تحليل إخباري: هل يشكل منتدى "شرق المتوسط للغاز" نواة لأوبك جديدة تخص الغاز الطبيعي؟

القاهرة 20 يناير 2019 (شينخوا) رأى خبراء في قطاع الطاقة، أن منتدى شرق المتوسط للغاز الطبيعي يشكل نواة لأوبك جديدة تخص الغاز، في ظل عدم وجود منظمة تهتم بشؤون الغاز فى العالم، خلافا للنفط حيث تنضوي الدول المصدرة له تحت لواء منظمة أوبك.

في المقابل، اعتبر فريق آخر أن عدم وجود روسيا وإيران وقطر، وهي أكبر ثلاث دول في العالم من حيث احتياطي الغاز، في المنتدى يعيق تحوله إلى منظمة عالمية لشؤون الغاز.

واتفق وزراء الطاقة في سبع دول، هي مصر وقبرص واليونان وإيطاليا والأردن وفلسطين وإسرائيل، خلال اجتماع عقد قبل أيام بالقاهرة، على إنشاء منتدى "شرق المتوسط للغاز"، على أن تكون العاصمة المصرية مقره.

وعقد الاجتماع بناء على دعوة وزير البترول المصري طارق الملا.

وأكد الوزراء أن المنتدى سيكون "منظمة دولية تحترم حقوق الأعضاء بشأن مواردها الطبيعية، وتدعم جهودهم في الاستفادة من احتياطياتهم"، حيث يمكن لأي من دول شرق البحر المتوسط المنتجة أو المستهلكة للغاز أو دول العبور ممن تتفق مع المنتدى في المصالح والأهداف الانضمام لعضويته لاحقا.

كما سيكون المنتدى مفتوحاً لانضمام دول أخرى أو منظمات إقليمية أو دولية بصفة مراقبين، وسيعمل على التواصل مع الدول غير الأعضاء بما يساعد على إيجاد حوار وتفاهم مشترك وتحقيق المنفعة المتبادلة.

وفي هذا الصدد، قال الدكتور جمال القليوبي أستاذ هندسة البترول والطاقة بالجامعة الأمريكية في القاهرة، إن إنشاء المنتدى "جزء من الاستراتيجية المصرية والشرق بحر متوسطية للانتفاع باقتصاديات الغاز الطبيعي فى منطقة البحر المتوسط، وهذا يدعم مركز مصر بأن تكون دولة محورية للطاقة، وأن تحقق منافع من خلال استغلال الدول المحيطة بها للبنية التحتية المصرية".

وأضاف لوكالة أنباء (شينخوا)، أن "هذا الاتفاق سوف يحقق نوعا من الهدوء لمنطقة البحر المتوسط، ويحقق المنفعة للدول الأعضاء، وأيضا للاتحاد الأوروبي من خلال هذا الربط لاستقبال الغاز الإسرائيلي والقبرصي".

وتابع أن "هذه المنطقة تملك ثاني احتياطي عالمي (من الغاز الطبيعي)، ولا بد أن يكون هناك نوع من النقاش والحوار لكى تصل هذه المنطقة إلى نوع الاقتصاديات التى تجعل المنفعة أهم بكثير من الصراعات".

ورأى أن منتدى شرق المتوسط "يشكل نواة لأوبك جديدة (تخص الغاز الطبيعي)، واعتقد أن المنتدي بداية لتكوين تنظيم يحمي منظومة الغاز عالميا، إذ لا توجد أي قوانين أو منظومة أو مؤسسة تهتم بشؤون الغاز فى العالم، خلافا للنفط حيث توجد منظمة الأوبك التي تضم الدول المصدرة للبترول".

وحول إمكانية انضمام الدول الكبرى فى إنتاج الغاز مثل روسيا وإيران وقطر إلى المنتدي، قال "اعتقد سينضموا، لكن قطر دولة لها توجه خاص وتبحث عن نوعية معينة من الصفقات".

وعزا اختيار القاهرة مقرا للمنتدى إلى أنها "صاحبة الفكرة، وأيضا التنظيم، كما أنها هى من وضعت الشروط والأهداف بالاتفاق مع الدول الأخرى".

وأشار إلى أن انضمام إسرائيل وفلسطين للمنتدى "يحقق أهدافا سياسية بالدرجة الأولى، من أجل عودة التفاوض مرة أخرى حول القضية الفلسطينية، وأيضا حماية حقوق الفلسطينيين فى منطقة غزة، حيث يملكون حقلين للغاز الطبيعي".

بدوره، قال المهندس مدحت يوسف رئيس هيئة البترول الأسبق، إن إنشاء المنتدى "أمر جيد بكل تأكيد، واختيار القاهرة مقرا له يعود إلى أن مصر هى محور الإقليم، ولديها الإمكانيات والبنية التحتية".

وأوضح لـ (شينخوا)، أن مصر وقبرص واليونان كانت قد اتفقت بعد ترسيم الحدود البحرية بينها على إنشاء منتدى شرق المتوسط للدول المنتجة والمستهلكة للغاز فى المنطقة، بهدف التنسيق فيما يتعلق بصناعة الغاز وتجارته، بحيث لا يكون هناك تضارب في الأسعار.

واعتبر أن المنتدى سوف يكون نوعا من التكتل مثل الأوبك، لا سيما أن هناك تنسيقا بين الدول الأعضاء والتزامات عليها.

وأشار إلى أن "دول شرق البحر المتوسط تستحوذ على 87% من احتياطيات الغاز بالمتوسط، وهو ما يجعل للتكتل الجديد ثقلا في المنطقة وفي سوق الغاز العالمية".

وأوضح أن "مصر تتميز بإمكانياتها الكبيرة، من خطوط ربط بالدول الإقليمية، وشبكة ضخمة داخلية تربط الشمال بالجنوب وشرق البلاد بغربها، بالاضافة إلى تملكها أكبر وحدتى إسالة للغاز الطبيعى في البحر المتوسط، ما يمكن الدول الأخرى من الاستفادة بتلك الإمكانيات في تصدير الغاز لدول أوروبا الغربية، وهذا أحد الأسباب الرئيسية لاختيار القاهرة مقرا للمنتدى".

أما الخبير البترولي رمضان أبو العلا، فقد استبعد أن يكون منتدى شرق المتوسط مثل منظمة الأوبك، خاصة أن روسيا وإيران وقطر وهي أكبر ثلاث دول في العالم من حيث احتياطي الغاز ليست أعضاء في المنتدى.

ورأى أبو العلا أن إنشاء المنتدى "إعلان سياسي بامتياز، وأكثر المستفيدين منه هم إسرائيل والاتحاد الأوروبي، هما في حاجة إلى مصر، لأنه لن يتم إسالة غاز إسرائيل وقبرص إلا عن طريق مصر ثم تصديره إلى أوروبا".