arabic.china.org.cn | 15. 02. 2019

مانون دينيس: أنا بخير في تشينغدو

 

  مانون دينيس تتمتع بتناول طعام القدر الناري في مقاطعة سيتشوان

 

 15 فبراير 2019 / شبكة الصين / مانون دينيس فتاة فرنسية في ربيعها الحادي والعشرين، تتكون أسرتها من والديها وأربع شقيقات. تدرس مانون حاليا في جامعة سيتشوان اللغة الصينية، التي تصفها بأنها "لغة جميلة".

 

عن قصتها مع اللغة الصينية وتعلمها، قالت مانون: "عندما كنت في المدرسة الثانوية، سافرت إلى الصين مع زملائي ومعلمي في عام 2014. زرت حينها أماكن سياحية كثيرة في مدن شانغهاي وسوتشو وبكين. منذ الوهلة الأولى لي في الصين، أحببت الثقافة الصينية وتعلقت بها، خاصة الأطعمة الصينية والصينيين بمرحهم وتفاؤلهم. لكن للأسف كانت زيارة قصيرة لم تستمر سوى عشرة أيام." وأضافت: "كنت أعرف معلومات قليلة عن الصين أثناء دراستي في المرحلة الثانوية، لكنني كنت دوما مهتمة بها وأحرص على معرفة المزيد. لذا التحقت بجامعة باريس 1- في نانتير لدراسة اللغة الصينية. قبل التخرج، طلبت الجامعة مني المشاركة في برامج التدريب الخارجي، لم أتردد، ثم اخترت أن يكون البرنامج في الصين. في سبتمبر من عام 2017، ذهبت إلى الصين من أجل تعلم اللغة الصينية في بكين؛ وأصبحت بكين حينها مدينتي المفضلة، لأنني عشقت الأماكن الثقافية التي تكثر فيها وأعجبت بها، ومنها المدينة المحرمة ومتحف القصر الإمبراطوري والقصر الصيفي وغيرها من الأماكن والمتاحف العديدة. كما أحببت أنواع الأطعمة في بكين، خاصة بط بكين المشوي الشهير. أحببت الطقس في بكين؛ فمن النادر أن تمطر السماء في الشتاء في بكين، حيث يكون الجو فيها أغلب الأيام صافيا ومعتدلا. بالرغم من أن درجة الحرارة فيها تنخفض أحيانا إلى عشر درجات تحت الصفر، أعشق هذه المدينة وأحب كل تفاصيلها."

 

وأكملت قصتها قائلة: "بعد انتهاء مرحلة التدريب في الصين في يناير من عام 2018، عدت إلى فرنسا. لقد حفرت ذكريات الأيام الجميلة في بكين في ذاكرتي وقلبي، ومن الصعب أن أنساها، وعزمت على العودة إلى هذا البلد الآسر، ثم شاركت بعد ذلك في دروس في معهد كونفوشيوس. لحسن الحظ، أتاح لي المعهد الفرصة للدراسة في الصين والعودة للبلد الذي عشقته مجددا، في سبتمبر من عام 2018، التحقت بجامعة سيتشوان في الصين لتعلم اللغة الصينية.

 

حياتي في جامعة سيتشوان

 

قالت مانون عن هذه المرحلة الجديدة من مسيرتها في تعلم اللغة الصينية، في شيتشوان: "أقيم في مسكن للطلاب الأجانب في جامعة سيتشوان . كنت دائما أتناقش مع شريكتي الروسية في المسكن حول الاختلافات في جميع أمور الحياة بين فرنسا وروسيا. ونشاهد البرامج التلفزيونية الصينية في عطلة الأسبوع دائما. أفضل البرنامج التلفزيوني ((ليوشينغ هوايوان)) (حديقة النيزك) الذي بدأ عرضه مؤخرا.

 

تشتمل الدروس الصينية على مهارات الاستماع والتحدث والقراءة والكتابة. الأساتذة الصينيون يعملون بجد وبحماس، وهم يحضرون دروسا مختلفة تتراوح بين السهلة والصعبة وفقا لأحوال ومستويات الطلاب الأجانب. بالإضافة إلى معرفة الكثير من المعلومات الجديدة، علينا المشاركة في الامتحانات أحيانا. أنا أتحسن كثيرا في اللغة الصينية، وأشعر بسرور وفخر بهذا الإنجاز، وأطمح لتحقيق المزيد من أجل إجادتي الغة الصينية تماما.

 

بالإضافة إلى ذلك، يمكنني التعرف على أصدقاء أجانب جدد في الجامعة. في فصلنا، زملاء من روسيا ونيبال وبريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية وأستراليا وإيطاليا وألمانيا وغيرها من 11 دولة أخرى، لذا، يمكنني الاطلاع والتعرف على الثقافات الجديدة كل يوم. مثلا، أذهب دائما إلى مسكن أصدقاء من نيبال لتذوق الأطباق النيبالية. كما كونت صداقات عديدة مع  الصينيين أيضا. الصينيون طيبون وودودون جدا، خاصة مع الأجانب. فهم يساعدونني كثيرا.

