من الفول السوداني إلى مشروبات ستاربكس- سلعٌ توفرها عربا تبيع متجولة بقطارات الصين للمشترين الأكثر ثراءً.

29 يناير 2019 / شبكة الصين / "المشروبات الغازية والمياه المعدنية والفول السوداني وبذور البطيخ وعصيدة الأرز المعبأة في زجاجات!" ربما ستكون هذه الكلمات هي أكثر ما يستمع إليه الملايين من ركاب القطارات الصينية في نداءات بائعي الأطعمة المتجولين الذين يدفعون عرباتهم إلى الأمام في الممرات خلال ذروة السفر في عيد الربيع.

وتتوقع الصين أن تشهد 413.3 مليون مسافر بالقطارات خلال موسم السفر الذي يستمر 40 يوما هذا العام، حيث يتوجه الناس إلى مواطنهم لأهم لم شمل أسري في العام، كما أن تقديم الطعام لهم خلال الرحلات التي يمكن استمرارها لأيام ليس عملا صغيرا.

ودفع لي هونغ يانغ، وهو أحد العاملين في قطار فوتشو- قوانغآن عربة أطعمة عبر 12 عربة قطار مزدحمة خلال رحلة استغرقت أكثر من ثلاث ساعات. وباع أكثر من 30 صندوقا من المياه المعدنية والكثير من الوجبات الخفيفة.

وقال يانغ شياو فيه، أحد العاملين بالقطارات، إن هذا الأمر لم يكن من الممكن تخيله قبل ما يزيد على عقد عندما كان الركاب الصينيون يقيدون إنفاقهم على طعام القطار ويعتبرون شراء المياه المعبأة في زجاجات نوعا من البذخ.

وقال يانغ إن كثيرا من الناس يفضلون التنقل عبر العربات المزدحمة للحصول على مياه ساخنة مجانية (باستخدام قواريرهم الخاصة) من الغلايات الكهربائية. وكانت الوجبات الخفيفة الأكثر مبيعا هي بذور البطيخ، والتي كانت رخيصة وتأخذ وقتا طويلا للانتهاء من أكلها.

وأضاف يانغ أن المياه المعدنية المعبأة في زجاجات هي الأكثر مبيعا اليوم، وعلى الأقل في القطارات الأبطأ، والركاب مستعدون للإنفاق أكثر على علامات تجارية أفضل. وتُباع المياه بسعر 5 يوانات (0.7 دولار أمريكي) بشكل أفضل من تلك التي يبلغ سعرها يوانين.

وقال يانغ إن القوة الشرائية للركاب ورغبتهم في الاستهلاك قد تحسنت بشكل كبير. وأصبحوا على نحو متزايد أقل حساسية بشأن الأسعار ولكنهم أكثر حساسية تجاه الجودة والعلامات التجارية.

وقال يانغ واي جيان، مدير عربة الطعام بمجموعة سكك حديد نانتشانغ الصينية، إن قائمة السلع المتغيرة بعربة البيع المتجولة تتحدث عن التغييرات الاقتصادية والاجتماعية في الصين.

وأضاف يانغ أنه فى أوائل الثمانينات، كان الكعك بنكهة الفول السوداني من بين الأطعمة الخفيفة القليلة التى تباع فى القطارات وكانت مطلوبة للغاية. وقد كان ذلك الوقت الذي بدأ فيه الاقتصاد الصيني في الانتعاش للتو، وكان هناك نقص في الحلوى والحلويات في المدن الصغيرة.

وقال لم تكن هناك عربات بيع متجولة على القطارات في ذلك الوقت. وكان أفراد الطاقم يجلسون بعربة الطعام في انتظار وصول الركاب لشراء وجبات خفيفة والتي كانت دائما غير متوفرة في نهاية الرحلة.

تم إدخال عربات البيع المتجولة في التسعينيات عندما أدى الاقتصاد المزدهر إلى موجة كبيرة من السلع الاستهلاكية، وأصبحت تجارة مزدهرة بفضل الأعداد الكبيرة من الركاب. وقال يانغ إن عربة بيع واحدة يمكنها بيع بضائع قيمتها 10 آلاف يوان خلال رحلة واحدة بالقطار رغم أن معظم الركاب ما زالوا يفضلون وجبات خفيفة رخيصة الثمن.

وفي السنوات التالية، نمت عربات البيع المتجولة على متن القطارات الصينية في الحجم وفئات السلع لتشمل المزيد من السلع الراقية.

وقال يانغ إن المسافرين يرحبون الآن بقهوة ستاربكس وآيس كريم هاجن داز التي تباع على القطارات الفائقة السرعة، على الرغم من أن أسعارها أعلى بكثير من الوجبات الخفيفة التقليدية مثل بذور البطيخ.

وفي عام 2017، أطلقت السكك الحديدية الفائقة السرعة في الصين خدمة للسماح للمسافرين بطلب الطعام من المطاعم القريبة من محطات القطار إذا كانوا غير راضين عن الخيارات المحدودة للوجبات المُعلَبة التي تقدم في القطار.

وتروج أيضا الأطعمة الشهية والسلع الأخرى بطريقة أكثر رقة، وغُيرت عربات البيع المتجولة الضخمة التي تُحدث ضوضاء بأخرى أخف وأهدأ.

وقال يانغ شياو فيه إن القطارات الجديدة ليست صاخبة مثل القطارات القديمة لذا لا توجد حاجة لنداءات بيع عالية. ونستخدم الآن أصوات أكثر نعومة لترويج الوجبات الخفيفة.