الصفحة الأولى | حجم الخط    أ أ أ

مقالة خاصة: تحويل الضوء والحرارة إلى "قوة دافعة لإفريقيا"--الصين وإفريقيا يدا بيد لمواجهة نقص الطاقة وتغير المناخ

arabic.china.org.cn / 09:18:55 2019-01-16

بكين 15 يناير 2018 (شينخوا) تحظى قارة إفريقيا بأراض شاسعة وموارد وافرة وعدد سكان يصل إلى قرابة 1.3 مليار نسمة، وتمتلك إمكانات كبيرة لتحقيق التنمية في المستقبل، لكن الوقود والطاقة يفرضان قيودا على تنميتها وتكاليف معيشية مرتفعة على كاهل شعوبها حيث تفتقر إلى موارد كافية من الفحم والنفط، وهو ما يؤدي بدوره إلى معاناتها من فقر الطاقة الكهربائية وتلوث البيئة وتغير المناخ.


-- نقص الكهرباء: مشكلة أساسية

فقد أصدرت شركة ((بيرتش بتروليوم)) البريطانية المراجعة الإحصائية السنوية للطاقة العالمية في عام 2017 أشارت فيها إلى أنه حتى عام 2016، احتل توليد الطاقة الكهربائية في إفريقيا 3 في المائة من الإجمالي العالمي، كما لم تصل الكهرباء بعد إلى قرابة 600 مليون نسمة في القارة.

ويجرى توليد الكهرباء في غالبية البلدان الإفريقية ارتكازا على الوقود الأحفوري، حيث يحتل توليد الكهرباء من الفحم 40 في المائة والديزل 12 في المائة من إجمالي توليد الكهرباء في إفريقيا، وفي بعض دول جنوب الصحراء الكبري تولد الكهرباء عن طريق مولدات الديزل الصغيرة. ولاشك أن هذه الأساليب التقليدية عالية التكاليف يصعب استخدامها على نطاق واسع لحل مشكلات نقص الطاقة والكهرباء علاوة على أنها تعمل على زيادة انبعاث الملوثات وخاصة غازات الاحتباس الحراري.

وعلى صعيد آخر، فإنه رغم نقص الكهرباء الذي يسود إفريقيا ويتطلب العمل على تطوير النظم والآليات في هذا القطاع الحيوي، لكن القارة تذخر بقدر وافر من الطاقة الشمسية وطاقة الرياح. وقد بدأت حكومات البلدان الإفريقية بالفعل في إيلاء اهتمام كبير بهذه القضية وحققت إنجازات وأوجه تحسن ملحوظة في العامين الماضيين وخاصة في الشقين المتعلقين بدفع إدخال الطاقة المتجددة في هيكل الطاقة، وزيادة حجم توليد الطاقة الكهربائية بشكل متواصل.


-- الطاقة الشمسية: مصدر جديد

تعد قارة إفريقيا أكثر القارات ازدهارا في الطاقة الشمسية، فثلاثة أرباع أراضيها تنعم بأشعة الشمس لفترات طويلة من العام. ومع اتجاه الشركات الصينية إلى زيادة استثماراتها في إفريقيا في السنوات الأخيرة، ولاسيما بعد طرح مبادرة الحزام والطريق وازدهار آلية منتدي التعاون الصيني-الإفريقي، باتت مشروعات الطاقة المتجددة تقدم حلولا صينية لإفريقيا في هذا الصدد.

ففي إطار مبادرة الحزام والطريق التي اقترحتها الصين في عام 2013، قدم إلى المغرب بناؤون من الصين للمساعدة على توفير نقطة ارتكاز صلبة لمشروع إعادة هيكلة الطاقة بهذا البلد الواقع في شمال إفريقيا.

ومنذ عام 2015، وشركة "شاندونغ إليكتريك باور المحدودة" (سيبكو3) التابعة للشركة الصينية لإنشاءات الطاقة "باور كونستراكشون كوربوريشين أوف شاينا" تعمل على إنجاز المشروعين الثاني والثالث لمجمع (نور) للطاقة الشمسية المركزة في وارزازات.

فمن أجل خفض درجة الاعتماد على الاستيراد، بدأت الحكومة المغربية في الاهتمام بشكل نشط بتطوير الطاقة المتجددة، وتعتزم توفير الطاقة الكهربائية في البلاد من مصادر متجددة مثل طاقة الشمس والرياح بنسبة 42% بحلول عام 2020. ويعد مشروع "نور" جزءا هاما في هذا الإطار.