 

الاختلافات بين الثقافتين الصينية والفرنسية

 

عن طبيعة الاختلافات بين العادات الفرنسية والصينية قالت مانون: "توجد اختلافات كثيرة بين الصين وفرنسا. مثلا، نادرا ما يأكل الفرنسيون الأطعمة الحارة. عندما تذوقت القدر الناري في سيتشوان للمرة الأولى، لم أحب نكهته الحارة والفلفل الأحمر فيه. قال أصدقائي الصينيون لي إن القدر الناري هو جزء من نكهة تشينغدو، وإنني سأحب أطعمة سيتشوان لاحقا بعد التعود عليها. أعتقد أن رأيهم صائب، فقد أصبحت مولعة بأطعمة سيتشوان. المواصلات العامة فرق آخر بين الصين وفرنسا. في بلدي، يصل الناس إلى وجهتهم في وقت متأخر دائما، إذا يركبون الحافلات. في المقابل، تتوفر في تشينغدو العديد من الحافلات، مما يقدم لي وللجميع تسهيلات أكثر للذهاب إلى الجامعة، أو إلى أي وجهة أخرى."

 

وقالت مانون: "ما أثار إعجابي حقا هو التسهيلات المتوفرة في التسوق عبر الإنترنت. أفضل شراء الملابس والروايات والكتب عبر موقع تاوباو، لأن الأسعار أرخص من فرنسا بكثير. عندما يكون الطقس غير جيد أو عندما لا أرغب في الذهاب إلى مطعم الجامعة أو المطاعم الخارجية، أطلب بعض الأطعمة عبر تطبيق في هاتفي النقال، فيصلني الطعام إلى مسكني بعد عدة دقائق؛ وبأسعار رخيصة أيضا. من المستحيل أن أستخدم مثل هذه التطبيقات في فرنسا، لأنها تكلف كثيرا. بالإضافة إلى ذلك، توجد في تشينغدو العديد من الأماكن الثقافية مثل معبد وينشو ومعبد داتسي، وأحرص على زيارتهما للاطلاع على المعلومات الممتعة التي تساعدني على معرفة الثقافة الصينية بشكل عميق وواسع. بالإضافة إلى ذلك، الطعام الذي يحضر ويباع في شوارع  تشينغدو ميزة أخرى، وهو شيء مألوف ومشهور جدا، وما يثير إعجابي أن  البائعين يقدمون عينات مجانية للزوار للتجربة والتذوق قبل الشراء. مثل هذا الأمر لا نراه في فرنسا أبدا.

 

إن وسائل النقل في الصين متطورة، خاصة القطار فهو وسيلة ملائمة وفعالة وزهيدة التكاليف. لذا، أفضل السفر إلى المدن الصينية الأخرى مع أصدقائي دوما بالقطار. أنا مولعة بالمدن الثقافية مثل مدينتي لويانغ وشيآن. آمل أن أسافر إلى جميع المدن الصينية في المستقبل."

 

توقعاتي للمستقبل

 

قالت مانون: "في الحقيقة، لم يفهم والدايَ لماذا فضلت واخترت الدراسة في الصين، لأنهما لا يعرفان الصين، ولم يذهبا إلى أي من البلدان الآسيوية طوال حياتهما. وعلى الرغم من ذلك، يدعمانني دوما في سبيل تحقيق حلمي. سيزورني أبي في الصين خلال عام 2019. لا أستطيع الانتظار لتعريف أبي بمدى جمال وروعة حياتي في الصين، وأتشوق لوصوله لنتمتع بهذا السحر وهذا الجمال الصيني سويا."

 

أضافت الشابة الفرنسية: "ليس لدي خطة مهنية الآن، لكنني متأكدة من أنها سترتبط بالصين. وجدت أنني والمحليين جميعنا نرغب في الأطعمة اللذيذة. أجيد صنع الحلويات، وسمعت أن الصينيين يحبون رغيف الخبز الفرنسي،  لكن لم أجد مخبزا فرنسيا في تشينغدو. ربما سوف أقوم بإنشاء مخبز فرنسي في تشنغدو في المستقبل.

 

 مجمل القول، حياتي في تشينغدو سعيدة جدا. فقد تعرفت على الكثير من الأصدقاء من الصين ومن مختلف البلدان الأخرى. أتحدث معهم باللغة الصينية لتحسين مهارتي اللغوية. أشتاق إلى فرنسا أحيانا، لكنني راضية بالحياة الحالية. أريد أن أقول لأصدقائي ووالديّ في فرنسا: "أنا بخير في تشينغدو." ( المصدر: الصين اليوم )

 


 

   يمكنكم مشاركتنا بتعليقاتكم عبر فيسبوك و تويتر
 
انقلها الى... :

مقالات ذات صلة

China Internet Information Center E-mail: webmaster@china.org.cn Tel: 86-10-88828000
京ICP证 040089号 京公网安备110108006329号