تقرير إخباري: الحوثيون يستهدفون عرضا للجيش اليمني في قاعدة العند ومقتل 6 عسكريين

عدن 10 يناير 2019 (شينخوا) قتل ستة عسكريين وأصيب أكثر من 20 آخرين بينهم قيادات عسكرية بارزة في الجيش الوطني (قوات حكومية) إثر هجوم لجماعة الحوثي بطائرة من دون طيار في قاعدة العند الجوية بمحافظة لحج (337 كلم) جنوب شرق صنعاء.

واستهدف الحوثيون بطائرة من دون طيار "مسيرة" عرضا عسكريا في قاعدة العند الجوية، كان يحضره قيادات الصف الاول في الجيش الوطني، بمناسبة تدشين هيئة الأركان العامة في الجيش، العام التدريبي الجديد 2019.

وأكد مصدر عسكري يمني لوكالة أنباء ((شينخوا)) أن الاحصائية النهائية للهجوم الذي استهدف العرض في قاعدة العند بلغ ستة قتلى واصابة 20 اخرين.

وأضاف "نائب رئيس هيئة الاركان العامة اللواء الركن صالح الزنداني، واللواء الركن محمد طماح رئيس هيئة الاستخبارات والاستطلاع، واللواء أحمد تركي محافظ محافظة لحج، ما يزالون يخضعون للعلاج في مشافي عدن بعد ان اجريت لهم عمليات جراحية".

ما يزال يخضع للعلاج الاعلامي محمد النقيب المتحدث باسم المنطقة العسكرية الرابعة، والمصور الصحفي نبيل الجنيد.

وأكد المصدر أن قائد المنطقة العسكرية الرابعة اللواء الركن فضل حسن، وقائد محور العند العميد ثابت جواس، وعدد من القيادات العسكرية والضباط غادروا المستشفيات بعد تلقيهم العلاج اثر تعرضهم لاصابات طفيفة.

وكان مصدر طبي قد أكد في وقت سابق لوكالة أنباء ((شينخوا)) أن ستة عسكريين قتلوا وأصيب أكثر من 20 أخرين إثر القصف الذي وقع في قاعدة العند، مشيرا إلى أن معظم القتلى والجرحى تم ايصالهم إلى مستشفى ابن خلدون الحكومي في مدينة الحوطة عاصمة لحج، وتم تحويل عدد منهم إلى مستشفيات مدينة عدن.

وقالت الحكومة اليمنية إن الحادث الإجرامي الذي تعرضت له قاعدة العند الجوية، يعكس عدم جدية الحوثيين الالتزام بتحقيق السلام.

وذكرت وكالة الانباء الرسمية "سبأ" التي تديرها الحكومة، أن اللجنة الأمنية العليا عقدت اجتماعا استثنائيا برئاسة رئيس الوزراء معين عبدالملك، في عدن، ودانت مواصلة ميليشيا الحوثي جرائمها الغادرة ومحاولاتها المتكررة والفاشلة لاستهداف قيادات ومسئولي الدولة ومختلف فئات وشرائح المجتمع.

ووجهت اللجنة الأمنية العليا، أجهزة الاستخبارات وقيادة المنطقة العسكرية الرابعة وقيادة معسكر العند برفع تقرير متكامل حول ملابسات ذلك الحادث الإجرامي.

وأكدت اللجنة أن الحادث الإجرامي في العند يعكس عدم جدية الميليشيا الحوثية بالالتزام بتحقيق السلام والتخلي عن تعنتها وتهديدها لكل فرص السلام التي تحرص الشرعية على الالتزام بها باعتبارها هي الضامنة للحل وإنهاء الحرب والانقلاب الحوثي واستعادة الدولة.

بدورها، أعلنت جماعة الحوثي مسئوليتها عن العملية، وقالت إنها تأتي ردا على استمرار الغارات الجوية والتصعيد العسكري للقوات الحكومية والتحالف في مختلف الجبهات.

وقال العميد يحيى سريع المتحدث باسم قوات الحوثي، "إن العشرات من القيادات العليا لمرتزقة العدوان سقطوا بين قتيل ومصاب باستهدافهم في عملية عسكرية نوعية للطيران المسير بالعند في محافظة لحج"، حسب الاعلام الرسمي للجماعة.

وأضاف أن العملية تأتي "رداً على استمرار طيران العدوان في شن غاراته واستهداف المواطنين الأبرياء وعلى تصعيد مرتزقة العدوان في مختلف الجبهات"، على حد تعبيره.

وتابع "بعد عملية استخباراتية تم رصد تجمع لعدد من القيادات العليا لمرتزقة العدوان في قاعدة العند العسكرية وتم استهدافهم من قبل القوات الجوية وسلاح الجو المسير بطائرة مسيرة نوع قاصف 2 k".

من جانبه، قال الصحفي اليمني انيس منصور إن ما حدث في قاعدة العند يمثل اختراقا للمنظومة العسكرية للشرعية.

وأوضح منصور لوكالة أنباء ((شينخوا)) أن حادثة اليوم في قاعدة العند تعد اختراقا واضحا، وربما يقف خلفه بعض الايادي، خاصة وانها استهدفت بشكل مباشر المنصة التي تتواجد فيها القيادات العسكرية، وجميع تلك القيادات مقربة من الرئيس عبدربه منصور هادي، ومؤمنة بمشروع الدولة الاتحادية.

واعتبر منصور ان توقيت الهجوم واستهداف منصة تواجد القيادات العسكرية تؤكد هذا الاختراق، لافتا إلى أنه كان يُخطط لوقوع مجزرة كبيرة لقيادات الصف الاول في الجيش اليمني وعدد من ابرز الضابط الذين كانوا يتواجدون.

وقاعدة العند الجوية أكبر قاعدة عسكرية يمنية، وتتخذها القوات الحكومية وقوات التحالف العربي مركزا لادارة العمليات العسكرية في معاركها ضد جماعة الحوثي.

وهذه العملية هي الأولى من نوعها التي تشهدها القاعدة الجوية منذ تحريرها من قبضة الحوثيين في أغسطس 2015، بعد نحو اربعة اشهر من سيطرة الجماعة عليها.

وعبر المبعوث الاممي إلى اليمن مارتن غريفيث، عن قلقه من تصاعد العنف، داعيا الاطراف اليمنية إلى ممارسة ضبط النفس.

وقال غريفيث، في حسابه الرسمي على موقع التواصل الإجتماعي (تويتر) "إنه يعرب عن قلقه من تصعيد العنف الذي جرى اليوم في اليمن، ويحث كل أطراف الصراع على ممارسة ضبط النفس، والامتناع عن المزيد من التصعيد".

وناشد المبعوث الاممي "أطراف الصراع العمل على خلق مناخ موات للحفاظ على الزخم الإيجابي الناتج عن مشاورات السويد وعن استئناف عملية السلام اليمنية".