فمجمع (نور) للطاقة الشمسية، وهو مشروع من أربع مراحل، يعد أكبر محطة للطاقة الشمسية المركزة في العالم قيد الإنشاء. وقد تم بالفعل الشروع في الاستغلال التجاري للمرحلة الثانية من المشروع، فيما تم مؤخرا توصيل مشروع (نور 3) بالشبكة. وبعد الانتهاء من جميع مراحل المشروع الأربع، سيوفر مجمع (نور) طاقة نظيفة لأكثر من مليون أسرة مغربية، بل وسيتم تصدير فائض الكهرباء إلى أوروبا.

وفي الصحراء بمحافظة أدرار بالجزائر، تم إنشاء مشروع محطات توليد الكهرباء بالخلايا الضوئية في إبريل عام 2018. فمن أجل إيجاد حل لمشكلة انقطاع الكهرباء من وقت لآخر في هذا البلد الإفريقي، عملت شركة صينية على مدار خمس سنوات في الصحراء لبناء 15 محطة لتوليد الكهرباء بالخلايا الضوئية على نحو مختلف عما تم إنشاؤه في المغرب.

فالمحطات في الجزائر تولد الكهرباء بشكل مباشر من ضوء الشمس، وليس من حرارتها. وقد ساهم المشروع في خفض الاستهلاك بواقع 872 ألف طن وتوليد 1.74 مليار كيلووات في الساعة من الكهرباء، ما حقق فائدة اقتصادية تقدر قيمتها بـ180 مليون دولار أمريكي ووفر أكثر من 3 آلاف فرصة عمل للأهالي.


-- الرياح: قوة دافعة جديدة

مع تسارع خطى التنمية في إفريقيا، تظهر مشكلة نقص الطاقة تدريجيا، وأصبح اللجوء إلى الطاقة المتجددة التي تجمع بين توفير الاحتياطيات وعدم انبعاث الملوثات اتجاها جديدا فيها. وبالإضافة إلى الطاقة الشمسية، شهد توليد الكهرباء بطاقة الرياح سرعة هائلة، حيث تتراوح كمية احتياطي توليد الكهرباء بالرياح بين 5 و7 تريليونات.

ففي كيب تاون بجنوب إفريقيا، تعمل محطة توليد كهرباء بطاقة الرياح على مساحة شاسعة من الأراضي. ومن المتوقع أن يولد المشروع المؤلف من 163 وحدة 600 مليون كيلووات في الساعة من الكهرباء لجنوب إفريقيا، ما يلبي احتياجات 85 ألف ساكن جنوب إفريقي من الكهرباء، فضلا عن أنه سيخفض من استهلاك الفحم بواقع أكثر من 215 ألف طن.

وفي هذا السياق، قال وي تشن، مدير عام شركة لونغ يوان الصينية للكهرباء التي أسست المشروع كاملا بمفردها، إن خصائص المشروع تتمثل في الطاقة النظيفة والحفاظ على الطاقة وخفض الإنبعاثات؛ مشيرا إلى أنه خلال بناء المحطة وتشغيلها، وظفت الشركة الصينية أكثر من ألف عامل من السكان المحليين وعلمتهم العديد من المهارات حتى أنها أرسلت بعضهم لدراسة التقنيات المتقدمة في الصين.

وفي أثيوبيا، ساعد ثاني أكثر مشروع لتوليد الكهرباء بالرياح في إفريقيا والذي أقامته شركة صينية في عام 2011، ساعد في الحد من مشكلة انقطاع الكهرباء في هذا البلد بشكل كبير مقارنة بذي قبل.

ومازالت الصين وإفريقيا تواصلان السعي إلى تعميق التعاون بينهما في مجال الطاقة، والبحث عن أساليب جديدة لدفع تطوير هذا القطاع بما يتلائم مع ظروف كل دولة، مثل محطات توليد الكهرباء بالمياه في زيمبابوي وأنغولا وغيرها من الحلول في إطار مبادرة الحزام والطريق.

   يمكنكم مشاركتنا بتعليقاتكم عبر فيسبوك و تويتر
تحميل تطبيق شبكة الصين

 
انقلها الى... :
China Internet Information Center E-mail: webmaster@china.org.cn Tel: 86-10-88828000
京ICP证 040089号 京公网安备110108006329号