسكرية الليبية (الجيش الوطني).

وأعلن الجيش الليبي الذي يقوده المشير خليفة حفتر في مناسبات عديدة ، أن توقيع اتفاق توحيد المؤسسة العسكرية برعاية السلطات المصرية "بات وشيكا" .

وكان السراج اتفق مع حفتر خلال اجتماعين عقدا في مايو ويوليو من العام 2017 في الامارات وفرنسا على التوالي ، على وضع استراتيجية لتطوير وبناء جيش ليبي موحد وانضواء المؤسسة العسكرية تحت السلطة المدنية.

ومنذ الاطاحة بنظام معمر القذافي في عام 2011، تعاني ليبيا من فوضى أمنية وصراع على السلطة بين حكومة في طرابلس تحظى بدعم المجتمع الدولي، وأخرى في الشرق غير معترف بها يدعمها مجلس النواب وقوات "الجيش الوطني الليبي" التي يقودها حفتر.

بدورها ، دعت بعثة الأمم المتحدة بمناسبة حلول الذكرى الـ8 لثورة الـ17 من فبراير كل الأطراف الليبية للالتفاف حول الجهود الرامية لإنهاء معاناة الشعب الليبي .

وأكدت في تدوينه نشرتها عبر حسابها على (تويتر) ، بضرورة توحيد الصفوف للخروج من دائرة الأزمات والانتقال بخطى واثقة نحو بناء الدولة القادرة وتكريس قيم الديمقراطية في ليبيا.





   يمكنكم مشاركتنا بتعليقاتكم عبر فيسبوك و تويتر
تحميل تطبيق شبكة الصين

 
انقلها الى... :
China Internet Information Center E-mail: webmaster@china.org.cn Tel: 86-10-88828000
京ICP证 040089号 京公网安备110108006329号